أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمسيس حنا - من الذى يدفع الثمن؟ فورة الغضب















المزيد.....



من الذى يدفع الثمن؟ فورة الغضب


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4766 - 2015 / 4 / 2 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى هذا المقال نسرد بإختصار أهم الأحداث التى تمت فى الثمانية عشر يوماً لفورة الغضب المصرى حتى يتثنى للسيدات و السادة القُرّاء معرفة مدى ما يمكن أن تنتجه فورة غضب لم يتحكم فيها العقل و لم يكن لها سند فلسفى يكون غايته هو الإنسان بغض التظر عن إنتمائه العرقى أو الجنسى أو الدينى.و لأن هناك فرق بين فورة و ثورة فكان لابد أن تختلف النتائج المترتبة على كل منهما. و أبسط هذه النتائج أن الفورة "افوران السائل" يطفئ مصدر حرارته؛ يبنما ثورة العقل متجددة تستمد طاقتها من عقل لا يتوقف عن التفكير الناقد و الإبداع، و من ثم تموت الثورة بموت العقل. منظروا الثورة يستمرون مع الثورة فكراً لا يموت، بينما الفورة "فوران السائل" تنسنح الفرصة لكى تجد أو تلد بطلاً زائفاً هو فرقعة صوتبة لإتسكاب السائل على لهيب طاقته.

نود أن نشير الى أنه تم إعتقال السيد/ وائل غنيم فى يوم الخميس الموافق 27 يناير 2011 و هو اليوم الثالث للمظاهرات التى أندلعت فى كثير من المدن المصرية؛ وتم الإفراج عنه فى يوم الأثنين الموافق 7 فبراير 2011 و هو اليوم الرابع عشر لإندلاع المظاهرات؛ أى أن إعتقاله إستمر لمدة ثنتا عشرة يوماً

فى اليوم الأول للإحتجاجات و هو يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011 و الذى دعاه المحتجون بيوم الغضب إستجابت أعداد كبيرة من الشعب المصرى للدعوات التى انتشرت على الأنترنت الى أعلان يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الذى يوافق عيد الشرطة بأنه يوم غضب للشعب المصرى تيمناً بالمظاهرات التونسية و خرجت المظاهرات سلمية ضد الفقر و الجهل و البطالة و الغلاء بالإضافة الى المطالبة بإستقالة الحكومة. شملت المظاهرات و الإعتصامات عدة مدن مصرية مثل دمياط و أسيوط و المحلة الكبرى و الإسكندرية و المنصورة و السويس و الإسماعيلية و طنطا. أما فى القاهرة عاصمة البلاد تجمعت المظاهرات من عدة أماكن لتلتقى فى ميدان التحرير بوسط القاهرة و تعتصم به. و حاولت قوات الأمن المركزى فض الإعتصامات عند منتصف الليل و لكنها فشلت مما أسفر عن مقتل جندى من الشرطة و ثلاثة أفراد من المتظاهرين فى مدينة السويس.

فى اليوم الثانى للإحتجاجات و هو يوم الأربعاء الموافق 26 يناير 2011 استمرت المظاهرات لليوم الثاني، وازدادت الاحتجاجات بمحافظة السويس و تحولت فى كثير من المناطق الى حرب شوارع و حرب إليكترونية استخدمت فيها قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. و فى محاولة منها لإيقاف تزايد أعداد المتظاهرين قطعت السلطات المصرية خدمتى الفيسبوك (facebook) و تويتر (twitter) و رداً على ذلك قام بعض الناشطين بإختراق مواقع وزارة الداخلية المصرية والحزب الوطني الديموقراطي والموقع الرسمى لرئاسة جمهورية مصر العربية وتعطيلهم. و وصل عدد الضحايا الى 7 قتلى. و استمر تجاهل الإعلام المصرى للموقف.

بدأت في صباح اليوم الثالث و هو يوم الخميس 27 يناير 2011 عدة مظاهرات في مدينتي الإسماعيلية وطنطا، وبدأت تظاهرات أمام "مجمع المحاكم" في مدينة طنطا بلغ عدد المتظاهرين فيها حوالي 5,000 شخص. وقد اقتحم متظاهرون في صباح اليوم نفسه بوابات وزارة الخارجية المصرية، وأضرموا النار في عجلات السيارات في شوارع البلد. كما تتابعت المظاهرات والاحتجاجات فى عدة مدن أخرى بما في ذلك السويس وشبين الكوم وغيرها. و تم القبض على السيد وائل غنيم مسَّوق شركة جوجل في مصر. و بنهاية اليوم الثالث قامت الحكومة المصرية بقطع شبكات الإنترنت عن مصر. بدأت بعض التعليقات الرسمية عن المظاهرات و كانت تتسم بالتهجم والاستنكار ورفض موقف المتظاهرين. و دعت القوى الشعبية إلى جمعة الغضب بعد الخروج من المساجد، ودعت الأقباط للتجمع في الكنائس ثم الخروج في وقت واحد.

و السؤال: هل كان السيد و ائل غنيم لا يعلم بما يحدث فى مصر عند تواجده حراً فى الثلاثة أيام الأولى للمظاهرات؟ هل وجًّه السيد وائل غنيم تعليماته بإلتزام سلمية التظاهرات؟ هل كان يعلم السيد وائل غنيم بما ارتكبه "البلطجية المندسون بين" بعض المتظاهرين من جرائم التعدى على و إحراق الممتلكات العامة و الخاصة؟

و فى يوم الجمعة 28 يناير 2011 وهو اليوم الرابع للمظاهرات و الذى أُطلق عليها جمعة الغضب تحرك المتظاهرون نحو قصر الرئاسة لإسقاط الرئيس بالقوة و تم سيطرة المتظاهرين على مدن بأكملها مثل الإسكندرية التى تم أحراق جميع مراكز الشرطة بها مما إضطر قوات الأمن الى الإنسحاب منها تماماً و فى السويس أستولى المتظاهرون على الأسلحة و القنابل المسيلة للدموع الموجودة بأقسام الشرطة و إستخدامها ضد قوات الأمن، كما دمر المتظاهرون مقرات الحزب الوطنى فى كثير من المدن. و يُذكر أيضاً نزول ثلاث سيارات تحمل لوحات دبلوماسية و دهس المتظاهرين فى التحرير و تبين فيما بعد أنها تخص السفارة الأمريكية. ونزلت مدرعات الجيش فى محاولة منه لفرض الأمن و حذر التجول. و إنهارت البورصة المصرية و بلغت خسائرها 72 مليار جنيه.

وفى يوم السبت الموافق 29 يناير 2011 و هو اليوم الخامس لإندلاع المظاهرات أُذيع بيان رئاسى بحل الحكومة و وعد بتشكيل حكومة أفضل لحل المشكلات الإقتصادية و توفير فرص عمل أكثر للنمو و الرخاء و الحريات. و قام الرئيس حسني مبارك بتعيين السيد عمر سليمان كنائب له وتكليف الفريق أحمد شفيق كرئيس للوزراء؛ و لكن المتظاهرين و المعارضة متمثلة فى الجمعية الوطنية للتغيير رفضوا البيان و رفضوا تعيين عمر سليمان كنائب للرئيس و أصروا على الإستمرار فى الاحتجاجات.و أصروا على رحيل مبارك. أستمر العنف فى سيناء و تم تفجير مبنى مباحث أمن الدولة فى رفح المصرية. و تم اقتحام سجن أبو زعبل شديد التحصين وحدوث إطلاق نار مكثف؛ و تمت محاولات إقتحام لمطبعة البنك المركزى المصرى و وزارة الداخلية. و قد فر نحو ألف شخص من أماكن الاحتجاز في أقسام شرطة مصرية اقتحمها محتجون ونهبوها وأحرقوا أغلبها؛ كما أُصيب السيد/ أحمد محمد محمود بخيت وهو مصور صحفى مصرى كان يعمل بـ"إسبوعية التعاون" إحدى منشورات مؤسسة الأهرام الإعلامية بطلقات قناص أصابته أثناء التقاطه صور الاضطرابات من على شرفة بيته بأحد أحياء القاهرة بالقرب من ميدان التحرير. و انتشرت عصابات السلب و النهب فى كثير من المدن المصرية و أحياء القاهرة مما إضطر الجيش للتحرك لسد الفراغ الأمنى. و أمتدت ساعات حظر التجوال من الرابعة بعد الظهر و حتى الثامنة صباحاً.

و فى يوم الأحد الموافق 30 يناير 2011 و هو اليوم السادس على إندلاع المظاهرات شهدت كثير من المدن المصرية حالات إنفلات أمنى شبه كامل وسط إنتشار عمليات السلب و النهب مما أضطر الأهالى الى تشكيل مجموعات أمنية للمحافظة على أمنهم و ممتلكاتهم. و فى ذلك اليوم تم مهاجمة و إقتحام سجن وادى النطرون و تم تهريب السجناء الذين قُدِر عددهم بعدة الاف معظمهم ينتمون الى الإسلام السياسى بالإضافة الى السجناء الجنائيين بعد أن إستولوا على أسلحة الأمن. و كان من السجناء الفارين الدكتور محمد مرسى الذى زف خبر الهروب الكبير الى قناة الجزيرة عبر هاتف الثريا؛ كما كان أحد الفارين من أعضاء منظمة حماس الذى و صل الى بيته فى غزة سالماً غانماً. و كذلك تمت حوادث هروب لسجناء فى سجون ابو زعبل و الفيوم الذى قُتل فيه ضابط شرطة و سجون أخرى فى المحافظات المصرية.

و فى يوم الأثنين الموافق 31 يناير 2011 و هو اليوم السابع لإندلاع المظاهرات استمروصول عشرات الألاَف الى ميدان التحرير و إستمرت الإحتجاجات فى معظم أرجاء مصر، و قام المتظاهرون بتنظيم صلاة الغائب على أرواح الشهداء و تحدوا قرار حظر التجوال الذي تم تمديده من الثالثة ظهرا وحتى الثامنة صباحا وواصلوا بقاءهم في الميدان للمطالبة برحيل نظام الرئيس حسني مبارك. كما استأنفت قوات الشرطة و الأمن انتشارها من جديد بعد غيابها؛ و شددت وحدات الجيش إجراءات التفتيش حول القاهرة، وعززت انتشارها لحماية المرافق الحيوية، ومن بينها محطات المياة والكهرباء. كما حاولت بعض العناصر من المتظاهرين اقتحام المتحف المصري في ميدان التحرير لنهبه فتصدت لهم قوات الجيش و اعتقلت منهم نحو 50 شخصاً. و دعى المحتجون الى مسيرة مليونية فى اليوم التالى لمطالبة الرئيس بالتنحى؛ وفى حالة عدم تنفيذ مطلبهم هذا فانهم سوف يقومون بمسيرة المليونية الى قصر الرئاسة يوم الجمعة 4 فبراير 2011.

و فى يوم الثلاثاء الموافق 1 فبراير 2011 و هو اليوم الثامن لإندلاع المظاهرات و يُطلق عليه مسمى المظاهرات المليونية و تُعد أكبر المظاهرات فى حينها أستجابة لدعوة المعارضة لإجبار الرئيس حسنى مبارك على التنحى؛ و رغم أن السلطات المصرية قد أغلقت كل الطرق المؤدية إلى القاهرة من المحافظات المجاورة، كما أوقفت كل خدمات السكك الحديدية والحافلات لمنع المتظاهرين من التوجه إلى العاصمة. قُدر عدد المتظاهرين فى جميع أنحاء مصر بثمانية ملايين، أما فى القاهرة وحدها قُدِر عدد المتظاهرين بنحو مأتين الف حسب وكالة رويترز بينما قدرته قناة الجزيرة بنحو مليون متظاهراً؛ و كان المطلب الرئيسى فى كل هذه المظاهرات هو تنحية الرئيس مبارك عن الحكم. وفى صباح ذلك اليوم أعلنت جوجل (google) عن عمل أرقام هواتف لتسمح للمصريين لبث رسائل إلى تويتر دون الحاجة إلى الإنترنت. وعلى الرغم من إلقاء الرئيس حسنى مبارك خطاباً أعلن فيه عدم نيته للترشح للرئاسة مرة أخرى و وعد فيه بتعديل الدستور إلا أن المتظاهرين رفضوا خطابه و هتفوا بسقوطه. و صرح رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور بأن الدستور يحتاج إلى شهرين ونصف لتعديله، و لكن الدكتور محمد البرادعي صرح إن طلب مبارك تعديل الدستور خدعة للاحتفاظ بالسلطة، ودعت القوى المعارضة إلى مواصلة التظاهر، وإنها لن تتفاوض مع السلطة ما لم يغادر الرئيس مبارك سدة الحكم.

أُطلق على اليوم التاسع للإحتجاجات الموافق الأربعاء 2 فبراير 2011 أسم "موقعة الجمل" و فيه تم عودة خدمة الإنترنت في جميع أنحاء مصر بعد توقف دام 5 أيام، و إستمرت التظاهرات و الهتافات بسقوط الرئيس مبارك و محاكمته. ألا أن العديد من المظاهرات الشعبية الحاشدة في عدد كبير من المدن المصرية قامت بمظاهرات لتؤيد خطاب الرئيس الذى وعد فيه بتعديل الدستور، و اندلعت الاشتباكات نهار الأربعاء حين حاول أنصار الرئيس مبارك دخول ميدان التحرير في وسط العاصمة بالقوة. في بداية الاشتباكات حاول بعض المؤيدين لمبارك اقتحام الميدان على ظهور الخيل والجمال أو على عربات تجرها الخيول وهم يلوحون بالسياط والعصي؛ و سرعان ما تحولت بعض الشاحنات إلى حواجز بين المتراشقين بالحجارة. وقد تراشق الطرفان بالحجارة في معارك كر وفر استمرت ساعات. كما رُفِعت لافتات مناوئة لأبرز وجوه المعارضة الدكتور محمد البرادعي الذي شارك في التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري و في وقت لاحق وبحسب روايات شهود العيان كان هناك أفراد يلقون بقنابل حارقة وقطع من الأسمنت على المعتصمين في ميدان التحرير من أسطح البنايات المجاورة. أُطلق عليهم اسم "طرف ثالث". وكانت قوات الجيش قد رفضت التدخل، ولكنها أطلقت النار في الهواء في محاولة منها لتفريق المتظاهرين. و كذلك تظاهر عدة آلاف في ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين في القاهرة تأييداً لمبارك، وحدثت اشتباكات بالعصي والحجارة بين المؤيدين والمعارضين هناك. و كان هناك تجمعات أخرى مؤيدة لمبارك في أحياء أخرى مثل شبرا والعباسية ومدينة نصر و كانت هناك تجمعات مؤيدة للرئيس مبارك أمام مبنى التلفزيون الذي يبعد حوالي كيلومتر واحد عن ميدان التحرير وقد رفعوا لافتات كتب عليها "نعم لمبارك من أجل الاستقرار، نعم لرئيس السلم والسلام" و "لن نكون عراقا آخر" و "اللي بيحب مصر ما يغرقش مصر." و أعلن التلفزيون المصري عن اعتقال أجانب بحوزتهم أسلحة في العريش، كما صدر قرار باستمرار تعليق عمل البورصة المصرية حتى يوم الخميس،. وتم تقصير فترة سريان نظام حظر التجول ليبدأ من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا، وصرح الجيش المصري للمتظاهرين إن رسالتهم وصلت... و هم ساهرون على تأمين الوطن وعلي المعتصمين العودة إلى حياتهم العادية. كذلك حث السيد عمر سليمان المتظاهرين على العودة لحياتهم الطبيعية و اكد أن رسالة المتظاهرين سواء كانت ضد أو مؤيدة للرئيس قد وصلت. و قد بلغت أعداد القتلى الى حوالى 300 قتيل بحسب أرقام غير مؤكدة نقلتها الأمم المتحدة منذ اندلاع المظاهرات و حتى ذلك اليوم.

فى اليوم العاشر للإحتجاجات الموافق الخميس 3 فبراير 2011 و فى فجر ذلك اليوم قام من أُطلِق عليهم بـ"البلطجية" بالهجوم بأطلاق النيران عشوائياً و بكثافة على المعتصمين بميدان التحرير فى سيارات تمر أمام الميدان من جهة ميدان عبد المنعم رياض و من فوق كوبرى السادس من أكتوبر. و أدى الي سقوط حوالي 7 قتلى والكثير من الجرحى ولكن مع بداية ظهور الخيوط الأولى من ضوء النهار انتهى هذا الهجوم الوحشي و ذلك لأن الجيش أطلق أعيرة نارية لإرهاب المهاجمين. وأصدر النائب العام المصري عبد المجيد محمود قرارًا بمنع سفر أحمد عز أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي، ووزير السياحة السابق زهير جرانة، ووزير الإسكان أحمد المغربي وجاء في القرار تجميد حسابات المصارف لهؤلاء، كما شمل القرار عددًا آخر من المسؤولين. و فى لقاء مع قناة (ABC) الأمريكية قال الرئيس مبارك أنه يود الاستقالة لكنه يخشى الفوضى، وقال أنه مستاء جداً لمشاهد العنف في البلاد، ولا يريد أن يرى المصريين يقتتلون فيما بينهم. وفى حوار لرئيس الوزاراء الجديد السيد أحمد شفيق للصحفيين نوه الى أنه لا يريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تدخل في الشئون المصرية. و في حوار لنائب الرئيس السيد عمر سليمان للتلفزيون المصري أكد أن لا الرئيس المصري ولا ابنه جمال مبارك و لا هو شخصياً يريد الترشح للانتخابات كما كان يدعى البعض، وقال السيد عمر سليمان أنه عرض على جميع المعارضين عمل اجتماع مع الحكومة الجديدة ويوجد منهم من وافق، وقال إن مصر لن تقبل تدخلا أجنبيا في شؤونها الداخلية، مستغربا تلك المواقف من دول كانت تعتبر "صديقة"، في إشارة على ما يبدو إلى الولايات المتحدة. كما نشرت قناة الحياة الفضائية المصرية وثائق من موقع ويكليكس تفيد بأن قطر تستخدم قناة الجزيرة لبث الفتنة بين المصريين، وكما قالت أن الموقع نشر أن وزير الخارجية القطري في حديث مع نظيره الاسرائليى قال أنه سوف يعطي أمراً لقناة الجزيرة الفضائية بنشر الفتن بين المصريين.

أطلق المتظاهىون على اليوم الحادى عشر للإحتجاجات الموافق الجمعة 4 فبراير 2011 "جمعة الحقيقة" أو "جمعة الرحيل" حيث أعلنت قوى المعارضة زحف الجماهير لإسقاط الرئيس مبارك. أما المؤيدون للرئيس مبارك و نظامه أطلقوا عليه "جمعة الإستقرار" أو "جمعة الوفاء". و أصدرت السلطات المصرية قراراً بمنع وزير التجارة السابق السيد/ رشيد محمد رشيد من السفر خارج البلاد و لكنه كان خارج البلاد فى دبى فى ذلك الوقت. كما اشترك عدد من المثقفين فى المظاهرات مثل الروائى السيد/ علاء الأسوانى و الفقيه الدستورى الدكتور يحيى الجمل و السيد/ حمدين صباحى عضو مجلس الشعب السابق. رحب المتظاهرون بالسيد/حمدين صباحى و أيدوه كممثل لهم. و من ناحية أخرى التزمت حكومة السيد أحمد شفيق بوعدها بعدم التعرض للمظاهرات وإبطال هجمات مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي واختفاء البلطجة والعنف الذي حدث قبل ذلك.

فى اليوم الثانى عشر للإحتجاجات الموافق يوم السبت 5 فبراير 2011 تواصلت الإعتصامات و تم وضع السيد/ حبيب العادلى وزير الداخلية السابق مع ثلاثة من قياداته تحت الإقامة الجبرية؛ و تم إقصاء جمال مبارك وصفوت الشريف من الحزب الوطني وتعيين السيد/ حسام بدراوي أميناً للحزب. و فى ذلك اليوم أيضاً قام الأمن المصرى بإعتقال مدير مكتب قناة الجزيرة القطرية و شخص اَخر من طاقمها. كما تقرر إعادة تشغيل خدمة الرسائل القصيرة (sms) بعد توقف دام 9 أيام. هذا و قد تُوفِي السيد/ أحمد محمد محمود بخيت المصور الصحفى المصرى إثر إصابته برصاصات أحد القناصة يوم السبت الموافق 29 يناير؛ 2011 و يُعتبر السيد/ أحمد بخيت أول صحفي يقتل منذ اندلاع المظاهرات. قامت عناصر مُخربِة بتفجير أنبوب الغاز جنوب العريش المصرية و الذى يتفرع الى إثنين أحدهما الى الأردن و الاَخر الى إسرائيل مما أدى الى إغلاق المصدر الرئيسى و توقف وحدتين تعملان بالغاز الطبيعى في محطة الكهرباء في شمال سيناء.

أطلق المتظاهرون على يوم الأحد الموافق 6 فبراير 2011 و هو اليوم الثالث عشر للتظاهرات "يوم الشهداء" و بداية "أسبوع الصمود" وفيه عُقِدت جلسة حوار بين السيد/ عمر سليمان نائب الرئيس و مجموعة من ممثلى المعارضة و قد صرح السيد/ مجدى راضى المتحدث الرسمى بأسم الحكومة المصرية أن الإجتماع أسفر عن الإتفاق على تشكيل لجنة لإعداد تعديلات دستورية في غضون شهور، والعمل على إنهاء حالة الطوارئ وتشكيل لجنة وطنية للمتابعة والتنفيذ وتحرير وسائل الإعلام والاتصالات وملاحقة المتهمين في قضايا الفساد؛ و قد رفض السيد/ عمر سليمان مطلب المعارضة بقيام السيد/ الرئيس مبارك بتفويض سلطاته إلى نائب الرئيس. و طالب بعض الشباب الإفراج عن السيد/ وائل غنيم الذى تم إعتقاله يوم الخميس الموافق 27 يناير 2011 و هو اليوم الثالث للمظاهرات. وفي محاولة من الحكومة لإعادة الحياة إلى طبيعتها استأنفت البنوك المصرية عملها بشكل تدريجي. و رفض المتظاهرون محاولة الجيش فتح طريق للسيارات بميدان التحرير الذي يحتشدون فيه بالنوم أمام الدبابات لمنعها من التقدم لفتح الميدان و ذهاب الناس الى أعمالهم فى مجمع التحرير. وقد أدى آلاف من المتظاهرين صلاتي الظهر والعصر في الميدان، ثم أقيمت صلاة الغائب على أرواح ممَن قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن المصرية منذ انطلاق المظاهرات يوم 25 يناير، وفي وقت لاحق، أقام المسيحيون قداساً شهده آلاف المسلمين. و استمر توافد المتظاهرين إلى ميدان التحرير، كما تواصلت الاحتجاجات في مدينة الإسكندرية ثاني أكبر المدن المصرية و المنصورة و المحلة الكبرى و الزقازيق و طنطا و بني سويف و أسيوط و دمنهور و العريش، و كلها كانت تطالب بإسقاط الرئيس مبارك تمهيداً لمحاكمته، و حل مجلسى الشعب و الشورى، و تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد لفترة إنتقالية يعلن خلالها عن تأسيس جمعية وطنية برئاسة الفقيه الدستورى الدكتور يحى الجمل لوضع دستور جديد يُستفتى عليه الشعب لإقراره، و تشكيل حكومة إنتقالية بمشاركة القوى المعارضة لتسيير الأعمال، و تولى الجيش حفظ الأمن و الحفاظ على الممتلكات العامة و الخاصة، و تولى الشرطة العسكرية مهام الشرطة المدنية لحفظ النظام، و عزل قيادات الشرطة المدنية و الأمن المركزى و مدراء الأمن و قيادات أمن الدولة و وضع ضباط و جنود الشرطة تحت تصرف الشرطة العسكرية، و التحفظ على أموال المسؤولين السابقين و منعهم من السفر تمهيداً لمحكامتهم، و تجميد أموال أسرهم لمعرفة مصادرها، و أخيراً الإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية وفقا للدستور الجديد حال الانتهاء منه بعد إقراره من الشعب في استفتاء عام.

"يوم ما بعد العاصفة" هو الإسم الذى سُمى به يوم الإثنين الموافق 7 فيراير 2011 واليوم الرابع عشر للمظاهرات وفيه أعلن الجيش عن خفض ساعات حظر التجول ليبدأ من الساعة 8 مساءاً و حتى الساعة 6 صباحاً. و أيضاً تم الإفراج عن السيد/ وائل غنيم و عن بعض المعتقلين. و أُعيد بث قناة الجزيرة القطرية على شركة "نايل سات"، و بدأت النيابة فى التحقيق فى إتهامات بمسؤولية وزارة الداخبية عن تفجير كنيسة القديسين و الذى تم فى الساعات الأولى من يوم السبت رأس السنة الميلادية 2011. وقد وصل عدد ضحايا التفجير الى 23 قتيلاً و 98 مصاباً جميعهم من الأقباط المسيحيين. وتم في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة إجتماع بين الرئيس حسنى مبارك و أعضاء حكومة السيد/ أحمد شفيق، كما حضر الإجتماع السيد/ عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية و الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب و السيد/ صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى و السيد/ حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي. كما أعلن المستشار سري صيام رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى، أن المحكمة بدأت في توزيع كل الطعون الانتخابية المقدمة ضد أعضاء مجلس الشعب على دوائر المحكمة لسرعة البت فيها، وأكد السيد/ صيام أن الطعون على الانتخابات البرلمانية البالغ عددها 1527 طعناً موزعة على 195 دائرة انتخابية، وسيتم اعتباراً من الأسبوع المقبل إرسال ما ينتهي من التحقيقات وإعداد التقارير بشأنها إلى مجلس الشعب لكي يتولى بدوره اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في الدستور بشأن الفصل في صحة العضوية، موضحاً أن المحكمة ستوالي العمل فيها بصفة مستمرة حتى يتم الانتهاء من كل الطعون. أما المعتصمون فقد منعوا الجيش المصري من فتح أهم مجمع حكومي في ميدان التحرير، رافضين بذلك عودة الحياة الطبيعية إلى هذا الشريان الحيوي في قلب القاهرة وخرج بعض المعتصمين من ميدان التحرير وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي مانعين الموظفين من الدخول إليه، ووقف عشرات الموظفين وراء أسلاك شائكة للجيش بانتظار تطور الوضع ومعرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من دخول المجمع، وظل المعتصمون يتواجدون حول الدبابات المنتشرة على مداخل الميدان لمنع عناصر الجيش من أي محاولة محتملة لإزالة العوائق التي وضعوها على كل المداخل. أما فى مدينة رفح المصرية حدث هجوم على قطاع الأمن المركزى بحى الأحراش أُستخدمت فيه قذائف الـ"اَر بى جى" و أنواع اسلحة مختلفة كما تم الهجوم على ثكنات الجنود و أستمر الهجوم لمدة ساعتين و أسفر عن إصابة نقيب شرطة محمد نبيل و المواطن محمد أحمد محمود.

فى اليوم الخامس عشر للإحتجاجات الموافق الثلاثاء 8 فبراير 2011 شهدت مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد إنفلاتاً أمنياً غير مسبوق بعد إنسحاب معظم القيادات الأمنية و من ثم إنتشرت قوات الجيش فى أحياء المدينة و نجحت فى السيطرة على الموقف و إستتباب الأمن. و فى الأسكندرية أضرم المحتجون النار بمراكز الشرطة كما أبدوا إمتعاضهم من الموقف الأمريكى و عدم تدخل الإدارة الأمريكية المباشر لإجبار الرئيس المصرى على التنحى. وكذلك تجمع الألاف من المحتجين فى مدن المحلة الكبرى و طنطا و السويس وأسيوط و بورسعيد؛ و أحرق المحتجون مبنى محافظة بورسعيد. فى ذلك اليوم أيضا إستقبل المتظاهرون السيد/ وائل غنيم إستقبال الأبطال و وجه كلمة للمتظاهرين يحثهم على الإصرار على مطلبهم بزوال النظام و عدم الإستسلام و هناك كرر كلامه بأنه ليس بطلاً و عزى البطولة للذين قُتلوا من المتظاهرين. كما شهد ذلك اليوم أكبر عدد لتجمعات المتظاهرين فى ميدان التحرير و أمام مجلسى الشعب و الشورى و وزارة الداخلية كما اعتصم بعض العاملين بالتليفزيون المصري وروزاليوسف وبعض الشركات.

فى يوم الأربعاء 9 فبراير 2011 هو اليوم السادس عشر للمظاهرات نُقل مدير أمن الوادى الجديد و تم تقديم السيد/ أحمد السكرى معاون مباحث بشرطة الخارجة للمحاكمة لتعديه بالفاظ خارجة على الأهالى و مقتل 5 أشخاص من المتظاهرين. كما إستقال السيد/ جابر عصفور وزير الثقافة الجديد قيل لأسباب صحية. كما قدم السيد/ أشرف زكي استقالته من رئاسة نقابة الممثلين. و قام المعتصمون بميدان التحرير بعمل دورات مياه فى إشارة لإستمرار الإعتصامات؛ و تظاهر عشرات الموظفين أمام الهيئة العامة للتأمين الصحي في شارع الجلاء مطالبين بالتعيين بعد قضاء بعضهم 26 عاما بدون تعيين ومرتباتهم تصل إلى 300 جنيه. كذلك حاصر عشرات من الصحفيين غير المعينين مبنى الأهرام مطالبين بالتعيين الفوري بعد قضائهم أكثر من 10 سنوات بدون تعيين. و رفض الصحفيون والإداريون والعمال في روز اليوسف ما طرحه كرم جبر رئيس مجلس إدارة من مكافآت و طالبوا برحيل رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد الله كمال الذي تجنب المواجهة و ترك مكتبه. كما إعتصم الاَف العمال التابعين لشركات البترول "بتروتريد" و"بترومنت" و"إبيسكو" و"التعاون" و"أنابيب البترول" أمام وزارة البترول للمطالبة بإقالة السيد/ سامح فهمى وزير البترول الذى لم يتوقعوا أستمراره فى بتطبيق لائحة إدارية واحدة و تطبيق قواعد السلامة المهنية و تعيين من مر عليه أكثر من عشر سنوات في العمل. بدأ عمال مصنع فحم الكوك إضرابا احتجاجا على تدنى أحوالهم. كما تظاهر موظفوا هيئة الهلال الأحمر و قطعوا شارع رمسيس حيث توجد الهيئة محتجين على عدم تثبيتهم رغم عملهم بالهيئة لمدة تتجاوز العشرين عاماً. كما اعتصم العاملين في مستشفى كفر الزيات بسبب تأخر صرف الحوافز. و تظاهر موظفوا البريد امام هيئة البريد بالعتبة مطالبين بزيادة المرتبات و تثبيت المؤقتين و بإقالة هانى محمود -رئيس الهيئة- وتعيين نائبه خالد عباس بدلاً منه، وتم إغلاق المركز الرئيسى لحركة البريد بشارع رمسيس و مُنع خروج أو دخول اى شخص كما طالب موظفوا البريد بإقالة جميع المستشارين. كذلك أضرب عمال ورش بولاق و جلسوا على القضبان لمنع مرور القطارات. و عمال النقل العام يدخلون في اعتصام مفتوح في جراجات الهيئة تضامنا مع مطالب المعتصمين في ميدان التحرير واحتجاجا على عدم صرف حوافزهم. كما قام العاملين في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة بظاهرات أمام مقر الشركة احتجاجا على إصدار رئيس الشركة قرار بلا رقم لتعيين من مضى على وجودهم بالشركة 6 أشهر. تظاهر عمال النظافة في شارع السودان تضامنا مع مطالب ثورة 25 يناير بالإضافة إلى مطالبهم الخاصة المتعلقة بأجورهم وتحسين أوضاعهم و آلاف المتظاهرين يحاصرون مقر محافظة كفر الشيخ ويدمرون مقر القوى العاملة بها؛ كما تظاهر الاف العمال و كفر الدوار ضد الحكومة. و في منفلوط أسيوط يوقف المتظاهرون حركة المرور في طريق مصر أسيوط الزراعي و يعتدون على المسافرين. و "حركة صحفيون بلا حقوق" تحرض على الثورة على رؤساء تحرير الصحف القومية و نقابة الصحفيين و تطهيرهما من عناصر نظام مبارك و على رأسهم النقييب مكرم محمد أحمد وسحب الثقة منه. و فى ميدان الأربعين بالسويس طالب المتظاهرون برحيل الرئيس مبارك، كما أعتصم عمال 11 شركة بسبب تدهور أوضاعهم المادية. كما نظم المتظاهرون وقفة بالشموع في التاسعة من مساء ذلك اليوم بمناسبة ذكرى الأربعين لشهداء كنيسة القديسيين بالإسكندرية. كل هذا إضطر السيد/ أحمد شفيق لأن ينقل نشاطه إلى وزارة الطيران تحسباً لهجوم المتظاهرين لمبنى مجلس الوزراء. و تأجلت عودة الدراسة بالمدارس و الجامعات.

أُطلِق على يوم الخميس 10 فبراير 2011 و هو اليوم السابع عشر للإحتجاجات مُسمى "يوم الإنتظار" و فيه قامت مظاهرات فى جامعة أسيوط ضد رئيس الجامعة. كما قام موظفوا الحكومة بالإضراب والمظاهرات. كذلك أيضاً تظاهر أطباء القصر العينى أمام مبنى هذا المستشفى التعليمى. و قِيل أن عدد المتظاهرين فى ميدان التحرير بلغ 3 مليون متظاهراً تقريباً مترقبين مع معظم قطاعات الشعب المصرى أن يُعلن عن تنحى الرئيس المصرى حسنى مبارك عن سِدة الحكم. و أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الجيش) البيان الأول قال فيه أنه عقد إجتماعاً فى ذلك اليوم فى إطار ألتزام الجيش بحماية البلاد و الحفاظ على مكتسبات الوطن و تأييداً لمطالب الشعب المشروعة و قرر المجلس أنه فى حالة إنعقاد مستمر لبحث ما يمكن اتخاذه من تدابير وإجراءات لحماية البلاد. ولم يكن الرئيس متواجداً فى الإجتماع رغم صفته كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة و من ثم ترأس الاجتماع وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي. وقبل إلقاء مبارك كلمته، كتب وائل غنيم على موقع تويتر "mission accomplished" أو "المهمة أُنجزت" وذلك بعد الأنباء التي رجحت أن يعلن مبارك تنحيه؛ و لكن فى خطابه فوض الرئيس مبارك سلطات رئيس الجمهورية الى نائب الرئيس السيد/ عمر سليمان على النحو الذى يحدده الدستور. كما طلب الرئيس تعديل المواد 76 و 77 و 88 و 93 و 189 و إلغاء المادة 179 الخاصة بقانون الإرهاب من الدستور ذلك لأن نائب الرئيس غير مخول له حل مجلس الشعب أو حل الوزارة أو طلب تعديل الدستور. كما وعد الرئيس برفع قانون الطوارئ حالما تستقر البلاد. و قال أن مصر لن ترضخ لأى أملاءات أجنبية. كما ألقى نائب الرئيس السيد/ عمر سليمان خطاباً بعد الرئيس منادياً فيه المتظاهرين بالعودة لديارهم. و كتب المعارض المصري الدكتور محمد البرادعي على موقع تويتر و كذلك قال فى تصريح له على محطة تلفزيون "CNN" الأمريكية محذراً من "انفجار" الوضع في مصر، و داعياً الجيش إلى التدخل "لإنقاذ البلاد كي لا تنجرف مع التيار"، إذا استمر الرئيس حسني مبارك فى السلطة"، وندد في تصريحاته بما اعتبره "تضليلاً" من جانب الرئيس المصري، و أضاف أن المصريين لن يقبلوا بأي حال مبارك ونائبه لأنهما تؤمان و أن عمر سليمان إمتداد لمبارك. و من ناحية أخرى قابل المتظاهرون الخطابين بالرفض التام بل و رفعوا أحذيتهم فى ميدان التحرير أثناء إلقاء الرئيس لخطابه، بل ركزت هتافاتهم على إحراج الجيش "يا جيش مصر اختار، الشعب أو النظام" و "للقصر رايحين شهداء بالملايين"؛ ودعا متظاهرون آخرون إلى بدء إضراب مدني عام حتى سقوط النظام، كما حاصر المتظاهرون مبنى التلفزيون القريب من ميدان التحرير، والذي تتولى حراسته قوات من الحرس الجمهوري. و توجه المتظاهرون إلى مقار رئاسة الجمهورية في أماكن متفرقة بالقاهرة وقرروا الاعتصام أمامها معلنين بذلك رفضهم التام لخطاب الرئيس و خطاب نائبه، و عدم قبولهم بأى شيئ سوى تنحية الرئيس و نظامه عن السلطة.

"جمعة الزحف" أو "جمعة التحدى" أو "جمعة النصر" هى المسميات التى أُطلِقت على اليوم الثامن عشر للمظاهرات و الإحتجاجات فى مصر؛ و هو يوافق يوم الجمعة 11 فبراير 2011. فى صباح ذلك اليوم عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة إجتماعاً برائسة المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، و أسفر الإجتماع عن إصدار البيان الثانى فى تلك الفترة و جاء فى البيان أن الجيش يكفل "إجراء تعديلات دستورية وانتخابات حرة نزيهة، ويضمن الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس حسني مبارك في خطابه الخميس 10 فبراير 2011، وتعهد بإنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل في الطعون الانتخابية لأعضاء مجلس الشعب وما يتبعها من إجراءات، وإجراء التعديلات الدستورية، وإجراء انتخابات حرة نزيهة وصولاً إلى مجتمع ديمقراطي حر؛ ودعا الجيش المصري إلى عودة الحياة الطبيعية في البلاد، محذراً من المساس بأمن وسلامه الوطن والمواطنين، وقال بيان الجيش إنه يتعهد بعدم الملاحقة الأمنية للمتظاهرين "الشرفاء" الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح. و لكن المظاهرات أستمرت فما كمان إلا أن لبى الرئيس حسنى مبارك للمتظاهرين و صدر بياناً من رئاسة الجمهورية القاه السيد عمر سليمان ليعلن فيه أن رئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك قد قرر التخلى عن منصب رئيس الجمهورية وتسليم إدارة شئون البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. ثم تلى ذلك أن أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بيانه الثالث و أعلن أنه سيحدد لاحقا الخطوات والإجراءات والتدابير التي ستتبع بعد تنحي السيد/ حسنى مبارك ويؤكد أن ذلك ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب.
دمتم بخبر
رمسيس حنا



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السامى اللبيب و التأصيل العلمى و النفسى لثقافة الأديان السال ...
- من الذى يدفع الثمن؟ 2 -الإكذوبة الكبرى-
- من الذى يدفع الثمن؟ 1
- من هو الله الذى يدحض وجوده السامى اللبيب؟
- أنياب الذاكرة -شعر-
- تأملات فى السقوط 3
- تأملات فى السقوط 2
- تأملات فى السقوط 1
- الفلاح و التلميذ
- الرافض للحقيقة (قصة قصيرة)
- -موسرب- أو الفلاح المصرى الذى مات واقفاً -قصة قصيرة-
- الى إمرأة غانية (شِعر)
- إعتذار لسيدتى العراقية (شِعر)
- تباريح وطن (شِعر)
- الطاعون فى العراق - شِعر - الى المضطهدين و المهمشين بالعراق
- إغتراب (شِعر)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 3 و الأخير)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 2)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 1)
- سياسة (1)


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمسيس حنا - من الذى يدفع الثمن؟ فورة الغضب