أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض















المزيد.....

السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 15:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض

دعوني اولا استعرض ما تمر به مصر منذ بدايات ثورة 25 يناير وامتدادها 30 يونيو وحتي الان في تلك السطور..
مصر بين نظام قديم يحاول الاستنساخ ، وقادة اخشى ان يكونوا قد نسوا المهام ، وجماعات لاتجيد الا لعبة القط والفار , وحكومات عبثا تحاول البقاء ، وانفلات امني يحاولون في بقاؤه من اجل تحقيق اهدافهم السوداء , وبرلمان مات لانه ولد مصاب بمرض التوحد نتيجة خلل في الجينات ، واحزاب فاشلة كرتونية متشابهة الاسامي لا يعرف احد اسمائها غير مؤسسيها الرؤساء ، واسلاميون لا يجيدون حديثهم إلا بأصبع السبابة اجوف اصم بين هذا وهاك ، ومسئولين خردة يمتازون بانصاف الصفات فاقدون لكاريزما المنصب وجهلاء الالمام ، واعلام واعلان مأجور يُسوق سلعته بالدماء ، ومثقفون ونخب لا يجيدون التحليق الا في الليل كخفافيش الظلام ، وقوى خارجيه تحاول قلب الموازين لتكريس الاقدام بضخ الاموال ، لكل .....الكل يريد احباط ثورة شهد لها العالم وتغنى بها الزعماء وكانت حديث كبار الكتاب ومادة تدرس في اكبر محافل الجامعات ...

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي اول الامس ، أن الدولة لم تتمكن من القضاء على الفساد بشكل كامل،إلا أن الدولة تسعى لذلك،مضيفا "الفساد لن ينتهي بإجراءات تقليدية أو بقوانين فقط لكن بوجود إرادة حقيقية لدى الجميع..،"خلوا بالكم إحنا بنبني ولكن فيه ناس تانية عاوزة تهد.. فلابد أن يكون معدل البناء في بلدنا أكثر من معدلات التخريب".
اذا من يتمعن ويقرأ ما بين السطور يعرف ان السيسي وحكومته لم يصلا بعد الى آليات الحوكمة في مكافحة الفساد(مادي_واداري_وقيادي_ومعنوي) ، فالفساد العنكبوتي متشعب في كل ركن من مؤسسات الدولة على كافة تنوعها ، فعملية التطهير لابد ان تبدأ برأس العنكبوتة الطليق،فكيف يحارب الفساد ومتسبب كوارث العبارات الغارقة طليق ، كيف يحارب الفساد ومن التهموا أراضي الدولة وهضموها لصالح مافيا التجريف والتسقيع باقين في قصورهم على الشواطئ يستجمون ، كيف ومن تسبب في محارق القطارات قائم في عمله،كيف واصحاب الخصخصة وبيع ممتلكات الشعب بالعمولات باقي في منصبه والاخر برئ منها،كيف ومن باع خيرات ومقدرات ومكتسبات البلد اخذوا صك البراءة،كيف واصحاب اكياس الدم الفاسدة يرانا من مقعده القريب،كيف واصحاب الاغذية المنتهية الصلاحية والمسرطنة مازالوا في مكاتبهم جالسون بل ينعمون بالحد الاقصى وكل الامتيازات،كيف ومن افسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والاخلاقية في الاحتفالات والمؤتمرات في الصفوف الاولى جالسون،كيف ,,,وكيف,,وكيف ،واخرا وراس العنكبوتة اصبح هو ورموزه حر طليق،يؤسفني ان اقول نرى جعجعة بلا طحنا،لاننا لا نرى شئ محسوس وملموس حتى الان.

هذا يجعلنا نتذكر ما قال عبد الفتاح السيسي في خطابه الانتخابي " نحن امامنا كلنا مهام عسيرة ، لابد من اعادة بناء جهاز الدولة ، الذي يعاني حالة من الترهل ، تمنعه من النهوض والقيام بواجباته ، تلك القضية لابد من مواجهتها بكل حزم ، حتى يستعين الجهاز قدرته ، ويسترد تماسكه ، ويصبح الجهاز وحدة واحدة ويتحدث بلغة واحدة " .

فالعالم كله تحكمه الدولة العميقة ، الدولة العميقة اركانها معروفة وقد تختلف من دولة الى اخرى من الناحية الترتيبية في اركانها وكذلك طريقة نفوذها ، فالولايات المتحدة الامريكية الاكثر ديمقراطية تحكمها الدولة العميقة فعلى سبيل المثال هل يسمح لحزب الشاي مثلا ان ينافس حزب الجمهوريين والديمقراطيين في الحكم ويشاركهما في صنع القرار والنفوذ الاقتصادي ، كذلك تركيا فهى تحكمها الان الدولة العميقة تحت اسم الديمقراطية الاسلامية (الاسلام السياسي) ، هل تسمح بعودة دولة الجيش التي تعمل الان تحت اسم ارجينيكون لتشاركها في السلطة وصنع القرار .

فالدولة العميقة في مصر هى منذ القدم نشأت وتكونت قبل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الضخمة التي احدثها محمد على واسرته ، ففي القرن الثامن عشر كانت متمثلة في البرجوازية القديمة المكونة من التجار والملتزمين ومشايخ الازهر والسادة والاشراف ، ثم انتقلت الى طبقة جديدة دخلت معها في صراع اركانها مكونة من الشراكسة والارناءوط والاتراك والمماليك لتكون هي الدولة العميقة ، حيث اطلق عليها نظام الالتزام او الاقطاع ، ثم جاء نظام الاحتكار ليمثل الدولة العميقة في عصر محمد على واسرته حتي منتصف القرن التاسع عشر ، وعندما وقعت مصر فريسة للاستعمار البريطاني ظهرت طبقة ارستقراطية اجنبية احتكارية مثلت الدولة العميقة وقتها مكونة من التجار والماليين الفرنسيين والانجليز وغيرهم من الراسماليين الاوربيين والمنتفعين من الداخل ، الى ان جاءت ثورة 1919 وكتابة اول دستور عام 1923 ، ظهرت الدولة العميقة الجديدة المتمثلة في الاحزاب التي كانت تمثل كبار الملاك والاقطاعيين واصحاب المصارف ومصالح الراسماليين الكبار والمتعاونة مع الراسمالية الاحتكارية الاجنبية ، الى ان جاءت الحركة القومية التي قادها المثقفين وغيرهم من الوطنيين المصريين لانتزاع السلطة من يد العناصر المسيطرة عليها إلا ان الدولة العميقة بقية بسبب ان الصراع هنا كان يستهدف طرد العناصر الاجنبية المسيطرة وازالة القيود الاقطاعية ولم يستطع انتزاع السلطة كاملة من الاقطاعيين كما فعلت الحركات القومية الاوروبية وهذا ما لم تدركه الحركة القومية الوطنية ، الى ان جاء الغزو الراسمالي المتوحش العابر للقارات والانفتاح الاقتصادي وموضة الاتفاقيات الدولية بكافة انواعها المتعددة الجنسيات ، لتاتي الدولة العميقة المكونة من بقايا الاقطاعيين والبورجوازين الاداريين والبيروقراطيين واصحاب الشركات والمصارف المتعددة الجنسيات الاحتكارية ، ثم جاءت ثورة 25 يناير وامتدادها في 30 يونيو التي انهت دول عميقة ومنها دولة كانت في طورالتكوين تتشح بالرداء الديني الاسلامي كانت تريد ان تعود بمصر الى فترة نظام الاوجاقات العثمانية ، فتلك الدول العميقة جميعها قامت بفعل قوى خارجية شاركت في تكوين اركانها من اجل السيطرة والهيمنة على مفاصل الدولة واحتكار مقدراتها .

فتلك الفترة الان تذكرنا بفترات صراعات قديمة مرت بها مصر في اعقاب تغيير كل حكم ، فبعد ثورة 19 حدث صراعا بين اركان الدولة الاقطاعية ذات السيادة التركية القديمة والرأسمالية الجديدة وقتها، وفي ثورة 52 كان صراعا بين البورجوازية القديمة ذات السيادة الاحتلالية باجنحتها الداخلية والخارجية والتيار القومي الوطني ، اما في فترة ما بعد حكم عبد الناصر كانت صراعا بين الراسمالية الوطنية الاشتراكية والبورجوازية الجديدة ( بورجوازية الانفتاح الاقتصادي - والبورجوازية الادارية -والبيروقراطية -البورجوازية المتأسلمة) ،اما الان فالصراع مازال في اوله محتدم بين الذين يملكون ومن يملكون فقط اي صراعا بين اجنحة البورجوازية اي بين البورجوازية القديمة والبورجوازية الجديدة ليدخل حلبة الصراع معهما بورجوازية بثوب جديد هي الراسمالية المسلحة .

وهنا سؤال يطرح نفسه هل يستطيع السيسي مواجهة تلك القوي هل يمتلك أليات المواجهة ام سيكتفي بترويضها ؟، هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة ، ومع ذلك نحن على يقين بان هناك قوي عميقة ستقوم وتبنى اركانها ، ولكن القوي التي نريدها يجب ان تكون وطنية هدفها الامن القومي تعمل وكأنها جزء من الدولة الدستورية الشرعية ، عمليتها مشروعة من منطلق الدفاع عن الوطن لا عن مكانتها ونفوذها وثروتها ،تحارب الفساد ،عنوانها الشفافية ، تحترام القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء ، واذا قامت باجراءات سرية تكون ضد من يهدد امن واستقرار الوطن من الداخل والخارج .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة القرن .. قانون ساكسونيا
- الخليج..ارهاب الورقة الخضراء ( الدولار)
- تركيا..كردستان بين شيفر ولوزان
- عندما أكبر سأضربكم.. لا ياسيادة الرئيس
- سيناريو داعش..دراماتورجيا
- مصر..هل لها من حرب؟ (جعجعة بلا طحن)
- غزة..قربان على مذبح التهدئة
- السيسي رفض الموازنة..أين الحل ؟
- تساؤلات المشهد العراقي..فالمخطط دائما وابدا يبدأ من العراق
- بعيدا عن السياسة - قصة في سطور -
- حسابات الديمقراطية = 35مليون ناخب
- السيسي.. عودة الروح..هل قرأها ؟
- الحركة العمالية المصرية من المادية الى الفلسفة الاجتماعية
- حسم السباق الرئاسي..متى المشهد الاخير؟
- إمارة قطر..المخطط له اوجه كثيرة
- إمارة قطر..والي عكا يعود
- روسيا..مشهد جورجيا،اوكرانيا،وسايكس بيكو
- مصر الثورة لا تصالح .. محاكم ثورية لا جنائية
- الاخوان..يرقصون على انغام قطبية قرضاوية
- مصر..بين الجلاء الاقتصادي والاحتكارات الكبرى


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض