محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 11:11
المحور:
الادب والفن
أجتاز بيوت العشيرة كل صباح.
أجتازها بيتاً بيتاً.
ليس ثمة أحد على مداخل البيوت، ولا في شرفاتها المطلة على الشارع.
الأزواج سارعوا إلى أعمالهم مبكرين، الأولاد ذهبوا إلى مدارسهم، البنات ذهبن إلى مدارسهن، ولم يبق في البيوت سوى النساء والأطفال الرضع، وأغطية منعوفة هنا وهناك، وبعض ذكريات قديمة عن برية شاسعة مليئة بالنوايا الحسنة والحب البريء.
ذكريات لم تعشها النسوة، اللواتي تربين على محطات التلفزة التي تقتحم البيوت دون استئذان، لكنهن يسمعنها من جدات يجلسن في زوايا البيوت، ولا يتوقّفن عن اجترار الذكريات، التي تزهد فيها نسوة اعتدن على إيقاع آخر لم تشهده البرية ولا نساؤها القانعات، إيقاع صاخب، متشعّب، متلوّن، وفيه من التوقعات المفاجئة، ما لم تجرؤ على فعله، الجدات وهن في عز الصبا، أو على مجرد التفكير فيه.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟