محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 12:13
المحور:
الادب والفن
القاعة ليست مكتظة بالنظارة حتى هذه اللحظة.
الناس يتوافدون تباعاً إلى المكان، الرجال أرهقهم تعب النهار، والنساء أرهقتهن شؤون كثيرة، والمساء هو المرشح لغسل التعب. الرجال يجيئون بملابس السهرة غامقة الألوان، والنساء يجئن بملابس فائقة الشفافية، وبعيون كحيلة.
جاء رجل من آخر الدنيا إلى القاعة،
وجاءت امرأتان بعد انطفاء الأضواء بلحظات، بحثتا في الظلمة عن المقعدين الشاغرين بالقرب من الرجل، جلستا، تهامستا ببضع كلمات، ثم ذابتا في الصمت وهما تتابعان قصة حب محكومة منذ لحظتها الأولى بالاٍخفاق.
أضيئت القاعة، والمرأتان ما زالتا تبكيان.
والرجل الذي جاء من آخر الدنيا ظل يمشي على مقربة من المرأتين حتى توقفتا عن البكاء، دعاهما الى مرقص في وسط المدينة التي تملأها تماثيل العشاق. ظل يرقص مع المرأتين حتى الاٍنهاك. وضع رأسه بين كفيه وبكى، وحينما توقف عن البكاء كانت المرأتان قد وصلتا نهاية الشارع الطويل، ثم غابتا في غابة من الشقق التي تقعي على شرفاتها ذئاب لا تكف عن العواء حتى الصباح.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟