أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمسيس حنا - -موسرب- أو الفلاح المصرى الذى مات واقفاً -قصة قصيرة-















المزيد.....

-موسرب- أو الفلاح المصرى الذى مات واقفاً -قصة قصيرة-


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 19:19
المحور: الادب والفن
    


"موسرب" أو "الفلاح المصرى الذى مات واقفاً"
"رمسيس حنا"

فى الساعة الأخيرة من الغسق و قبل ساعة الشفق و كعادته دائماً قبل أن ينشر "رع" ضؤه الفضى وقبل أن يبزغ من قمم الجبال الشرقية يصل "موسرب" الى حقله المجاور لمعبد "أمنرع – حوراختى" فى طيبة... يخلع نعليه ويدخل الحقل متوجهاً الى المكان الذى يحفظ فيه فأسه مطموراً بطبقة خفيفة من تربة الأرض و يستخرجه كأنه طبيب يتلقى مولوداً من رحم أمه.... شعور غريب بالنشوى يفعم روحه و هو يملأ رئتيه من روائح النباتات التى تتسلل الى منخارى أنفه الأقنى فى نسائم الفجر من باطن الأرض و من نباتات الحنطة و الشعير و الكتان و الكرات و الخص و الفجل و البصل و الثوم وبساتين الرمان و التين و الزيتون و كروم العنب. يفتح بفأسه القناة لتروى الأرض و ما عليها من النباتات. ثم ينصب ظهره متجها بوجه مبتسم ذى بشرة خشنة خمرية اللون نحو الشرق و عيناه تطلعان الى نقطة معينة كأنه يعلم من أى زاوية يمكن لعينيه أن تستقبل وجه "رع" و هو يصعد من بين قمم الجبال كأنه يولد من جديد.

و بمجرد أن تظهر أزرع "رع" الذهبية تمتد لتبث فى جسد "موسرب" الدفء و الحياة من جديد و تنتشله من لسعات البرودة التى تأتى مع فحيح وأنفاس الأفعى الشريرة "ابوفيس" التى يقضى "رع" أناَء الليل كله فى إبطال مفعول سمومها التى تبثها فى البشر و يقضى على قوى الفوضى والشر التى تحدثها وهى فى عالم "الدوات" السفلى. يعود "رع" كأنه يولد من جديد بعد عبوره الليل لعالم الـ"دوات" السفلى فى مركبه المقدس... و مع عودة "رع" ليحافظ على الحياة و مقوماتها تتجدد روح "موسرب" و يتفتح عقله على إبداعات جديدة تزيد من نتاج أرضه.

"موسرب" لا يؤدى أى طقوس جسدية عندما يستقبل "رع" كل صباح... فهو لا يركع أو يسجد أو يمرغ جبهته فى تراب الأرض... فقط يقف منتصب القامة... مرتكزاً بيديه بإستقامة زراعيه على فأسه الذى أمامه... ثم يولج فى مناجاة روحية يكون "رع" هو بؤرتها و مركزها... أو حديث الصفاء تارة بين إبن و أبيه... و تارة بين أخ و أخيه... و تارة أخرى بين صديق و صديقه... علاقة عجيبة... تنتفى فيها الدالة... و يغلفها الحب... و يبطنها العلم و المعرفة. "رع" بالنسبة له هو مصدر الحياة على الأرض. هو يؤمن بقوة انه عندما يموت سوف تتحد روحه بـ"رع" بينما يتحد جسده بالأرض فيضم الكون بين روحه و جسده أو أن "رع" سوف يضم الكون و جسده ليحتويهما... و هل هناك أعظم من أن يحتويك "رع" بين جنباته؟؟

بَّكرت و أبكر اليك فلك اليوم و كل يوم
مذ تهبط لعالم الـدوات يغالبنى لغط الزَوْمً
يعلو الهَرَاسُ فراشى فتهجرنى هدأة النوم
إن عجزت عيناىّ وقتاً يراك عقلى بالدوم
لكن قلقى عليك يوخزنى فيباعدنى الهوم

يتذكر "موسرب" صلاة والده "أنح" التى ورثها عنه كما ورث الحقل ويتعامل مع حقله كما كان يفعل والده الذى إنتقل اليه الحقل أيضا بالميراثً عن أبيه "نورخسا" جد "موسرب" و الذى شارك بجهده و ماله فى تشييد المعبد الواسع فى مساحته و الضخم المهيب فى بناءه وتماثيله و مسلاته من كتل الحجاره الجيرية و البازلتية بنقوشها و رسوماتها و كتاباتها التى تمثل وتحكى رحلة الأله "رع" – الذى أصبح فيما بعد إحدى الحالات التى يظهر فيها الأله "اَمون" الغير مرئى او المخفى.

وتطاردنى ابوفيس فى غياهب الغسق
فأوسع الخُطى ليضمنى حضنك الشفق
فأكحل عينى بسناءك فيعود لهما الرمق
فأرى جمالك حولى و أشتم أذكى العبق
فيهيم الحيوان بالشبق و الشجر بالسمق

كان "موسرب" طفلاً صغيراً عندما مات جده " نورخسا ". من أثرياء طيبة مشهوراً بكرمه و أستضافته لزوار المعبد الذين كانوا يحجون اليه محملين بالهدايا و النذور للمعبد، كذلك معروفاً بإستضافته للفلاحين وعمال الأرض الغرباء الذين كانوا يتوافدون على طيبة فى موسم الحصاد حتى وفاء النيل فى نهاية شهر "توت". و كأن الكرم و إستضافة الغرباء أصبحتا إحدى الصفات الجينية التى تنتقل الى أفراد بعينهم فى عائلة "نورخسا". كان "موسرب" يتنقل بين الزوار و الفلاحين أحياناً مع والده "أنح" و أحياناً بمفرده لكى يقدم لهم الطعام و الشراب. أحبوه لفطنته و ذكاءه الذى كان يبديه فى الحلول التى يرد بها على الغازهم و أحاجيهم لدرجة أن أحد الزوار عرض على و الده "أنح" أن يصطحب الصبى "موسرب" الى المعلم "منفتاح" فى إقليم "هيرمونثيس" ليتعلم قرأة و كتابة اللغة سواء بالهيروغليفية أو الهيراطيقية و كذلك علوم الحساب و الفلك و بعض الموسيقى. فوافق "أنح" على مضض لأن "موسرب" كان الأبن الوحيد بين أخواته الستة. هناك التقى "موسرب" بـ"امنفيس" إبن الفرعون "أمنحتب الثالث" الذى يكبره بخمس أعوام. إستمع الى "موسرب" و هو يدندن مع نفسه فأنفتحت بينهما قناة الأتصال وعرفا أن توجه كل منها الى "رع" واحد... كشف "أمنفيس" لـ"موسرب" أن مبتغاه هو "أتون" و هو "عين رع" و ليس "أمون".

فى إطلالة وجهك كل المهابة و الجلال
و من قرصك تمتد أشعتك لتبعث الفُلَّالٌ
فى نفوس مزقها الخوف و ضياع الأمال
فتفك الأسرى من الظلام و ربق الأغلال
فيجود الحيوان و الزرع بالنتاج و الغلال

يعرف جيداً أن " نورخسا" جده و بعض أثرياء طيبة و تجارها أمثال "بعشلا" و "دعسم" و "روندبع" هم الذين قدموا الكاتب الشاب "ديعس" لكى يعينه رئيس كهنة الفرعون "أمنحتب الثالث" كاهناً على المعبد المقدس بأسم "سواتلف". و يعلم جيدًا قوة العلاقة بين أبيه "أنح" و الكاهن "سواتلف" الذى عينه أميناً عاماً على النذور و مستشاراً و ناصحاً خاصاً له كرد للجميل على تذكيته للكهانة.

و يعلم أيضاً مدى تهلهل و ضعف هذه العلاقة بينهما بعدما إقترح "أنح" على الكاهن "سواتلف" أن يمنح بعضاً من النذور العينية للفقراء و الفلاحين الأُجراء المعدمين حتى يستقروا فى طيبة وفى إقليم هيرمونثيس "أرْمـَنـْت" بصفة عامة لخدمة الأرض و فلاحتها... لم ترق الفكرة للكاهن "سواتلف" و أعتبرها تعدى على حقوق الأله "أمونرع". فكان رد "أنح" أن الأله رع يمنح عطاياه لكل البشر دون تمييز فهو غنى بذاته و لا يحتاج لعطايا الناس و نذورهم... فكان رد "سوالتف" على "أنح" أن الأخير لا يرى غير صورة و احدة للإله "اَمون" المتمثلة فى "رع" أما هو - "سواتلف" - يعرف االإله "أَمون" الغير مرئى و يعرف متطلباته و إحتياجاته. فما كان من الكاهن "سواتلف" إلا أنه استغنى عن خدمات "أنح".

إنضم "موسرب" الى جوقة الترانيم و التراتيل لعلمه و معرفته و درايته الكبيرة برموز الكتابة سواء أكانت هيروغليفية أو هيراطيقية، وكذلك لإمتلاكه صوتاً جميلا و مقدرته على تطويع هذا الصوت فى أداء الألحان التى كانت تختلف بإختلاف المناسبات التى كانت تقال فيها هذه الألحان بالإضافة الى أنه عازف جيد على القيثارة و ضارب متميز للدف... و كان "موسرب" هو الذى يعلم اللغة و رموزها و الطقوس الدينية و ألحانها لأفراد الجوقة... كانت الجوقة قد أُختيرت لتشارك فى أقامة الطقوس الجنائزية التى اقيمت بمناسبة وفاة الملك أمنحوتب الثالث و كذلك فى طقوس تنصيب الملك الجديد "أمنفيس" بأسم "أمنحوتب الرابع".

عظيم أنت بدفئك و سَنِيّ أنت بحرارتك
مهيب أنت بترفعك و جليل أنت بتواضعك
فى عطاياك لكل البشر تتجلى سمو عدالتك
غنى أنت بذاتك و ليست فى البشر حاجتك
جَوّاد أنت و لا تنضب فى العطاء ثروتك

حضر "موسرب" الشاب اليافع طقوس تكفين الكاهن "سواتلف" ضمن جوقة المرنمين بذيهم الخاص الذى يرتدونه عند أداء الطقوس مع الكاهن الذى بدوره كان له الذى الخاص به و الذى يبدو فيه اكثر بهرجة... و علم "موسرب" حجم ثروة الكاهن الكبيرة من الأراضى الزراعية و العقارات التى ألت معظمها – إن لم يكن جميعها – الى إبنه "أسنم" الكاهن أيضاً بعد أن حرم جميع بناته من الأرث أما أبنائه فقد حرم بعضهم و أعطى بعضهم عقارات "بيوت" فقط هم فى الواقع الذين قاموا ببنائها... كان المبرر الذى قدمه "أسنم" لقرارأبيه حرمان أخوته و اخواته من الإرث هو أن الأله "اَمونرع" لا يرضى عن تفتيت الملكية الزراعية... صدمة هزت "موسرب" من جذوره و عدم مبالاة من "أنح" لتوقعه للحدث الذى لم يرض عنه أبداً.

(أن الأله "رع" عادل لا يظلم أحداً فى عطااياه و الكل يأخذ ما يكفيه منها بغض النظر عن كونهم ذكوراً أم إناثاً مطيعين أم عاصين)... هذا ما نطق به "أنح" و هو يحتضر على فراش الموت بعد موت الكاهن "سواتلف" بسبع سنوات و بالتحديد فى نهاية شهر "توت"... فعرف "موسرب" ما يريد والده... فتهللت أساريره... فتفتت ملكية "أنح" للأرض الزراعية و العقارات و المنقولات على ورثته الذين كانوا جميعاً إناث ما عدا "موسرب" الأبن الوحيد الذكر و الذى كان نصيبه قطعة الأرض المجاورة للمعبد.

بهاء عينك ذاك يهدينى و طاقتك هى التى تغنينى
تضاعف لى الكيل وافراً ومن الأفاعى تحمينى
فتحرر عقلى من الخوف أينما الظروف ترمينى
انا أعلم عملك فى النبات كيما تطعمنى و تغذينى
و أعلم فى البحر صنيعك كيما تروينى و تسقينى.

"موسرب" يعلم الناس أن المعبد أصلا شُيد للإعتراف بأفضال "رع" الذى يتواصل مع البشر كل بلغته... ولكى يتواصل البشر مع "رع" فلابد لهم أن يتعلموا... اللغة و الحساب و الفلك... لابد ان أن يتعلموا عمل "رع" فى الإنسان و الحيوان و النبات و الكون كله... إن عبادة "رع" ليست بالركوع أو السجود وتمريغ الجباه فى الأرض... بل بالعمل و التعلم لإكتشاف كنوز "رع" التى لا تنضب... أما الطقوس و التراتيل و الألحان فهى لمتعة البشر... إن "رع" واضح و محسوس بجميع الحواس البشرية... وليس خفياً على الإنسان... و هو لا يحتاج الى البشر... ولا يحتاج نذورهم و بكورهم و طقوسهم... و هو لا يحتاج الى أن يتوسط أحد بينه و بين البشر... فهو ظاهر للعيان و يكون باطناً عندما يريد... و لكنه يريد البشر أن يعملوا عقولهم إذا أرادوا أن يستمتعوا بعطاياه.

لن أحنى جبهتى لأنك لا تريدنى زليلاً
هم يريدونى عبدأً و أنت تريدنى حراً خليلاً
هم منك يشتهون سلطاناً و سلطةً و صهيلاً
و انت تريد منى عملاً و علماً نافعاً و جليلاً
و هم يريدون البشر خبثأ و خرقاً و سميلاً

هو بالقطع مختلف عن و مع كهنة "أمون" مما أدى الى إزدياد إتساع هوة الجفاء بينه و بين الكاهن "أسنم"... وصل الخلاف بين الكاهن "اسنم" و الفلاح "موسرب" لدرجة أن الكاهن بدأ يلَسَنَ عليه فى خطبه و فى أحاديثه مع المقربين لديهما... و حدث أثناء الأحتفال بعيد الحصاد أن قرر الكاهن "اسنم" طرد "موسرب" من جوقة الترانيم بعد أن أخذ ما يريده من الحان و أشعار و لم يعد به حاجة له... و لكن أعضاء الجوقة توسلوا الى الكاهن لإرجاء قراره حتى يحثوا "موسرب" على التوقف عن أفكاره أو على الأٌقل الا يبيح بها أمام أحد.

و لكن "موسرب" لم يتوقف و لم يرضخ لتوسلات رفقائه أعضاء الجوقة وتهديدات الكاهن "أسنم". و بدأت أفكار "موسرب" تنتشر بين الناس و شعر الكاهن "أسنم" أن الناس بدأوا يتأثرون بأفكار "موسرب" و يهملون النذور و الأوقاف التى كانوا يقدمونها و يوقفونها لمعبد "اَمونرع". و من هنا شعر الكاهن بخطورة الفلاح "موسرب" فقرر أن يتخلص منه نهائياً.

أسرع الكاهن "أسنم" الى رئيس كهنة "اَمونرع" لكى يبلغه بما ينتوى أن يفعله. و فى طيبة التقى برئيس الكهنة فى قصر الفروعون أمنحتب الثالث الذى كان فى فراش المرض... فصليا معاً من أن أجل أن ينيح "أمونرع" نفس و روح الفرعون.

و بعد الصلاة و فى حجرة خاصة و فى حضور "أمنفيس" إبن الفرعون عرض الكاهن "أسنم" ما يحدث من "موسرب" و قراره الذى باركه رئيس الكهنة... لم يتدخل "أمنفيس" فى قرارهما و لكنه كان يعلم جيداً من هو "موسرب".

في شعائر عيد "أُپـِت"، كان تمثال آمون يحمل على قارب من الكرنك إلى طيبة ليحتفى بزواجه من "موط" بصفته "كا-موت-;--إف" لينجبا "خونسو" ليكتمل ثالوث طيبة، وهو في هذا الدور كان يمثل قدرة الخلق... و كان يرأس الأحتفال الكاهن "اسنم" و كان "موسرب" و اعضاء الجوقة يرتدون حللهم الجديدة. كانت حلة "موسرب" طويلة بحيث تدلى على الأرض و تعوقه عن السير... و فى نهاية الطقوس فى المعبد يذهب الكاهن و الجوقة والشعب لحمل تمثال اَمون من الكرنك و العودة به الى طيبة... خلع موسرب حلته حتى لا تعوقه عن السير مما إضطره للتراجع خلف الجوقة و فى مقدمة الشعب خاصة و أنه من عازفى الدفوف... و لما رأى الكاهن أن موسرب خلع حلته و جدها فرصة للتخلص من موسرب.

أوقف الكاهن "أسنم" الموكب وبدأ فى خطبة عصماء وصلاة حارة محورها السب و الشتائم... و الدعاء الى "اَمونرع" أن ينتقم من "موسرب" و يخرب بيته على الأرض... و لا يجعل له مكانة فى نعيم وبركات "اَمونرع" فى العالم الاَخر... و يجعل مسكنه فى عالم الـ"دوات" السفلى...

لم يعط الكاهن "أسنم" مبرراً واحداً لنقمته على "موسرب" مما أثار إنتقاد معظم الشعب الذين يحضرون طقوس الأحتفال و لكن لم يجرؤ احد من أفراد الشعب أن يعترض عليه أو يرده عن سبابه و شتائمه.

ايها العظيم "رع" أنت تعرف كل الأفاقين
ولا تستجيب لطلبات السابين و الشتامين
انت سميع عليم بالمحتاجين و المظلومين
يريدون قهر سلطانك و معونتك للمعوزين
خيب مشورتهم و إسمع أنين المقهورين

إستدعى الفرعون "أمنحتب الرابع" "موسرب" و أخبره أن "اَتون" جاءه فى حلم ودخل حجرته فأمتلأت بقرص الشمس و طلب منه أن ينصفه من جور الكاهن "أنسم"... قص "موسرب" قصته على الفرعون أمنحتب الرابع الذى أمن على قصته و طلب منه البقاء فى القصرليكون مشرفاً على المعبد الذى بدأ بناءه فى الكرنك لـ" قرص الشمس آتون " الاله الواحد الذي يفيد بنوره كافة الأجناس البشرية...

لم يتقبل كهنة "أَمون" ما يفعله "أمنحتب الرابع" فثاروا عليه... فكان رد فعل "أمنحتب الرابع" أن قام بتهديم تمثال الاله "أمون" وسحق صوره في كل مكان...

و اشتد الصراع بين كهنة "أمون" و "أمنحتب الرابع" فترك العاصمة طيبة مع بلاطه فى العام السادس من حكمه وغير اسمه الى "إخناتون" وقام بتشيد عاصمتة "أخِتْ-;-اتِن" حاليا تُعرف بـ"تل العمرانة" على شرف الاله الجديد، معتقدا ان "آتون" سينجح في تقريب أصدقاء و أعداء مصر ويعم السلام كل العالم، كما كان يريد أن يحد من سلطة الكهنة و نفوذهم و تدخلهم فى شئون الدولة... و لكن كهنة "أمون" ظلوا على حنقهم على "إخناتون" فأغتالوه فى عاصمته "أخِتْ-;-اتِن" فى العام الثامن عشر من حكمه...

عاد "موسرب" من "أخِتْاتِن" الى طيبة خلسة و توجه الى حقله مباشرة فى الساعة الأخيرة من الغسق فى صباح الثامن عشر من شهر "توت" سنة 1334 ق. م. فى العام 216 من حكم الأسرة الـ18... وِجِد "موسرب" ميتاً فى حقله غائراً برجليه حتى أعلى ركبتيه فى طمى النيل مستنداً بذقنه على لوح التلويق بعد أن بدر بذور الحنطة و قام بتلويق الحقل... كان وجهه متجها نحو الشرق فى إستقبال رع كعادته كل صباح... منذ ذلك الحين أطلق الفلاحون على "موسرب" إسم "الفلاح الذى مات واقفاً".
"رمسيس حنا"



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى إمرأة غانية (شِعر)
- إعتذار لسيدتى العراقية (شِعر)
- تباريح وطن (شِعر)
- الطاعون فى العراق - شِعر - الى المضطهدين و المهمشين بالعراق
- إغتراب (شِعر)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 3 و الأخير)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 2)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 1)
- سياسة (1)
- الهروب منه إليه
- الصوفية المصرية
- شخصية يسوع فى الألحان الفرعونية
- أسبوع الألاَم خصوصية مصرية
- همس الدولار -شِعر-
- الطفل المشاغب يترافع عن عخان إبن كرمى (قصة قصيرة)
- الطفل المشاغب عندما تم إعدام عخان إبن كرمى (قصة قصيرة)
- عندما نصلى للدولار (شِعر)
- ميلاد خطيئة
- نقد مفاتيح سامى لبيب لفهم الوجود والحياة
- -وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ- (قصة قصيرة)


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمسيس حنا - -موسرب- أو الفلاح المصرى الذى مات واقفاً -قصة قصيرة-