أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بابلو سعيدة - جمهورية المبدعات . فيروز الملاك















المزيد.....

جمهورية المبدعات . فيروز الملاك


بابلو سعيدة

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


فيروز الملاك
في بداياتها الفنية : غنت فيروز في كورال الكنيسة ، والإذاعة اللبنانية .وكان نظام حياتها شبيه بنظام جرس الكنيسة ويتكرر يومياً . ويعيد ذاته ( أغنية داخل الإذاعة – طريق – بيت) . وهي تعرف الطريق والشجر أكثر مما تعـرف البشــر .وتركت عملهـا في الإذاعــة اللبنانيـة تلبية لرغبة عاصي. وتزوجت منه 1954وكان عاصي وفيروز متلازمين تلازم الظل لصاحبه ، والرضيع لأمه .وكان الفن هو شغلهما الشاغل ، ليل نهار، وهو حياتهما الخاصة والعامة .
وعملا ليل نهار، وفي الضوء والعتمة ، لإنجاز شغلهما المستمر داخل الاستديو .ووسعا شغلهما .وانتقلا إلى المسرح .واعتبرت فيروز شــغلها أهم العبادات وتألق نجم الرحابنة على مسرح بعلبك . كما تألق المسرح على يد الرحابنة .ونقلوا معهم الأشياء الجميلة ، والجغرافية ، والإنسان والطفولة ، والضيعة ، وجبل لبنان والمطارح والذكريات، والبطولة الفردية والشعبوية .وكانت أغاني فيروز تستوحى من مشاعرها وقيمها . وتمثل نفسيتها ورغباتها وطموحها وذاكرتها وأخلاقها . وكان عاصي يستعمر فيروز بطريقة محببة إلى قلبه .وفي رحلات الثنائي /عاصي - فيروز/ إلى البلاد العربية والغربية ، وجدا تجاوباً من الجمهور. . ولقد أتعب موت عاصي ، السـيدة . كما اتعبت الحرب ، أغانيها وذاتها معاً .وخرجت فيروز من عزلتها .وغنت في ســـاحة الشهداء اللبنانية 1994 " سنرجع يوماً إلى حينا . سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا وعندما غنت فيروز على مسرح بعلبك 1999، شعر الإنسان العربي بدفء الحياة وبولادة جديدة، وبسلم أهلي ، وبفرح دائم، وبإخاء صار واقعاً ، وبحرب دفنت إلى الأبد. وتربعت فيروز عرش المسرح ثلاثة عقود من الزمن . والرحابنة الذين هم صوت، وذاكرة ، وحياة ومواقف شغلوا أمة العرب نصف قرن من الزمنواتّسم مسرح الرحابنة بالحداثة الشكلانية والجدية والصوفية والمثالية والرومانسية المناغمة للسياسة الاجتماعية .وتمحور حول البطولة الفردية الشعبوية .واسقط من أدبياته ومسرحه البطولة السلطوية .وعمل مسرح الرحابنة بجدية على تغيير الكلمة وتكوين الجملة المفيدة . واعتمد جـدل اللغة بالطموح غالبــاً وبالواقع أحيانا . ورفض التدجين ، ومغازلة السلطة ، ومبدأ الربح والخسارة .وهو مسرح غير مقاوم للسطلة ، ولكنه مسرح غير مهادن لها. وفرض حضوره واحترامه على الإعلام المسموع والمرئي معاً . وفي الستينات عاش العالم عصراً ذهبياً ، كما عاش مسرح الرحابنة عصراً التنبؤ والاستشراق والاستشراف .وأعطى شهرة عالمية للجبلين " جبـل الشـيخ وجبـل لبنان" وللعاصمتين " بيروت والشام . وشكل مسرح الرحابنة عالماً مستقلاً في الغناء الاستعراضي بأفراحه وانتصاراته وهزائمه وتحرر مسرح الرحابنة من قواعد الملل والتكرار والنواح والتأوهات والمطولات الغنائية والموسيقية . وفيروز أصبحت إمبراطورية المسرح الاستعراضي الغنائي العربي من خلال صوتها الجذّاب، وفرادته المتميزة . وحول زياد والدته من نجمة في السماء إلى نجمة أجمل على الأرض .وتوقف مســرح الرحابنة على فردية فيروز وكانت البداية والنهاية . وبقيت ظاهرة فريدة ، ومستحيلة التكرار.وفيروز تغني في الصالات والســــاحات والهواء الطلق لأنها تحترم ذاتها ، وجمهورها ، وفنهّا ولبنانها .وموسيقا الرحابنة مستوحاة من ألحان كنائسية شرقية وتراتيل تراثية سريانية وآرامية ، ومن ثم حولوها إلى ألحان إحيائية . لقد اطّلع الرحـابنة على السمفونيات العالمية بعامّه وباخ بخاصّة . وترجموا الألحان الغربية . وقاموا بتوزيعها وتلحينها على آلات شرقية جديدة ,وهذا التركيب الجديد جعل من أسرة الرحابنة مدرسة عبادية / طقسية / مستقلة / متفردة في وجوديتها وجوهرها وتعابيرها وتأثيرها . وقدمت فيروز تصويراً رائعـاً لجماليات بأرقىوأجمل صوره . وجعـل صوت فيروز برنينه الجذاب والآثر ، السـامع يتماهى به إلى درجة العبادة ويماثل تماهي المتصوف بعبادة ربه .وشكل صوت فيروز واللحن وكلمات الأغنية ثلاثية متكاملة ومنسجمة ولاقى الثلاثي قبـولاً من جميع الشـرائح الفئوية والطبقات الاجتماعية . وكان سـباقاً ومجدداً في التلحين ، والتوزيع ، والأفكار والكلمات ، وقصر الأغنية والتكثيف الموسيقى .واستخدم الرحابنة آلات موسيقية جديدة . وخرجوا من القالب التكراري إلى قالب تجديدي وحيوي .والفريق الثلاثي الرحباني هو فريق عمل متكامل .وأرضى كل عشـاق فيروز . وشـكلت فيروز قطباً أسـاسياً في جمهورية وجمهرة المسرح الرحباني . وهي مدرسة فنية استشرافيّة مستقلة ومتجددة ومتجذرة في التربة العربية بعامّه وفي التربة السورية واللبنانية بخاصّه وأحدثت المدرسة الفيروزية تطوراً في الفن الشـعبوي بترقيته إلى فن نخبوي ، ونبيل في موسيقاه وطموحه .وغنى الصوت الفيروزي للأرض وللذاكرة ، وللتاريخ .وغنّى لكل شيء أصيل وجميل وحقيقي . ولم يغنّ للمستر دولار ولا للمستر مناصب .واللبناني المقيـم في مدائن الريـح والمنـافي عندمـا كان يسمع أغاني فيروز ، يتذكر لبنـان وأهله وأصحـابه ، وعلى التـو يقوم بحزم حقائبه الفكرية ويستعد للرحيل وللعودة إلى لبنان .وفي مملكة فيروز الحالمة والرومانسية والمثالية ، يصبح الحاكم محكومـاً ، والظالم يصبح مظلوماً ، إنها مملكة المأســاة ، والملهاة في لحظة واحدة ! وانتقل مسرح الرحابنة من براءة وعفوية الريف اللبناني إلى التاريخ ، عبر نقد فنّي للواقع بمؤسساته الأهلية منها والرسمية ، والتحتية والفوقية .أما زياد الرحباني الساخر، والذي يتمتع بشخصية دينامية وفنية عالية المستوى ، فقد أعاد لأغاني فيروز الجديدة والقديمة حيويتها وفتوتها من خلال ألحانه الجديدة . ونقل زياد فيروز من نجمة في السماء إلى نجمة على الارض.وأعادت فيـروز اللؤلؤة الفنّية ، للإنســان العربي ، هويته الفنيّة والثقة بذاته . وهي حورية في صورة أنسية .وتمتلك ضميراً حياً متوقداً ، وموقفاً نبيلاً من الإنسـان والوطن والتـاريخ وحروب التحريـر .وعلى إيقـاع أغنية فيروز " خبطت آدمْكن على آرض هدّارا " في حرب تشرين 1973 وصلت طلائع القوات السوريّة إلى بحيرة طبرية .وحررت ذاكرة الإنسان المصري والسوري من عقدة الخوف من جيش الدفاع الإسرائيلي. وأفضل فن درامي مسرحي غنائي عرفه القرن الفائت هو فن الرحابنة الذين أنزلوا الفن من برجه العاجي الاسـتقراطي إلى الشـعبوية . ووضعوه في خدمة الإنسان والحياة . وأبعدوه عن المغريات ، وعن مبدأ الربح والخسارة والمجاملة. وحولوه إلى تراث إنسانيّ محترم .وأضافت فيروز إلى الأغاني التي ألّفها ولحّنها الرحـابنة مشــاعرها النبيلة ، وأحاسيسها الإنسانية ، وصوتها الدافئ الذي يجعلك تحب ذاتك والوطن والحياة .والرحابنة في مسرحهم الاستعراضي الغنائي نراهم يزرعون التفاؤل والراحة النفسية ، ومحبة الوطن والثقة باللحظة الراهنة وبالقادم في جغرافية سياسية عربية تتسع فيها الهوة بين الواقع المعمول به السوداوي ، ومشروع الرحابنة الحالم والمتفائل .والعاشقون في الأغاني الفيروزية يرسلون النظرات / يغازلون / يحبّون / يقبلون بعضهم من بعيد ، ومن وراء الجبال ، والشبابيك ، وآثار كتابة أسماء العاشقين على ذرات الرمال .العاشق البطل الفيروزي يخشى الضوء والمقاربة .ويحب العتمة والظلّ والمباعدة . وهو بطل متموج في مدّه وجزره ، تقدمه وتراجعه ومتردد في الحضور والغياب ، للقاء الحبيب أو الحبيبة .والحب عنده سيل جارف من المشاعر والعواطف ومداه وحجمه البحار والسماوات .والقبلات النارية بين العاشقين ، لا تطبع على الشفاه والوجنات ، بل تطبع عبر التذكارات والتحيات والكلمات والأشعار ، وفي البعيد البعيد لا في القريب القريب حفاظاً على ديمومة العاشقين والحالمين .



#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائيّة د . نوال السعداوي . جمهورية المبدعات
- جمعهورية المبدعات العشر
- جمهورية المبدعات : الروائيّة أحلام مستغانمي. رواية (ذاكرة ال ...
- الروائية والقاصة غادة احمد السّمان
- الاديبة صفيّة فاضل
- الروائيّة : د . هيفاء بيطار
- الشاعرة : احلام مصطفى
- الروائية والقاصة والشاعرة هدى وسّوف
- الروائية والثاصة والشاعرة هدى وسّوف
- الشاعرة رولا حين
- الشاعرة رولا حسن
- أدبيات ملك حاج غبيد
- لقة 65 :حوار مباشر مع الروائية faeza daud2
- حلقة 64 حوار مباشر مع الروائية والقاصة faeza dau
- حلقة 63رواية : ريح شرقيّة . فائزة الداوود
- حلقة 62 قراءات متعددة لانتاج الروائية فائزة الداوود
- لقة 61 النجمة الساحليّة فائزة الداوود بين الحياة والنصوص
- حلقة 61 النجمة الساحليّة فائزة الداوود بين الحياة والنصوص :
- حلفة 60 أبطال فائزة الداوود
- مقدمة , الروائية فائزة الداوود . حلقة 59


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بابلو سعيدة - جمهورية المبدعات . فيروز الملاك