محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 13:37
المحور:
الادب والفن
المرأة ترقص في الشارع.
إنها امرأة قادمة من الحي الفقير في المدينة الصاخبة. في قدميها جوربان أبيضان، وليس ثمة حذاء.
والمرأة تهز ردفيها، وتشرب النبيذ من زجاجة وجدتها مملوءة إلى منتصفها وسط النفايات.
المرأة تدخل محطة القطارات، تجلس فوق أول مقعد يصادفها، تتحدث مع نفسها بانشغال زائد، تضحك، ولا تلفت انتباهها القطارات التي تحمل المسافرين الى شتى الأرجاء.
والمرأة تنهض حينما ترى الرجل قادماً من جهة اليسار.
إنه نحيف، وفي قدميه حذاء طويل الرقبة، حائل اللون، وعلى وجهه ابتسامة هادئة.
المرأة تضع يدها في يده، تنقل إليه الزجاجة.
يحتسيان النبيذ بالتناوب، يغادران المحطة بخطوات رتيبة، كما لو أنهما عادا لتوهما من سفر بعيد، أو من رحلة سعيدة، وينامان في كوخهما ذي الباب المخلوع، إحدى عشرة ساعة وأربعين دقيقة، دون زيادة أو نقصان.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟