أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - المستشار الزند ..سقطات وانتلجنتسيا السلطة















المزيد.....

المستشار الزند ..سقطات وانتلجنتسيا السلطة


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلنت الرئاسة المصرية في بيان لها يوم الاربعاء الموافق 20-04-2015 ان المستشار احمد الزند ادى اليمين الدستورية كوزير للعدل امام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وذلك في حضور رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب ،خلفاً للمستشار محفوظ صابر، الذي تقدم باستقالته من منصبه الأسبوع الماضي ، بعد ادلائه بتصريحات اثارت موجة عارمة من الغضب اكد فيها المستشار محفوظ صابر انه لا يمكن لابناء الفقراء ان يصبحوا قضاة ، وانتشرت دعوات لاقالته بعد ان صرح خلال مقابلة تلفزيونية ان ابن عامل النظافة لا يمكن ان يصبح قاضيا، مؤكدا ان القضاء اكثر "شموخا" ، ردا على سؤال حول ما اذا كان ابن عامل النظافة يمكن ان يصبح قاضيا، قال "مع احترامي لكل عامة الشعب، القاضي له شموخه ووضعه ولا بد ان يكون مستندا لوسط محترم ماديا ومعنويا" ، واضاف "القاضي مفروض ان يكون من وسط مناسب لهذا العمل مع احترامنا لعامل النظافة ولمن هو اقل" معتبرا انه لو دخل ابن عامل النظافة القضاء "فستحدث له اشياء كثيرة مثل الاكتئاب" ولن يكمل عمله في هذا المجال.

وقد اثار تعيين المستشار أحمد الزند، وزيرا للعدل، حالة جدل واسعة في الشارع المصري ، فخلال فترة توليه رئاسة نادي قضاة مصر، صدرت منه تصريحات كثيرة لوسائل الإعلام ، وصفت بأنها سقطات ولا تندرج تحت ذلة لسان ، تمنعه من تولي مثل هكذا منصب ، دعوني اركز فيها على اربع تصريحات ، كفيلة بأثارها السالبة على اختياره لمنصب وزير العدل ، الثلاث الاولى منها موجهة للداخل والاخيرة كانت موجهة للخارج صراحتا ، * ففى مداخلة هاتفية شهيرة للزند مع برنامج مصر اليوم الذى يقدمه توفيق عكاشة على قناة الفراعين قال الزند "نحن القضاة هنا على أرض هذا الوطن أسياد، وغيرنا هم العبيد واللي يحرق صورة قاضي يتحرق قلبه وذاكرته وخياله من على أرض مصر . * لا تراجع عن تعيين أبناء المستشارين في السلك القضائي شاء من شاء وأبى من أبى، ومن يهاجم أبناء القضاة هم الحاقدون والكارهون ممن يُرفض تعيينهم، وسيخيب آمالهم، وسيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة ولن تكون قوة فى مصر تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلى قضائها". * وفى مداخلة أخرى مع توفيق عكاشة سخر الزند من وسائل التواصل الاجتماعى مخاطبا عكاشة: مايكتب فى الـ "فيسبوك" والطنيطر يقصد "تويتر" وهذه الوسائل التى ملأت حياة المصريين بالقباحة لا يزعجك".

فهناك طبقة ظهرت في مصر في اواخر السبعينات ، تدعي انها من الطبقة المتوسطة ، ولكنها في الحقيقة طبقة صنعتها سلطة الدولة ومن داخل مؤسساتها ، تندرج تحت مسمى " انتلجنتسيا السلطة " التي هي احد اجنحة البورجوازية الكبيرة الان ، فمن المعروف ان الانتلجنتسيا هي طبقة يصنعها الشعب ، اما في مصر تصنعها الدولة ويكون كلا منهما في خدمة الاخر، وهذا ما نراه الان في مصر ، فعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 ، كانت الانتلجنتسيا تمثل العمود الفقري في الطبقة البورجوازية الصغيرة التي تتكون من"" الطلبة والموظفين واصحاب المهن الحرة من المحامين والمهندسين والاطباء والصحفين واساتذة الجامعات وصغار التجار والصناع وغيرهم.." التي كانت تمثل في مصر نفس الدور الذي كانت تمثله الطبقة الوسطى الاوروبية في مناصرة الديموقرا طية الليبرالية ، ولكنها كانت في مصر تمتاز بصفة في التكوين ، فكانت تستمد اهميتها من التركيب الطبقي الاجتماعي ، فكانت الانتلجنتسيا المصرية تنحدر من طبقتين اجتماعيتين " الطبقة الاستقراطية والطبقة الوسطى " وهذا ما كان يميزها في عملها السياسي وفكرها الاقتصادي والاجتماعي ، ولكن بعد قيام ثورة يوليو وفي اواخر الخمسينات ، دخلت تلك الطبقة في صراع داخلي بين فرعيها ، بفعل عدة عوامل ومتغيرات اثرت على الاصول الاجتماعية للانتلجنتسيا ، الى ان تم القضاء تماما على فرع الانتلجنتسيا الاستقراطية ، وظهرت " انتلجنتسيا الوطنية " ، التي ارادت ان تتجه الى طبقة ( البروليتاريا ) التى تمثل العمال الصناعيين والفلاحون ، لتنتقي منها لتوسع من قاعدتها ، ولكن بعد فترة وجيزة فشلت تلك التجربة بفعل عوامل خارجية وداخلية ، التي لو كان كتب لها النجاح لاعطت نموزجا فريدا سجل بأسمها ، فمن اسباب عدم نجاح انتلجنتسيا الوطنية انها ظلت تسير على اسس ومفاهيم واليات انتلجنتسيا البورجوازية الصغيرة ولم تضع الاسس الخاصة بها التي تساعدها على التطور مع تطور الحركة الوطنية ، كذلك وقوفها الى جانب القومية بالاسلوب والطريقة التي تمليها عناصر القومية الحاكمة ضد فكرة الجامعة الاسلامية وتارة ضد الديموقراطية دون ان يكون لها فكر ومنهج واسلوب خاص بها ، لينتهي بها المطاف الى حدوث صراع داخلي مرة اخرى داخل الطبقة الواحده بها ، ويتم تحييد قطاع عريض كان اساسها ويشمل المثقفين والطلبة واصحاب المهن الحرة واساتذة الجامعات ، لتظهر انتلجنتسيا السلطة ، الرافضة تماما ان ينضم اليها اي قطاع او فئه او شريحة وخاصة من الطبقة العاملة الكادحة ، الذين ينظرون اليهم على انهم خداما وعبيدا لهم ، وهذ كان واضح في تصريحات الاخيرة لمن ينتمي الى انتلجنتسيا السلطة البورجوازية ، الذين ملأوا مؤسسات الدولة واجهزتها دون استثناء ، وعتبروها ملكا لهم ويجب ان تورث من جد الى الاب الى الابن ..

* اما الاخيرة فتلك هى اخطر التصريحات لانها كانت موجهة للخارج ، في 22-04-2013،طالب الزند الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة تحمل مسئولياتها تجاه مصر، وذلك فى دعوة صريحة للتدخل فى الشئون المصرية،قائلا"إن الولايات المتحدة الأمريكية التي تفخر بتمثال الحرية، أنفقت ملايين الدولارات لنشر الفوضى الخلاقة، وحريتها لم تفد المصريين"،مضيفا"أقول لأوباما إذا كنت لا تدري ما يحدث في مصر، فتلك مصيبة وإن كنت تعرف فالمصيبة أكبر فالسياسيون والقضاة يتعرضون لمضايقات وانتهاكات وعلى أمريكا أن تتحمل مسؤوليتها وأن ترفع هذا العبء عن كاهل الشعب المصري خاصة القضاة، فالسن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم"، فمن المفارقات التي تدعوا الى العجب والدهشة والضحك والبكاء والعويل اختار ماشئت،فبدل من ان يعاقب ويجازى الزند على الدعوة تلك ، اليوم يكافئ ويعين وزيرا للعدل، فقانون العقوبات المصري توجد به مادة (77) تتطابق بعقوبتها على تلك الحالة ، فالمادة ( 77- د) تنص على ان " يعاقب بالسجن اذا ارتكبت الجريمة فى زمن سلم , وبالاشغال الشاقة المؤقته اذا ارتكبت فى زمن حرب .( 1 ) كل من سعى لدى دولة أجنبية أو أحد ممن يعملون لمصلحتها أو تخابر معها أو معه وكان من شأن ذلك الاضرار بمركز مصر الحربى أو السياسى أو الدبلوماسى أو الاقتصادى فاذا وقعت الجريمة بقصد الاضرار بمركز البلاد الحربى أو السياسى أو الدبلوماسى أو الاقتصادى أو بقصد الاضرار بمصلحة قومية لها كانت العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة فى زمن السلم والأشغال الشاقة المؤبدة فى زمن الحرب ولا يجوز تطبيق المادة 17 من هذا القانون بأى حال على جريمة من هذه الجرائم اذا وقعت من موظف عام أو شخص ذى صفة نيابية عامة أو مكلف بخدمة عامة "، مهما كان الحدث وجلله فالامر كان لا يستدعي هذا الطلب من الزند على الاطلاق ، فكلنا نعرف ما كانت مصر تعانيه من حكم الاخوان في تلك الفترة ، فالوطن كان على حافة فوهة البركان ، والانقسامات والاستقطاب والتمترس كانوا ككرات لهب تتساقط هنا وهناك ، ومثل هذه الدعوات تهيئة مناخ ارضية البركان ليأكل الاخضر واليابس ، كذلك كلنا نعرف المواجهة الضارية التى خاضها القضاة والشعب معهم ضد حكم جماعة الإخوان، دفاعا عن استقلال القضاء والشرعية القانونية والدستورية ، ففي هذه الفترة كلنا كنا قلبا وقالبا مع القضاة وضد الاعتداء السافر على القضاء من قبل جماعة الاخوان الارهابية ،ومع ذلك هذا لا يدعوا الى مطالبة الخارج بالتدخل في شئون مصر، فمصر بكل طوائف شعبها كفيلة للتصدي والقضاء على تلك الصعاب،وهذا ما حدث بالفعل يوم 30 يونيو2013 ذلك اليوم الذي كتب فية شهادة وفاة التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين الذي كان يدعمه اوباما ويقف وراءه ، وحرك الاساطيل البحرية من اجل بقاءهم وهذا كان ظاهر وواضح للعيان ، وهذا هو اوباما الذي كان الزند يترجاه بطلب وذلك فى دعوة صريحة للتدخل فى الشئون المصرية لانقاذ القضاة والحريات ورفع العبء عن كاهل الشعب المصري خاصة القضاة من حكم الاخوان !! .

فالنهوض بالدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، لا يتحقق إلا بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، فالثقة وحدها لا تكفي بل يجب الاختيار على اساس الكفاءة والموهبة والخبرة والقدرات والسيرة الذاتية ، فمن المعروف ان تكوين الشخص الاجتماعي والفكري والفلسفي وخاصة بالنسبة للمسئول تحدد نوعية القرارات التي يمكن ان تتخذ في إطار مبادئ الثورة ،فكل مرحلة لها اشخاصها التي تحدد طبيعة المهمة التي يقوم بها ، فالقيادة لا تتوقف على المقدرة الادارية فحسب ، بل يجب توفر كاريزما اتخاذ القرار ، ولهذا يجب على القائد في صنع القرار ان يحدد الهدف بوضوح لكل مرحلة ومن ثم اختيار العناصر الملائمة والصالحة لكل مرحلة وخاصة القادرين على تنفذ الاهداف ، وحتى يحدث يحدث تغييرا محسوسا وملموسا يشعر به المواطن العادي ، يجب استخدام اشخاصا يتسمون بالجرآة والقدرة على اتخاذ القرار بما تقتضية الحالة ، كذلك المغامرة ولكن يجب ان تكون داخل اطارها واصولها وقواعدها ، باختيار الزند وزيرا للعدل اتضح ان هناك خلل في منظومة اتخاذ القرار، فصانع القرار في مصر في وادي والشارع في واد اخر،”وإن كانت القيادة السياسية لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم“.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليج..من البروباغندا الى شراكة مع إسرائيل
- حكومة محلب.. كسابقاتها
- رد على مقالة (العفريت الأصولي)لطارق حجي
- هل أخطأت القيادة السياسية السعودية ؟
- دساتير مصر..البورجوازية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة
- عاصفة الحزم بين التحليل والوقائع والمتغيرات
- بلداننا من لوزان تركيا الى لوزان إيران
- مؤتمر مصر المستقبل .. ما نخشاه الاحتكار
- السيسي وأردوغان وزيارة التكهنات
- اليك بعض السطور ( للحب عيد )
- ايميل الى سيادة الرئيس ( السيسي )
- الدواعش .. الحشاشون الجدد
- السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية
- شارلي إبدو..الاساءة للرسول وتغيير الخطاب الديني
- هل سيزور السيسي المغرب ؟
- بورسعيد الباسلة..النسيج الانثروبولوجي والكوزموبوليتاني
- الدولار..الخليج بين السندات والاحتياطيات
- السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض
- محاكمة القرن .. قانون ساكسونيا
- الخليج..ارهاب الورقة الخضراء ( الدولار)


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - المستشار الزند ..سقطات وانتلجنتسيا السلطة