(نَطبي) و(الزواغير) كبار...

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 01:59
المحور: كتابات ساخرة
    

(الطبي) ... هو اسلوب شاق في ري المزروعات يضطر له الفلاح حين يشح الماء ولا يستطيع أن يسقي مزروعاته سيحا فيلجأ لاستخدام ألأواني المتيسره لديه وبمساعدة عائلته عله يوفر بعض الماء لإرواء مزروعاته.
(الزواغير).... فتحات في ألأرض ينفذ منها الماء الى جوف ألأرض , وكلما إتسعت هذه الفتحات يمر الماء بسرعه دون ان يستفيد منه النبات ... فيقال (الزواغير كبار).
أعتقد ان هذا المختصر من أصدق مايمكن توصيف يومياتنا به في عراق يشقى بما يجب أن يُسعدُ به , فبلد النفط والطاقات البشريه الهائله يعاني عناء كسيح ملك من خيرات الدنيا ما يؤهله كي يرتقي لأعلى درجات الرفاه لكن ساقيه لايقويان على الوقوف , بلد المهراجات الجدد تشهد شوارعه و(حواسمه) وعشوائياته على وجود أضعاف مضاعفه لإعدادهم من جياع لايملكون (شروى نقير), وبينهما... لاتستقر حالة ل(طبقة وسطى) أو (بتي برجوا) أو (ذوي الياقات البيضاء) كما يرد في التصنيفات الطبقيه للمجتمعات التي لم تُبتلى بما بُلينا به من ثروة لانفع منها وأدارات لاتُنتج سوى ألأزمات وولاءات لاتستند الى الوطنيه ولا تحتكم للعقل .
ففي بلدنا أصبح التخطيط في خبر (كان) والسياسه النقديه خبر لأحدى أخواتها , ولكل شقيقات (كان) في العراق حضور لأنها( أفعال ماضٍ ناقص) وليس (أنقص) مما تشهده بلادنا غير ماتشهده بلادنا .
ضياع معالم الدوله أصبح مشهد مألوف , دستورنا وقوانيننا وقرارات أهل الحل والعقد فينا ليس أكثر من (ألهة من تمر) نُخيف بها من يخشى سطوتها ونلتهمها بعد طقوس كاذبه من عبادات مزيفه .
متاهات تمر علينا ألسنين , وجع نقظم أيامنا (والبركه) بولاة ألأمر لأنهم لايدركون مما حولهم غير ما يؤمن لعوائلهم وخاصتهم المزيد والمزيد وكأنهم ورثوا ألأرض وما عليها , حلول ما أنزل الله بها من سلطان , رفع سعر صرف الدولار مع ثبات سعر الصرف لمبيعاته المحدده بسقف لاينتفع منه غير: 1 - الخاصة والأغنياء من أصحاب الشركات الوهميه التي إبتلعت مايخصص للبنى التحتيه بعقود مشبوهه 2- حملة الجوازات الدبلوماسيه من وزراء ونواب وذوي الدرجات الخاصه والعاملين في السلك الدبلوماسي 3- المتعاملين مع وزارة التجاره كموردين لمفردات البطاقه التموينيه 4- التجار من الموردين للخضار والفواكه والمنزليات والألبسه ...الخ فهؤلاء هم من يستحوذ على ما يبيعه البنك المركزي ... أما ألأرتفاع فلا يتضرر منه غير: 1- المرضى الذين لايجدون لحالاتهم علاج داخل العراق فيولوا وجوههم شطر المغرب والمشرق بحثا عمن يخفف أوجاعهم 2- العوائل ذات الدخل المحدود حين تشتري قوتها وأحتاجاتها المنزليه من سوق كل مافيه مستورد بالعمله الصعبه ولا يُشبع نهم التجار فيه حتى 50% من ألأرباح 3- بعض من الباحثين عن متعة أيام بسفرات سياحيه قصيره يخففون خلالها عن بعض ما يعانون من ثقل سنوات الموت والدمار التي عاشها العراق .
رفع أسعار وحدات الكهرباء المنزليه حل أخر لمعالجة ألأزمه , فالكهرباء الشحيحه أصبحت على شحتها مصدر إثقال للفقراء وذوي الدخل المحدود , وقبل هذا وذاك مفردات البطاقه التموينيه بشحتها ورداءة نوعيتها ومجهولية مناشيء ما يستورد منها كانت قد ألقت بثقلها على (عيال الله) .
والى متى .... سؤال لا أرى له حل غير تسليم العراق بأيدي نزهاءه وألا فالقادم أسوأ .....

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل