محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 11:35
المحور:
الادب والفن
فرقة الغجر تعزف ألحانها في الساحة التي تظللها الأشجار.
نساء خارجات من المكاتب الصقيلة، يتوقفن لحظة ثم يمضين إلى بيوتهن، أو إلى مواعيد غامضة. رجال يعبرون الساحة مسرعين كما لو أن كلاباً نابحة تتعقب خطاهم، متشردون ذوو لحى كثة يتربعون أو ينامون على المقاعد الخشبية العتيقة، أولاد وبنات يرقصون حيناً ويتبادلون القبلات حيناً آخر، امرأة وحيدة تستمع إلى ألحان الفرقة نصف ساعة تقريباً، ثم تمضي متسكعة في الشوارع، لا تدري كيف تنهي يومها. رجل وحيد يصغي إلى الفرقة بنوع من الأسى، ولا يغادر المكان إلا حينما تنتهي الفرقة من عزف ألحانها.
ألحان الفرقة تذوب في الصمت،
والرجل ينهض، يغيب ساعتين أو ثلاثاً.
يعود إلى الساحة وبرفقته المرأة التي لم تكن تدري كيف تنهي يومها، والفرقة اختفت لسبب ما، ولا أحد في الساحة سوى ثلاثة من المتشردين يغطون في نوم عميق، وقائد الفرقة الذي يحدق في الفراغ، وليس أمامه سوى آلة موسيقية متعبة، وزجاجة نبيذ.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟