محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 14:27
المحور:
الادب والفن
المرأة في ثوبها الأسود الممتد حتى كعبيها،
تقف إلى جوار الرجل ذي المعطف الرمادي، وفي الخارج تهب ريح مجنونة.
الشبابيك تهتز ويصدر عنها صفير لا ينقطع، الغيوم تتراكض في السماء، مثل شعب هارب من قذائف الحرب.
المساء يتسلل عبر النوافذ والأبواب، والرجل يقود المرأة من يدها دون كلام، في الدرب الشاحب المتروك تحت رحمة الريح.
تتبعه المرأة وهي لا تدري إلى أين يقودها،
غير أنها تجد في ذلك مسرّة، لم تفارقها إلا بعد أشهر، حينما عادت إلى الدرب نفسه حيث الريح التي تضرب الشبابيك، والمساء المربك، والرجل الذي بدا عند نهاية الدرب، وهو يقود امرأة أخرى تضحك في الظلمة الخفيفة، دون وجل.
تضحك كما لو أنه لن يفارقها إلى الأبد.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟