محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 12:14
المحور:
الادب والفن
كم هو مؤلم هذا الليل!
يصعد الرجل درجات المبنى، يجلس على حافة السطح، وثمة عتمة وهواء.
والحي كله أخلد للنوم ما عدا امرأة مكسورة الساق، تتأوه بمرارة في سريرها، تتأوه وبيتها يغرق في العتمة، ولا أحد يناولها كأس ماء أو حبة دواء. فأبناؤها كلهم نيام، وزوجات أبنائها كلهن نائمات.
والرجل واقفٌ فوق سطح المبنى، والحي مستسلم للنوم وللعتمة، وأضواء المستوطنة المجاورة تلتمع بقسوة كأنها تتوعد الحي، والرجل خائفٌ، فقد نزل المستوطنون قبل شهر، إلى الحي على نحو مباغت.
تجمع أهل الحي فوق أسطح المنازل.
التمعت فوق رؤوسهم نيران الطلقات، صاحوا مثل حيوانات جريحة، وهم يدافعون عن أنفسهم بالحجارة وأواني الزهور.
الرجل خائف، والمرأة تتأوه، والحي سادر في النوم، وأضواء المستوطنة تلتمع دون حياء.
وهذا الليل مؤلم، وهو منذرٌ بخطر ما.
والرجل لا يغادر سطح المبنى حتى الصباح.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟