أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -11-















المزيد.....

حَمِيمِيَّات فيسبوكية -11-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 13:29
المحور: الادب والفن
    


"في الجودة تكمن القوة".
فريدريك نيتشه

***** ***** ***** *****

يُختَّصَرُ الفرق بين الألماني والسوري بِإِذابةِ السُّكَّر في كَأْسِ الشَّاي أو القَهْوة .. بينما يُذوِّبه الألماني بالتحريك في اِتِّجَاه العَقارِب بِدَاخِلِ السَّاعَةِ .. يُذوِّبه السوريّ بعكسِ اِتِّجَاه العَقارِب ..

***** ***** ***** *****

في الأَنْظِمَةِ ذات الطَّابَع الاِستِبداديّ/"الإقطاعي" تتحولُ حتى "البوستات" الفيسبوكية وصياغتها واللغة المكتوبة بها إلى أسلحة زرقاء للْقَهْرِ والقَمعِ والعِقابِ والتَّشْهِير والتّجريحِ والتَّحْقِيرِ والإهَانَةُ والإِخصّاءِ الفكري والاِبتِزاز والإِذْلاَلِ والإخضاع ..
القذف بالكلام هو جريمة يٌعاقب عليها قانون البلدان المتحضرة بالسجن لمد زمنية تمتد من سنتين حتى خمس سنين.

***** ***** ***** *****

ينبغي على "العلماني" أو "الماركسي" شكلاً ومضموناً أنْ يُبدع مصطلحات لغوية مرادفة لكلمات "شهيد" و"استِشهاد" من أجل ممارسة العلمانية قولاً وفعلاً .. أو أن يبتعد مسافة كافية من هاتين المفردتيّن وما يشابههما .. بل ينبغي عليه محاربة هذه المفردات وإخراجها من الاستهلاك اليومي ..
ملاحظة: هذا المنشور لا يهدف ولا بأي شكل من الأشكال إلى الانتقاص من كرامة وإنسانية من قُتِلوا في سبيل الوطن أو المبدأ .. إنّه فقط دعوة لإمعان التفكير بمحتوى الكلمة .. مدى منطقيتها .. والهدف المُراد من استخدامها .. إنّه فقط دعوة لإنقاذ البعض من الهبوط إلى رومانسية السلوك الماسوخي.

***** ***** ***** *****

لقد تَوَفَّقَ النظامُ الدكتاتوري السوري في سنواتِ تَسَلُّطه المَدِيدة أَيَّمَا توفيق بإحراقِ البلدِ بالاستعانةِ بكلِ مَا أنتّجَ العالمُ "القديم" من وسائلِ عنفٍ وإذلالٍ .. وها هوَ عَمَلُهُ يَتَكَلَّل بِالنَّجَاحِ إذْ بدأَ بإحراقِ نفسه والبكاء ندامةً وحزناً على بلدٍ لم يحافظ عليه كما تفعلُ الرجالُ في الشّدائدِ والمَصائبِ .. إنّها بداية الاحتضارِ البطيئ والنهاية الحتمية لنظامٍ شارفَ نّجْمُ عمره على الأُفُول .. إنّها مَرْحَلة قادمة خطيرة وأخيرة .. ستكونُ أكثر عنفاً وألماً مِمّا سَبَّقَتها من مراحل .. وقد تطولُ لبِضْعَةِ سِنين أخرى ..

***** ***** ***** *****

إنّ "المُثَقَّف" الذي يسكن في بلده لا يستطيع أن يمتلك إلا على رؤيةٍ غير ملّونة وغالباً أحاديةَ البُعْدِ وفي أفضل الحالات ثنائيةَ البُعْدِ بما يتعلق بالصراع السياسي/الاقتصادي/الثقافي الجاري في بلده .. بينّما يمتلكُ "المُثَقَّف" الذي يعيش خارج بلده على رؤيةٍ ملّونة وغالباً ثلاثيةَ البُعْدِ بما يتعلق بالموقفِ من الموضوعِ ذاته .. وعلى الضفتّين هناك استثناءات وهناك أمثلة واقعية ومجادلات غير "فكرية" ..
تتشّابه الحالة الأولى مع حالة الشخص الذي يقف في الشارع أي في المستوي/المسطّح ثنائي البعد .. وإذ ينظر إلى الأعلى ويخاطبُ شخصَ الحالةِ الثانية الذي يطل ممثّلها من نافذةٍ واسعةٍ في الطابق الثاني .. فإنّه لا يرى سوى جزء يسير مِمَنْ حوله .. في الوقت الذي يرى فيه ممثّل الحالة الثانية من خلال إطلالته رؤوس وبطون وأقدام الأشجار .. إنّه يرى الشارع وأشخاصه ومحتوياته وتفرعاته وكذا الشخص المخَاطِب .. إنّه يرى ما يحدث خلف نوافذ الجيران ويلمح الأضواء القادمة من بعيد حين تتسرب من بين الأبنية .. ولعله يرى أيضاً من موضعه بداية ونهاية البحر .. وإذْ يصل ضجيج الشارع إلى سمعه في الأعلى أقل حدة مما هو .. والهواء إلى رئتيه أكثر نقاء كما ينبغي .. فإنّه يفكر بهدوءٍ أكبر ويرى الأفق من خلف الضباب.

ملاحظة: لم أقل "في الطابق الثاني" عن عبث .. وعليه يسري مفعول النظرية حتى هذا السقف .. أمّا مُثَقَّفي الطابق الثالث وما فوقه فهم من الآفلين الطوباويين أو الميتافيزيقيين .. لا يصلهم صوت الحالة الأولى ولا علاقة جدلية لهم مع الواقع ..

***** ***** ***** *****

ينبغي على البسطاء من أبناء سوريا ذكوراً وإناثاً قراءةَ الأحداثِ بعيونٍ تختلفُ عن العيونِ الكاذبة للتلفزيون السوري ونشرات أخباره وأغانيه الوطنية ..
ينبغي على البسطاء السوريين سَماعَ الأحداثِ وتحليلاتها بآذانٍ تختلفُ عن آذانِ الشبيحة المُشَوَّهَة وإشاعاتهم .. وعدم الاستماعِ إلى أقاويلِ بعض المسؤولين والمدراء مُشَوِّهِي الحقائق .. وعدم الانجرار خلفَ تصريحاتِ أشبّاه المُثَقَّفين ..
ينبغي على بسطاء الشعب السوري أن يعلموا أنّ عقارب الساعة لن تعود للوراء مهما كلّف الأمر .. وأنّ التطورات السياسية والاقتصادية المتعاقبة في تفاصيل الواقع السوري أكبر بكثير من إدراكهم المعرفي ..
ينبغي على البسطاء من الشعب السوري أَنْ يتعلموا القراءة الجديدة الذاتية للحدث .. وأنّ هناك رموز وطنية سورية صادقة يجب دعمها .. وبالتالي ينبغي التمركز والتموضع حولها من جديد ..
ينبغي على بسطاء الشعب السوري أن يدركوا أن سعر صرف الليرة السورية لن يتحسّن في السنوات الخمسة القادمة .. وأن الوضع الاقتصادي والمعيشي في انهيار يومي ..
دولار أمريكي: سعر السوق: مبيع 320 .. شراء 317
ينبغي على البسطاء من الشعب السوري أن يدركوا ماذا يعني تخريج أكثر من 1700 مقاتل من الطراز الجيد في عرض عسكري هائل بالقرب من القصر الجمهوري في دمشق ..
أيها البسطاء من الشعب السوري لقد خُلقتم لتعيشوا أحراراً سعداء .. خُلقتم لتتمتعوا بالكرامة والإنسانية والحق بالحياة .. لا لِتَخافوا كما يخططون لكم .. ولا لِتُصبحوا ولِتَبقوا "مساخويين" كما يريدون لكم ..
لن ينقذ سوريا إلّا الوقوف معاً ويداً واحدة ضد الدكتاتوري والإرهابي .. والتجمع في الساحات والشوارع للمطالبة بوقف هدر الدماء والأرواح ..

***** ***** ***** *****

تقول "ديمة": ماحدث وما يحدث وما سيحدث هو من صنع الإنسان الأبله وَمن ضيق أفقه .. وكل من تورّط في هذه "الحرب" القذرة له ناقة وجمل وقصر .. فإذا كان الضمير السوري يشك بوجود الله فالأحرى به بدلاً من ذلك أنْ يسعى لاتخاذ مواقف شجاعة تاريخية مشرفة تنبذ ما يجري .. نحن بحاجة إلى صحوة وهذه تحتاج الى النخبة ..

***** ***** ***** *****

مساهمة بمناسبة الأول من أيار .. في كل الحالات لا يوجد في بلدان العالم الثالث "طبقة عاملة" .. والسبب يتمثل ببساطة بالغياب التصنيعي .. أي غياب الآلة والنقابة وغياب الطقوس الاجتماعية الاقتصادية لمفهوم العمل والعامل .. في العالم الثالث هناك فقط "حثالة الطبقة العاملة" .. والمصطلح هنا لاتجريحي بل اقتصادي/سياسي بامتياز .. أما كلمة "عامل" كمصطلح طبقي/عملي/مهني .. أيضاً لا وجود لها في العالم الثالث ..

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية أبو العُلى -3-
- حكاية أبو العُلى -2-
- حكاية أبو العُلى -1-
- كومبارس في مقهى ألماني
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -10-
- النَّقْصُصَّافِي في ألمانيا
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -9-
- مقاهي دير الزور .. مشروع لم يكتمل بعد
- في الطريق من فرايبورغ إلى لندن
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -8-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -7-
- دلعونا إمرأة من بسنادا
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -6-
- رسالة إلى سحر
- آزارو مرّ من بسنادا
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -5-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -4-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -3-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -2-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -1-


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -11-