محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 11:01
المحور:
الادب والفن
يقتلني المرور الخاطف،
الذي يخلف في النفس ذكريات مريرة.
المرور الخاطف ببيت مضاء في أول الليل، تحيط به الظلمة الخفيفة، وثمة في البيت حياة أليفة:رجل وامرأة وأطفال في غرفة المعيشة، طعام ساخن على المائدة، شاي في الإبريق، تعليقات ساخرة على أحداث النهار المقيتة، وثمة حزن خافت في العيون.
يقتلني المرور الخاطف بساحة فسيحة في قرية بعيدة،
حيث النساء والرجال، يؤدون رقصة صاخبة على أنغام أكورديون قديم، والعروس تقف إلى جوار عريسها
بعد أن قدمت وصلة طويلة من الرقص الرشيق، وثمة فرح واضح في العيون.
يقتلني المرور الخاطف ببيت قديم، تركه أهله وهاجروا بعيداً،
فاستطالت النباتات البرية في حديقة البيت، وانتشر الصدأ مثل مرض مُعدٍ على أباجورات الشبابيك، واصفرّت حجارة البيت، وبدا كما لو أن له مئة عين تذرف الدموع، على أناس غابوا منذ زمن، ولم يرسلوا أي خبر، عن عودة قريبة،
أو حتى عن وعد غامض بالرجوع.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟