أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمسيس حنا - من الذى يدفع الثمن؟ 2 -الإكذوبة الكبرى-















المزيد.....


من الذى يدفع الثمن؟ 2 -الإكذوبة الكبرى-


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 11:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يستطيع أحد منا أن ينكر أنه مارس الكذب بطريقة ما و فى وقت ما بغض النظر عن الدافع أو المبرر و بغض النظر عن حجم الكذبة و بغض النظر عن نتائج هذه الكذبة التى إقترفها؛ فالجميع زاغوا و فسدوا. و قد لا يتخيل أحد منا أننا كبشر بصفة عامة فى أى مجتمع نميل الى تصديق الإكذوبة الكبيرة أكثر من أن نصدق كذبة صغيرة حسب ثقافة البيئة التى نعيش فيها. و "الأكذوبة الكبرى" مصطلح له تعريفه الخاص به فى القاموس "فالأكذوبة الكبرى" هى تشويه متكرر مغاير للحقيقة أو الواقع على مجال واسع أو نطاق كبير خاصة لأغراض دعائية. إنها تطبيق عملى للمثل الإنجليزى الذى يقول: "عندما تنتشر إشاعة ما فانها تصبح حقيقة" "When a rumor spreads, it must be true."

و لقد كان أدولف هتلر "ِAdolf Hitler" الزعيم الألمانى هو أول من صاغ مصطلح "الأكذوبة الكبرى" "Groß-;-e Lüge" فى كتابه "كفاحى" "Mein Kampf" 1925 و كان يقصد به إستخدام كذبة "كبيرة" جداً لدرجة أنه لا يستطيع أى أحد أن يعتقد أن هناك شخص بمنتهى الصفاقة أو الوقاحة يمكنه أن يشوه الحقيقة بمثل هذه الطريقة الشائنة. و لقد أكد هتلر "Hitler" إستخدام اليهود لهذا التكنيك أو الإسلوب بطريقة ظالمة عندما ألقوا بلائمة خسارة الجيش الألمانى فى الحرب العالمية الأولى على أحد أهم قيادات الجيش الألمانى فى ذلك الوقت و هو لوديندروف "Ludendorff ".

و ربما يرى البعض منا أنه من غير المنطقى أو غير المعقول أننا أكثر ميلا الى تصديق الأكذوبة الكبيرة من تصديق الكذبة الصغيرة؛ و لكن قد يخفف من إستغرابنا لميل البعض منا الى تصديق الأكذوبة الكبيرة عندما نعلم أن تكنيك " الأكذوبة الكبرى " هو إسلوب مريح لإقناع الناس دون إن يكلف مستخدمه عناء البحث عن أدلة أو إثباتات أو برأهين أو أى حجج منطقية؛ ولا يعطى الفرصة لمتلقى الإكذوبة أن يفكر أو يحلل مضمونها و منطقيتها. :كما أن خبراتنا الذاتية و الشخصية تعلم و العقل الجمعى الظاهر و الباطن يدرك و يعرف جيداً أننا نكذب أكاذيب صغيرة و من ثم فأننا نتعرف عليها بسرعة عندما نتعرض اليها من الغير و لذلك لا نتقبلها على غرار المثل المصرى: "إحنا دفنينه سوا"؛ أما الأكذوبة الكبرى فلابد أن تكون حقيقة و قائلها لابد أن يكون صادقاً.

إذاً "الأكذوبة الكبرى" هو إسلوب من الدعاية يرتكز على مسلمة فى عقلنا الجمعى انه لا يستطيع أحد – مهما بلغت خسته و دنائته – أن يقوم بمثل هذه الفرية الكبرى. و هو تكنيك يستخدمه كثيراً بعض رجال السياسة و رجال المال ورجال الدين عمداً أو بدون قصد أكثر من أى أحد إذا ما أرادوا إثارة المُستهدَفين من أو بـ"الأكذوبة الكبرى" لإتخاذ إتجاه معين يريدونه لهم، فيتم مخاطبة عواطفهم و مشاعرهم بطريقة توقف عقل المتلقى أو المُستهدَف عن التفكير نتيجة لخبراته المتراكمة و المختزنة فى عقله الباطن بإمكانية ممارسة الأكاذيب الصغيرة فقط و قناعته بأنه يمكن إكتشافها بسهولة، أما الأكاذيب الكبيرة لا يمكن ممارستها من قِبل من هم على أدنى درجات السلم الأخلاقى .

و تتراوح جسامة الغرض من الأكذوبة أو الفرية الكبرى من مجرد تحويل إهتمام الناس من أمر الى أمر اَخر؛ الى تهيئة الناس لشن حرب على دولة ما. و كمثال على تشتيت إنتباه الناس و تركيزه على سلوك معين هو عندما إنتشرت قصص الأطباق الطائرة كانت "الكذبة الكبرى"عندما خرجت بعض السيدات الغربيات فى وسائل الإعلام يدعين أنهن تعرضن لحوادث إختطاف من قبل كائنات فضائية و مارسوا الجنس معهن داخل هذه الأطباق الطائرة و أكثر من ذلك أنهن يؤكدن على حملهن من هذه الكائنات الفضائية. أما بالنسبة لشن حرب على دولة ما هو ما أشاعتة الإدارة الأمريكية بالتاَمر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى كان يرأسها الدكتور محمد البرادعى فى ذلك الوقت من إمتلاك العراق لأسلحة دمار شامل.

هذه مقاطع فديو لإشخأص يُدّعى فيها إنها عمليات إختطاف تمت من قِبل مخلوقات فضائية و سوف أترك الحكم للقارئ و ما يمكن أن يستنتجه:

هذا الفديو يزعم أن شخص تم إخنطافه بواسطة مخلوقات فضائية: https://www.youtube.com/watch?v=9wfDF7uT2yQ&t=32

لقاء تلفزيونى يحاول فيها الضيف إقناع مضيفته بحوادث خطف لأشخاص: https://www.youtube.com/watch?v=3WY_fWtgXKU&t=24

إمرأة إيطلية تدعى أنها تم إختطافها من قِبل مخلوقات فضائية و هى حامل منهم. https://www.youtube.com/watch?v=yRPV-NlNUdU

سيدة تروى قصتها هى و زوجها مع المخلوقات الفضائية: https://www.youtube.com/watch?v=_vGK9VzqgXM

و كذلك تستخدم شركات الدعاية مبدأ "الإكذوبة الكبرى" إذا ما أرادت تسويق منتج معين أو خدمة ما. و الأمثلة على إستخدام تكنيك "الأكذوبة الكبرى" فى شركات الدعاية كثيرة. و ربما نتذكر إعلان الدعاية عن مسحوق غسيل و فيه يستخدم المُعلِن كلمات قوية قد لا يكون لها أرتباط بالمُنتَج. "... يغسل أكثر بياضاَ ... يغسل كموج البحر..." و كأن جميع الملابس بيضاء أو كأننا نريد أن نحول ملابسنا جميعها الى بيضاء؛ كما أن موج البحر ليس له دلالة تتعلق بقوة الحركة، كما أن المسحوق لا ينتج حركة لأن الذى يحدث حركة "حلة" الغسالة فى الدوران التبادلى هو موتورها؛ و هنا فإن الإعلان لا يجعلك تفكر فى أى شيئ غير اللون الأبيض رغم أن الملابس ليس كلها بيضاء، و قوة موج البحر التى عزاها أو نسبها كذباً الى المسحوق. و ربما أيضاً تتذكرون إعلانات الفياجرا فى مصر التى إختصرت سعادة الحياة الزوجية فى الحبة الزرقاء مع الإحساس بالزهو و الخيلاء الذى يبديه الممثلون بما يقابل المثل المصرى "يا أرض إتهدى ما عليكِ كدى"؛ بينما إعلان الفياجرا الأجنبى فهو أكثر جُرأة فى صراحته المبالغ فيها.

إعلان فياجرا المصرى حيث يختصر السعادة الزوجية فى الفياجرا https://www.youtube.com/watch?v=lFiy1cZEOrQ
أعلان فياجرا أجنبى يركز على حجم و قوة إنتصاب العضو الذكرى https://www.youtube.com/watch?v=AW_sNoZJr7E

و فيما أُطلِق عليه بثورات الربيع العربى إستُخدِم تكنيك "الأكذوبة الكبرى" فى أحداث تظاهرة الأقباط أمام مبنى الإذاعة و التلفزيون المعروف باسم مبنى "ماسبيرو" و التى عُرِفت باسم أحداث " الأحد الدامى" أو "الأحد الأسود" ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي 4 اكتوبر 2011 ، ردًا على قيام سكان من قرية المريناب بمحافظة أسوان بهدم كنيسة قالوا أنها غير مرخصة، وتصريحات لمحافظ أسوان أُعتبِرت مسيئة بحق الأقباط. و إنضم الى التظاهرة عدد كبير من المواطنين المسلمين تضامناً مع الأقباط؛ و قد أدت الأحداث الى مقتل 35 شخصًا معظمهم، إن لم يكن جميعهم، من الأقباط. و كانت "الإكذوبة الكبرى" التى أشاعها الإعلام المصرى الرسمى هى أن "المتظاهرين متسلحين و يحاربون الجيش و قتلوا و أصابوا 23 جندياً"

فى هذا المقطع من الفديو تستخدم المذيعة تكنيك "الإكذوبة الكبرى" لكى تستعدى عواطف الناس ضد المتظاهرين و الغريب أن الفديو لا يعرض أى إعتداءات من المتظاهرين على قوات الأمن و الجيش. https://www.youtube.com/watch?v=E7m08JJdxao

فى هذا المقطع من الفديو شهود من التلفزيون يدلون بشهاداتهم "السماعية" ضد المتظاهرين على غرار مسرحية الأستاذ عادل إمام "شاهد ما شافش حاجة": https://www.youtube.com/watch?v=AFinEuxkNvk

فى مقطع الفديو التالى الذى بثته قناة الجزيرة يقلب الموقف تماماً يقول المتصل أن "مجموعة من الجماعات الإسلامية ذهبوا الى كنيسة الماريناب و تحدثوا مع الإخوة الأقباط الذين إعتدوا عليهم (على مجموعة الجماعات الإسلامية) و تم تكسير سياراتهم و مع ذلك فإن الجماعات الإسلامية إلتزمت صوت العقل و تعاملت مع الموقف بكل حكمة و إلتزام." أما المشاهد كخلفية لكلام المتصل تبين شتات المتظاهرين و خوفهم فى تحركاتهم. https://www.youtube.com/watch?v=lTg5QDM4zpg

فى هذا المقطع من الفديو قبل الأتصال من أو بـ السيد/ سامح سيف اليزل يقول المذيع أن عدد المتظاهرين يتراوح ما بين 3 الاَف الى 10 الاَف. فالفارق إعتباطى و لكنه مُتعمَد؛ فالرقم الأول يعطى إنطباعاً بقلة فاجرة باغية، و الرقم الثانى يعطى إنطباعاً بالكثرة فى العدد ليثبت مقدرتهم على تحدى قوات الجيش و الشرطة و الأمن المركزى، ثم يتم الإتصال بالسيد هانى بركات مراسل القناة الذى يتلجلج فى كلامه عندما يقول أن المتظاهرين يعتدون باستخدام زجاجات المولوتوف على الجيش و الشرطة و على سياراتهم و مدرعاتهم و سيارات الأهالى الذين نزلوا لحماية ممتلكاتهم و مساندة الجيش الجيش. و تؤكد المذيعة أن المتظاهرين إشتبكوا مع الأهالى. ثم ياتى دور مراسل قناة الحياة السيد/ طارق سلطان الذى يستخدم عبارات "مشهد خطير ... حريق القاهرة ... إطلاق رصاص ..." و عندما سأله المذيع/ شريف "إطلاق نار ممن؟" إستدرك السؤال و قال "أطلاق نار بين من و من؟" لكى يصورها حرباً بين الجيش و المتظاهرين. و عندما بدأ المراسل بنقل الواقع و الذى يؤيده الفديو و هو "دخول مدرعات الجيش" و الشرطة و الأمن المركزى "و دهسها للمتظاهرين" قاطعته المذيعة و أوقفته عن الكلام: "طارق سلطان إحنا هانرجعلك مرة ثاتية". و طلبت تحليل المشهد و تعليق من السيد/ سامح سيف اليزل الذى على الفور قال لها أنه لا يعلق و لا يحلل بل هو ينقل الواقع بإضافة "إكذوبة كبرى" جديدة و هى إعتداء المتظاهرين الأقباط على مبنى جريدة الأهرام "و كسروا حاجات فيه و أيضاً كسروا بعض السيارات الموجودة " و أضاف انه عند و صولهم الى ماسبيرو بدأوا يرشقون الجيش و الشرطة بالحجارة و يحرقون السيارات مما أدى الى تدخل "متظاهرين أخرين حاملين الرشاشات و أيضاً الأسلحة النارية سريعة الطلقات بما فيها البنادق الكلاشنكوف و أبتدأوا يطلقون النار على أفراد القوات المسلحة قتلوا جندى .. أُستشهد .. و إصابة عشرين أخرين ... ثم بدأوا يحرقوا فى وسائل المواصلات اللى هى الأوتوبيسات و أيضاً حرقوا عربيتين مدرعتين تابعتين للشرطة العسكرية و تضامن معهم عشرات الأخرين ". يُلاحظ هنا أن السيد اللواء سامح سيف اليزل لم يحدد هوية "المتظاهرين الأخرين" الذين يحملون "الرشاشات و أيضاً الأسلحة النارية سريعة الطلقات بما فيها البنادق الكلاشنكوف و أبتدأوا يطلقون النار على أفراد القوات المسلحة" مما يعنى أنهم ليسوا بمتظاهرين أقباط و لكن وِضعت العبارة مبهمة و عمداً بهذا السياق لكى يبدوا أنهم أقباط. و عندما حاول المذيع السيد/ شريف الإستفسار عن دهس مدرعات الجيش و الشرطة للمنظاهرين الأقباط تملص السيد/ سامح سيف اليزل و رد فوراً انه ليس لديه "أى فكرة عن الموضوع ده" أى أنه لم يكن متوقعاً من المذيع أن يسأله هذا السؤال الذى ليس لديه أى "إكذوبة كبرى" للرد. https://www.youtube.com/watch?v=NCXD1UwoMkU


و الذى يتأمل تصريحات بعض دعاة الإحتجاجات و المظاهرات المصرية يجد فيها "الإكذوبة الكبرى" ماثلة للعيان و لكن معظم الناس بصفة عامة و المتظاهرين أو المحتجين بصفة خاصة يتقبلونها و يصدقونها أكثر من الأكاذيب الصغيرة.


فبعد أطلاق سراح السيد/ وائل غنيم من إحتجازه بأمن الدولة وبعد مقتل بعض المتظاهرين نتيجة للتعديات و تكسير بعض الممتلكات العامة و الخاصة التى أفقدت المظاهرات كثير من التعاطف، كانت لتصريحات وائل غنيم مدير صفحة "كلنا خالد سعيد" مفعول السحر على عواطف الشباب خاصة و أن تصريحاته كانت تتجنب أى منطق عقلانى يمكن مناقشته بالحجة و الأدلة و بيان الأهداف و وسائل تحقيقها بل كان التركيز على مخاطبة عواطف جموع الشباب و حركات المعارضة السياسية مثل حركة 6 ابريل. فقد قال بالنص:

"أولاً أعزّي كل المصريين بالذين توفوا، وأنا أعتذر لهم وأقول لهم لم يكن أحد بيننا يكسّر. نحن كلنا كنا في مظاهرات سلمية وكان شعارنا (لا تكسّر). أريد أن أقول أيضاً أرجوكم لا تجعلوا مني بطلاً أنا مجرد شخص كان نائماً اثني عشر يوماً والأبطال الحقيقيون هم الموجودون في الشارع وأتمنى أن تلقوا الضوء عليهم. أنا الحمد لله بخير وإن شاء الله سنغيّر بلدنا, وكلنا بيد واحدة لتنظيف بلدنا."

فالرجل هنا يركز على مقتل بعض الشباب و لا يستخدم كلمة "قتل" أو إحدى مشتقاتها و لا يستخدم كلمة "إستشهد" و لا أحدى مشتقاتها و لكنه يستخدم عبارة "الذين تُوفوا" إستيفاءاً لأجلهم... و هى عبارة لا تمجد الذين قضوا نحبهم من المتظاهرين فلا يرتفعوا الى مصاف صناع الثورة و لا التقليل من دورهم فيفقد تعاطف المتظاهرين و حماسهم الذى بدأ يخبو. ثم يستخدم عبارة "لم يكن أحد بيننا يكسر" فهو هنا كأنه فى قلب الحدث (ولم يكن فى قلب الأحداث) لكى تصل الرسالة الى المتظاهرين أنه واحد منهم (حتى ينفى موقف "التحريضية" عن نفسه فقط) مقابل أن (ينفى ما قام به المتظاهرون من تكسير و تخريب للمتلكات العامة و الخاصة). ثم يعود لمخاطبة المتظاهرين برجاء و عواطف يخاطب بها المشاعر و الإحساس بالتهميش لديهم "أرجوكم لا تجعلوا منى بطلاً" لكى يظهر (مدى زهده فى الألقاب و حتى يظهر أنه منكر لذاته و مُعظِم و مُبجِل لما قام به المتظاهرون) حتى لو كان ذلك تخريباً. ثم يركز الضؤ على مدة إحتجازه أو سجنه (فيستخف) بها و يقول "انا مجرد شخص كان نائماً إثنى عشر يوماً" ثم ينسب البطولة للمتظاهرين الموجودين بالشارع "و أتمنى أن تلقوا الضؤ عليهم". هل يوجد بعد هذا تواضع و إنكار للذات مقابل غطرسة و جبروت و بطش السلطة!! هل يوجد وعى بتركيز الأضواء على الذات أكثر من هذا!! ثم يبعث رسالة الأمل التى تجعل منه (قائداً) حتى يطمئن التابعون و حتى لا يشعروا بالهزيمة فينسحبوا من الشوارع و الميادين "أنا الحمد لله بخير" ثم يبعث برسالة أخرى الغرض منها مواصلة التظاهرات و الإحساس بالإنتماء الى الوطن "و إنشاء الله سنغير بلدنا" ثم يؤكد على التوحد "و كلنا بيد و احدة" للقيام بعمل نبيل هو "تنظيف بلدنا"

وقد حدث فى أول لقاء تلفزيونى على قناة دريم المصرية قامت به السيدة منى الشاذلى مع السيد وائل غنيم بعد أطلاق سراحه ليتحدث عن أعتقاله و أهدافه من المظاهرات فأننا نرى شاب خجول منكسر لا يرفع عينيه فى مواجهة الكاميرا مهموم بما أُطلق عليه "ثورة" و ما حدث للمتظاهرين فأشار إلى أن حبه لمصر وشعوره بالأسف للحال التي هي عليها هو مادفعه إلى المطالبة عبر مجموعة (كلنا خالد سعيد) على فيسبوك للخروج يوم 25 يناير 2011 م. نافياً أن يكون هناك أجندات خارجية أو إقليمية أو حتى وجود من يوجه هؤلاء الشبان من الخارج قائلاً "إن أجندتنا الوحيدة هي حب مصر". كما أنه لا يريد أن يذكر أسماء الناس الذين عرضوا حياتهم للخطر ثم أجهش الرجل بالبكاء و خانته عواطفه فأفصح عن الشاب الثورى المناضل مصطفى النجار. و غلبته عبراته و تحشرج صوته بالبكاء للمرة الثانية فى نفس اللقاء عندما ذكر أن والده لم يستطع أن يعرف مكانه و هو بذلك معرض لأن يخسر عينه الثانية وأنه ترك زوجته الأمريكية و لم يتصل بها منذ حضوره الى مصر خصيصاً للنزول فى المظاهرات " فالعبارات المستخدمة كلها عاطفية "حب مصر، شعور بالأسف، للحال التى هى عليه" و نفى أى أجندات خارجية. بل و تحدث السيد/ وائل غنيم عن حسن معاملة أفراد أمن الدولة له و حديثه مع وزير الداخلية الجديد فى ذلك الوقت و هى عبارات لا مضمون مادى عملى لها غير التظاهرات و غير محددة المعالم أو الأهداف و غير مبينة للوسائل التى بها يتم تحقيق "حب مصر". و أضاف ان الوقت ليس وقت تصفية حسابات رغم أنه يريد أن يصفى حساباته أو وقت تقسيم التورتة أو فرض أى أيديولوجيات. و عندما أجهش السيد/ وائل غنيم بالبكاء رأى المشاهدون دموعه و هى تسح على الذى أمامه لدرجة أن السيدة المذيعة إنتابتها الغصة كما إنتابت ضيفها فقام ناهضاً و هو يعلن أنه غير قادر على مواصلة الحديث و غادر المكان و عيون المشاهدين تدمع من فرط التأثر بهذا الموقف العاطفى الجلل. أنظر رابط مقطع الفديو للقاء السيد/ وائل غنيم مع السيدة/ منى الشاذلى: https://www.youtube.com/watch?v=VlBAzvX9Xw4

لاحظ الفرق بين لقاء السيد/ وائل غنيم مع السيدة/ منى الشاذلى فى المقطع السابق و السيد/ وائل غنيم بين أصدقائه و من بينهم السيد مصطفى النجار فى جلسة خاصة فسترى شاباً مختلف تماماً عمن كان فى اللقاء التلفزيونى مأخوذ بنشوى النصر و مزهواً بما حققه من إنجاز و إعجاز، و هو يتناول طعامه "ساندويتش" و هو يعد بما يمكن أن يقوم به على الفيسبوك فى إنتخابات الرئاسة التالية: https://www.youtube.com/watch?v=w2wYvgsvUpw و فى مقطع الفديو التالى وائل غنيم يرقص بين رفقاء الثورة فى جلسة خاصة إحتفالاً بالنصر المبين "يا اللى ما بتفهمشى .. ارحل يعنى إمشى".

و أخيراً و ليس أخراً هذا الفيديو تتحدث فيه السيدة أسماء محفوظ و اَخرون يبينوا كيف يسقطون الدولة و هم يحكون عن خبراتهم تحكى عن سفر بعض الشباب لتلقى تدريبات على كيفية صناعة الثورات الفيسبوكية بتمويل من منظمة أو مؤسسة "فريدم هاوس" "Freedom House" الأمريكية و كيف يهدمون المؤسسة العسكرية و جميع مؤسسات الدولة: https://www.youtube.com/watch?v=sYQruyT2L2w

و مرة ثانية نؤكد على أن إثارة عواطف الناس بصفة عامة و الشباب بصفة خاصة و مغازلة مشاعرهم قد يؤجج فيهم فوران الجسد و يطفىء فيهم ثوررة العقل. ثورة العقل لا حدود لها و لا خطوط حمراء توقف التفكير الناقد فى العقل، فهى عملية عقلية أصلية مستدامة متجددة الأهداف لا تنتهى بتحقيق الوسيلة "الثورة" بل مستمرة الأهداف، تتعلم من الغير و لكن لا تسمح للغير أن يكون مصدرها أو محرضها أو حتى شريكها؛ فهى تتم فى هدؤ فكرى بعيد عن عنف العواطف و تدمير الذات. إن التفكير الناقد فى العقل الناقد لا يقف عند ثوابت شخصية أو جماعية لأن التفكير الناقد بالحتم يؤدئ الى زحزحة و زلزلة و من ثم سقوط أصنام التابوهات من على قواعدها على مستوى التفكير الشخصى أو على مستوى العقل الجمعى. فهل هذا ينطبق على ثورات ما يًسمى بالربيع العربى؟؟
دمتم بخير و سلام
رمسيس حنا



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذى يدفع الثمن؟ 1
- من هو الله الذى يدحض وجوده السامى اللبيب؟
- أنياب الذاكرة -شعر-
- تأملات فى السقوط 3
- تأملات فى السقوط 2
- تأملات فى السقوط 1
- الفلاح و التلميذ
- الرافض للحقيقة (قصة قصيرة)
- -موسرب- أو الفلاح المصرى الذى مات واقفاً -قصة قصيرة-
- الى إمرأة غانية (شِعر)
- إعتذار لسيدتى العراقية (شِعر)
- تباريح وطن (شِعر)
- الطاعون فى العراق - شِعر - الى المضطهدين و المهمشين بالعراق
- إغتراب (شِعر)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 3 و الأخير)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 2)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 1)
- سياسة (1)
- الهروب منه إليه
- الصوفية المصرية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمسيس حنا - من الذى يدفع الثمن؟ 2 -الإكذوبة الكبرى-