محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 11:16
المحور:
الادب والفن
تلك الغابة البعيدة،
تملأ الآن حيز الذاكرة . تلك الأمسية الناعمة، تأتي بكل ما فيها من احتمالات، تلك الروائح الفاغمة، تتقدم دفعة واحدة، يحملها الهواء على ظهره، متنقلاً بها من مدينة إلى أخرى، من شارع إلى آخر، إلى أن تحط على مقربة من الرجل المهموم، يتشممها باحتراس.
كان ثمة شجر وماء، ماء وبنفسج، لزوجة تأخذ بمجامع القلوب، وأنفاس متقطعة لاهثة، وامرأة تقول : لا تبتعد. غير أن الهواء – كعهده دائماً – لا يترفق بأحد ولا يحفظ السر.
وها هو ذا يأتي حاملاً على ظهره، الغابة والأمسية والروائح والأنفاس المتقطعة، ويدخل دون استئذان ، فيزداد الرجل أسى فوق أساه، وهو يرقب الهواء جالساً على الكرسي، مُنتظراً أن يداهمه النعاس، فينام، أو يقدم اعتذاراً ما، ثم ينهض مبتعداً عبر النافذة، وعلى ظهره الغابة وبقية الأسرار.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟