محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 19:28
المحور:
الادب والفن
يدخلان المقهى الذي على زاوية الشارع.
يخلعان معطفيهما الواقيين من المطر، ويجلسان متلاصقين، لأن الكراسي في المقهى تتجاور على نحو حميم، وهو ما يفتقدانه في المقاهي الأخرى.
يحتسيان الشاي من كأس واحدة، ويرقبان المطر من خلف الزجاج، ولا يعيران أي انتباه للكهل الذي يسترق النظر إليهما بين الحين والآخر.
الكهل يعتقد أنهما عاشقان.
وهو يغبطهما على هذا الانسجام، يتابعهما وهما يحتسيان الشاي ويقول إنهما مثل زوج حمام.
تقول المرأة وهي تتأهب للنهوض: هيا بنا إلى المجمع التجاري، نشتري أقلاماً ودفاتر للأولاد.
يقول وهو يتبعها نحو الباب: ونشتري نبيذاً لنشربه في ذكرى زواجنا.
يندهش الكهل، يتابعهما وهما يخرجان.
يرتدي معطفه الواقي من المطر، يمشي خلفهما ويشتري نبيذاً يشربه وحده في ذلك المساء.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟