أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - أعطوهم كي لاتبتلون














المزيد.....

أعطوهم كي لاتبتلون


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 19:31
المحور: كتابات ساخرة
    


قصّة الكرفانات السائدة في المشهد العام ذكرتني بـ (مكسوره) كنت بطلها مع أحد رفاق السلاح حصلت أيام الجيش , في الساعة 300 أتتنا الأوامر بالتحرك من الرميله الجنوبي الى الصويرة , لم نتوقف خلال رحلتنا الا مرتّين , مرة أفطرنا في ساحة سعد والثانية توقفنا قرب العزير حيث تجمع حولنا أطفال بدشاديش يحملون كتبهم أخبرونا أنهم متوجهون للمدرسة في عمق الهور وأعطيناهم (صمّون وحلقوم وجكليت) , عبرنا العمارة قبل أنتصاف النهار , مرافقي كان أبو حسن (هادي الكوتاوي) واجبه حماية (السيارة طبعاً كونها آخر موديل نوع أورال عملاقة موديل 88) يعمل أثناء الأجازة سائق (رف) داخل مدينة الكوت , كنا نشعر بالأرهاق بسبب السهر والسفر ولذلك نسير ببطيء شديد , أنتبهت أثناء القيادة الى مشهد مريب حين صرنا قبالة علي الشرقي متجهين الى علي الغربي, وهو أن الشارع أمامنا كان خالياً تماماً من السيارات , أستعنت بزميلي هادي وكان مابين اليقظة والحلم وسألته بصوت عال :
- أبو حسن أشو الشارع يصوصي أخاف تيهنا وطبينا غير طريق !
نظر أبو حسن بعين أبو المنطقة الخبير بأمور الزور والتبليط وأجاب بثقة :
- لا أبو علي هذا طريق عماره كوت نفسه , بس صدكَ ليش ماكو سيارات بيه !
قلقنا فصمتنا حتى فرحنا برؤية أحد البشر يبيع السجائر والبيبسي على قارعة الطريق فقررنا التوقف على الرصيف للأستفسار وشراء أي شيء .
بمجرد نزولنا حصلت مفاجأة أذهلتنا نحن الأثنين , حين ظهرت موجة عملاقة من السيارات تقدر بمئتين وربما أكثر بكثير , كان المشهد بعد أن توقفنا يشبه أزدحام بوابة بغداد مع بدء الدوام هذه الأيام , الغريب أن سائقي السيارات العابرة كانوا يشتموننا دون سبب , كل سائق منهم يخرج رأسه و يكيل السباب ونحن فاغرون مسبهلون :
- أنعل هيج من هيج ألكم ... !
أمرأة متوسطة العمر أخرجت رأسها من زجاج السيارة (نوع كوستر) ثم وجهت خطاب مقتضب :
- ولكم سرسرية ليش سادّين الشارع و السيارات محصورة من وراكم صار ساعتين
أكمل خطابها رجل عجوز بعقال ونظارات ولكن من آخر نافذة في نفس السيارة الكوستر :
- ماعليكم عتب لأن الله مطيّح حظكم دنيا وآخره , هتليه أبو خليل !
تلقينا حينها من الشتائم مالم يتلقاه أصحاب المولدات و السياسيين , فأنزوينا على وجه السرعة خلف (الكشك) حتى أنفض الزحام وعاد السير الطبيعي للطريق وعاتبت صاحبي مؤنبا:
على بختك أبو حسن , ليش ماذكّرتني بالكرفان , تدري نسيته بسبب التعب وتدري الدرب يهد الحيل ويشل التفكير , هذا كرفان أبو العرضين يسد أكبر طريق , المفروض كل شويه ننزل على صفحه وننطي مجال لسيارات المواطنين , كلها صوچ ذاك الكلب (أسميّر) حنبطنا بيه ..
سمير كان رئيس عرفاء الوحدة , طفيلي متملق من الدرجة الأولى وأراد أن يعمل للآمر (حلاوه بجدر مزروف) فأخبره بأن سيارتنا الـ(أورال) لوحدها فقط بأمكانها أن تسحب الكرفان وتوصله الى الصويره حيث المقر الجديد .
لم يتكلم صاحبي وبقي مطأطيء الرأس فأردت أن أقوي معنوياته التي نزلت الى الحضيض فقلت له متزلفاً :
- ولايهمك أبو حسن , أصلاً المسبّات والشتايم تقلل الذنوب , أنت هسه صرت كما ولدتك أمك , تم تصفير ذنوبك وكل سوالفك المكسره , وآني همينه مثلك ماعدنا كل ذنوب , أنت بالحرس مو جندي عادي ولازم تكون بطل مايهزك ريح !
الغاية من تلك الحكاية التي حصلت في العقد التاسع من القرن الماضي هي لأبراء الذمة أتوسلها من كل الشاتمين معها تنويه يذكر كلما ظهر ( في الجو غيم) , أخترتها من جنس الموضوع للتمييز بين سد الطريق اللامقصود و بين السد المقصود المتفق عليه , الأول يتلقى فاعله شتائم يمكن أن تمحي ذنوبه أما الثاني فلاتمحى ذنوبه بل تتكاثر لاجنسياً عن طريق الأخبار المتأتية من صوامع اللامبالين اللصوص , تجعل معدلات الشتم تتناسب طردياً مع مستوى المطر و عكسياً من درجات الحرارة مع طلائع جويريد , صحيح أن نقل الكرفانات صعب واسألوني ولاتسألوا حكيم , لكنه صعب فقط عندنا نحن المستفلسين من جماعة أبي خليل , فهو عند المؤتمنين على المليارات أمر يسير , أما تصنيعها فهو أمر أيسر يوفّر الكثير ويعجل بأنقاذ الموقف قيد التهديد , صاحب الحاجة أعمى والحاجات مراتب ولكل مرتبة حوبة أعطوها كي لاتبتلون , مختصر مفيد : نطالب بأنقاذ الأنسان العراقي خصوصاً النازحين .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاحات للديماغوجية في البلاد العربيّة
- حكايات أهل العراق
- الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة
- فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
- القيمر والتمر يهزمان الشر
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل
- لاعزاء مع لصوص الله


المزيد.....




- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - أعطوهم كي لاتبتلون