أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - الدواعش .. الحشاشون الجدد














المزيد.....

الدواعش .. الحشاشون الجدد


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 13:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا ارت ان تأخذ العبر وتتعلم ،عليك بصفحات التاريخ ، فهو مرآة الحاضر والمستقبل ، والراسم الاول لصانع القرار ، حتي الاديان السماوية اخذت من التاريخ وستشهدت به ، لان التاريخ صادق لا يكذب ، ولاستبيان ذلك والتدليل به تعالوا نأخذ فترة زمنية منه بأحداثها ونسقطها على الواقع الان اسقاطا ، ألا وهي فترت طائفة الحشاشين .
أسست الطائفة على يد الحسن بن الصباح ، الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً له ولاتباعه وانطلاقا لاعمالهم التخريبية ، حتى امتدوا الى الموصل وغرب العراق حاليا ووصلوا الى بلاد الشام ، فالرحالة الشهير ماركو بولو يصفهم في كتاب الحشاشون لبرنارد لويس قائلا ( إنهم يسمون اميرهم " شيخ الجبل " ، وقد قام بإغلاق واد بين جبلين وحوله الي حديقه فيحاء أكبر وأجمل حديقه يمكن أن تقع عليها عين ، وملأها بكل أنواع الفاكهة وأقام فيها قصورا ومقصورات من أروع ما يمكن تخيله وجميعها مغطاه برسوم فاتنه ومموهة بالذهب وجعل فيها جداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء وأقام علي خدمة الحديقة فاتنات من أجمل نساء العالم يجدن العزف علي مختلف الآلات الموسيقيه ويغنين بأصوات رخيمة ويؤدين رقصات تخلب الألباب ذلك ، لأن شيخ الجبل كان يريد أن يوحي لاتباعه بأن هذه هي الجنة الحقيقية ولذا فقد نظمها بالوصف الذي جاء به محمد للفردوس كحديقة جميلة تفيض بأنهار من الخمر واللبن والعسل والماء مليئه بالحور العين ومن المؤكد أن المسلمين في هذه الجهات يعتقدون أنها الجنة حقا ، ولا يسمح لأحد بدخول هذه الحديقة إلا الذين يراد لهم أن يكونوا حشاشين ، وتتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والعشرين، ويقص عليهم قصصا عن الجنة ، ثم يدخلهم حديقته بعد أن يجعلهم يشربون مخدراً معيناً يسلمهم إلى نعاس عميق، ثم يأمر بحملهم إلى هناك وهكذا فإنهم يستيقظون فيجدون أنفسهم في الجنة المزعومة ! ، ثم بعد ذلك يقومون بتخدير هؤلاء المساكين مره أخري ويأخذونهم وهم نيام الي غرفهم المتواضعه العفنه في قلعة ألموت ، وعندما يفيق هؤلاء يكونون بحاجه شديده الي الحشيش والي الذهاب مره اخري الي جنه الشيطان جنة الحسن بن الصباح ، وبذلك يكونون علي إستعداد تام ومطلق لتنفيذ ما يطلب منهم وبدون أي تردد وكان الهدف الاول من إعدادهم لتنفيذ أعمال الاغتيال الانتحاريه ) .
وقال فيهم ابن كثير ".. وقد استحوذوا على قلاع كثيرة ، وكان شيخهم الحسن الصباح لا يدعو إلا غبيَّاً لا يعرف يمينه من شماله ، ثم يطعمه العسل بالجوز والشونيز (الحبة السوداء) ، حتى يحترق مزاجه ويفسد دماغه ، ثم يذكر له شيئاً من أخبار أهل البيت وأنهم ظُلِمُوا ومُنعِوا حقَّهم، ولا يزال يسقيه من هذا وأمثاله حتى يستجيب له، ويصير أطوع له من أبيه وامه .
وبعد هلاك الحسن الصباح تولى امر الحشاشين ابنه الحسن الثانى بن محمد ، الذي أعلن في شهر رمضان559 هـجريا قيام يوم القيامة، وأنهى الشريعة، وأسقط التكاليف بإسقاط 4 فرائض من الفرائض الإسلامية الخمس صلاة وصيام وزكاة وحج ، باستثناء الجهاد، ثم ادعى أنه إمام العصر.
وهنا سوف اترك لكم حثية المقارنة بين ما تقوم به داعش من اعمال ارهابية ، حاضرة في الاذهان وقتها لا يتعدى ثلاث اعوام ، وما كانت تقوم به طائفة الخوارج الحشاشين ، لتستنتج من معطيات تلاقي الاضلاع وضبط برجل القياس على رأس النقاط ، لتأتي بما يحدث الان ، ليبرهن بأن داعش هم من الخوارج الجدد المنتسبين للاسلام التي تتشح بالدين الاسلامي كرداء للتستر على اعمالها الارهابية ، ليبين يقينا بما لا يدع مجالا للشك بأن الدواعش هم حشاشون العصر الجدد .

اذا ما يقوم به داعش يذكرنا بفترة الحشاشين التي تكلم عنها التاريخ ، فهناك تشابه بينهم كبير يصل الى حد التطابق ، فالجماعات الارهابية تتشابه في انظمتها بغض النظر عن المذهب التي تتبعه ، حيث يقوم نمط الحكم فيها وفكرها على تفسيراتها وتصوراتها اكثر من تطبيقها لنظام اسلامي محدد ومعروف ، فهى تقصي كل من خالفها الرأي فكريا وسياسيا واقتصاديا واخلاقيا وحتى امنيا ، وتعتبر ان ذلك خروج على العقيدة والدين ، ومن ثم اقصاء من خالفهم سواء كانوا( مسلمين او غير مسلمين او من النساء او حتى الاسلاميين انفسهم) ، تلك هي سياستهم ومفهومهم وفتواهم ، فداعش صنيعة مخابراتية بامتياز ، من فينا لا يتذكر تنظيم القاعدة وكيف انشئ ومن كان يمده بالمال والسلاح ، ومن حوله الى بعبع واستخدامه كورقة لتحقيق الهدف والاغراض ، فداعش لا تخدم الدين كما يدعون بل البسوها رداء الدين ، فالدواعش على الحدود مع ايران ومع ذلك لا نسمع عن اي عملية تجاه ايران ، كذلك هى في قلب تركيا ونحن نرى ونسمع ما يضع علامة استفهام ، ايضا داعش يفصلها عن اسرائيل فقط سياج من الهواء ومع ذلك لم تجرؤ على الاقتراب منه او حتي الاستنشاق منه ، فداعش تتوعد كل يوم بامريكا ومع ذلك تحول لها النفط المسروق عبر صهاريج التهريب ، كل هذا يضع علامات استفهام كبيرة بكل الالوان ، فهؤلاء جاؤا بهم للاساءة للاسلام وتعطيل عجلة انتشاره ولتلويث مفاهيمه ، واستخدامهم كأداة لتنفيذ مخططهم الشرق الاوسط الجديد لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ، وتحويل المنطقة كلها الى كنتونات متقاتلة ومتناحرة لخدمة مصالحهم ، فداعش واخواتها من الجماعات الارهابية هم الفتنة بعينها ووقود الصراعات في المنطقة ، ومعول الهدم فى يد أعداء الدين للتشكيك فى العقيدة ، وتخريب الدول الاسلامية كلها تحت دعوة مزيفة عنوانها الخلافة الاسلامية كنظام للحكم الرشيد ، فالقوى الخارجية تدعم تلك الحركات والجماعات الإسلامية المنحرفة لبث النعرات الطائفية والمذهبية فى منطقتنا ، بهدف إضعاف الجبهة الداخلية وانهيار الجيوش بتشتيتهم بين مواجهة النزاعات والاضطرابات الداخلية ، وهنا يتحقق الغرض والمضمون .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية
- شارلي إبدو..الاساءة للرسول وتغيير الخطاب الديني
- هل سيزور السيسي المغرب ؟
- بورسعيد الباسلة..النسيج الانثروبولوجي والكوزموبوليتاني
- الدولار..الخليج بين السندات والاحتياطيات
- السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض
- محاكمة القرن .. قانون ساكسونيا
- الخليج..ارهاب الورقة الخضراء ( الدولار)
- تركيا..كردستان بين شيفر ولوزان
- عندما أكبر سأضربكم.. لا ياسيادة الرئيس
- سيناريو داعش..دراماتورجيا
- مصر..هل لها من حرب؟ (جعجعة بلا طحن)
- غزة..قربان على مذبح التهدئة
- السيسي رفض الموازنة..أين الحل ؟
- تساؤلات المشهد العراقي..فالمخطط دائما وابدا يبدأ من العراق
- بعيدا عن السياسة - قصة في سطور -
- حسابات الديمقراطية = 35مليون ناخب
- السيسي.. عودة الروح..هل قرأها ؟
- الحركة العمالية المصرية من المادية الى الفلسفة الاجتماعية
- حسم السباق الرئاسي..متى المشهد الاخير؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - الدواعش .. الحشاشون الجدد