أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمسيس حنا - أنياب الذاكرة -شعر-















المزيد.....

أنياب الذاكرة -شعر-


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4666 - 2014 / 12 / 19 - 22:30
المحور: الادب والفن
    


أنياب الذاكرة
"رمسيس حنا"

يا الذى يتَّزرَ بعبأة الصمت
لماذا أراك تعاودنى
و بينى و بينك وشائج الموت؟
لم يجمعنا يوماً
إلا على قبر الحياة
لم نره صوماً
إلا فى مأتم العراة و الحفاة
و أنا من العراة و الحفاة
و لا مأتم لى.
. . . . . . . . . . . . .
فى الاَمك – قبلك – رأيته
فسرت فى جنازتى
و نصبت مأتمى
فى صمتك رأيتك
تقاوم الموت
و رأيتك تقامره
فألقيت باَخر الأوراق
الخَزًّ و الأس
و لم يبق باق و لا ناق
و أنقطع السياق
. . . . . . . . . . . . . .
لِما تتألم و لا تتكلم؟
فكيف نتعلم؟
و كيف نعلم؟
و الموت حقيقة و لَوْت
أين كلانا؟
أين أنا
بل أين أنت؟
أين الكلمات
فى كواتم الصوت
. . . . . . . . . . . . . . .
هل لى أن أشكر حضورك
الى مأتم إغترابى؟
هل لى أن أمتن
لفتحك باب العزاء
فى لومى و عتابى
و أنا أعلم أنى
لم و لن أسامح
لم و لن أصالح
هروبى و غيابى
. . . . . . . . . . . . . . .
على جدران سجنى
رأيتك
الإغتراب و العذاب
رأيتك
تحارب مواجعك
خلف ستر و حجاب
و رأيت فيك الموت
أيقونة معلقة بالرقاب
فهمت على وجهى
أبحث عنك
أبحث عنى
فى وهدات الضباب
و فى أنات العقاب
. . . . . . . . . . . . . . .
لم أستطع أن أُخرجك
من زنزانتى
فخرجت أنا الى شرفة
معتقلى و رِّبْضتى
علنى أجد مهرب
فرأيت الفراغ
يلتهم قامتى
و زمهرير الشتاء
يجمد شتاتى
و يضاعف وحدتى
و رحت أبحث عن جثتى
. . . . . . . . . . . . . . .
و لم أبصر سوى
تَوَابِيت الصمت
و بياض الموت
و أشجار عارية
إتشحت بثوب الحداد
غارقة فى السواد
و بياض المهاد
تئن "اَه"
من سكرات
الردى المِداد
من سعارات
الزمهرير البِدَاد
. . . . . . . . . . . . . . .
و فاجأنى و جهك
من بين الأغصان السوداء
على سحب القهر
و السماء الصماء
ليحط كهازجة النهر
و نورس البحر
لا عش له
على أغصان جرداء
فقد عصف الخريف
بكل أوراق الفخر و البهاء
و جمدت لفحات الزمهرير
تدفق الماء
و خنقت عصفور االزهر
و كتمت فى جوف النهر
صوت الخرير
و صَّمت السماء أذانها
فإنقطع الجرير
و ضاع من الخطى المسير
. . . . . . . . . . . . . . .
وأطاح سيف المطلق
برأسى
فهوت كطائر ابى الحناء
فى بيداء
خالت لنا
أنها جنة عدن
فىيما كانت لنا
الوطن و السكن
و حولنا الجمع قد عَكَنْ
و كنا نحلم
و هل صحى من للحلم قد ركن؟
. . . . . . . . . . . . . . . . .
أراك فى صحارى الأرض
يفلحها شبابنا الغض
نزرعها حنة و فاكهة وأبا
نخضر وجه الأرض البض
. . . . . . . . . . . . . . .
فما زال حلمى الأرض
فى رَوِيَّةٌ الماء
و حرارة النار
و أنت فى وضح النهار
تحلم بالسماء
و سوياً كنا نموت
و سوياً كنا نعيش
بالطول و العرض
و أنا إنحرفت و أنجرفت
نحو عشق الأرض
و تحول حلمك الى فَوْق
الى فردوس الذوق
و أنفس الخلق
كل يوم فى مَوْقً و دُّوق
. . . . . . . . . . . . . . .
فأين الوطن الاَن؟
أين الخل الصدوق؟
فقد رحلت يا "مرزوق"
الى الأبد
و تركت فى العروق
الرُّوبَةُ حائرة
و أندحر الفؤاد من الحزن
و طفح القلب بدل النُزُوق
الأَسِيَ , والإِبْتَأَسَ, و الشجن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
رأيتك على تراكمات جليد كانون
و الزمن المجنون
رأيتك و أنا ترتعش فرائصى
من تثلج المشاعر
و رأيت لحظك التائه
فى برارى مدنيتنا
و فى تيه بداوتنا
و كم كلفنا فيها
فردوس الأبلق العَقوق
فصرخت: أيا "مرزوق"
المعاناة بالصبر الجميل
"هل للفُتوق رُتُوق؟"
و تبتلعنا فى الأرض الشقوق
. . . . . . . . . . . . . . . .
و أبصرت صليبك الثقيل
تحمله الى جلجثة العدم
و أنا يقتلنى الندم
و لا تقدر أن تحملنى القدم
فعدت لداء لا براء منه
"الهرب!! الهرب!!"
كيف و الجسد قد خَرِبَ؟
و أطلال النفس ظلام
ابحث فيها عن ركام
مواجعنا فى أطلال كَدْم
فتتعلق نفسى بك
و تعيش على و هم اللقاء
و إكذوبة الوجود بعد الفناء
. . . . . . . . . . . . . . . . .
فعدت الى زنزانتى من جديد
فرأيتك على جدران سجن الغربة
و أبصرتك فى دهاليز نفسى الخربة
فممدت اليك يدى
لأنتشلك من بين أنياب ذاكرتى
فلم تفلح دِنان خمرالنسيان
فلم أنس
أنا أنت و أنت أنا
أنت الأمين و حقيقة الأنين
وأنا الرحيل و السفر الطويل
. . . . . . . . . . . . . . . . .
و كلما أفتح على عالم الصمت
نافذةً
أرى وجهك ... بل أرانى ...
على أفرع الشجرة العجوز
التى كنا اليها نلوز
و الاَن الحقيقة عارية
و سَّوءتها الطاغية
محروقة بجليد الفراق
و أنين السنين
و صرخة الوليد
و إجهاض الجنين
. . . . . . . . . . . . .
أراك إغتراب الوطن
و أراك وطن الأغتراب
اراك الشوق اليه
و أراك اليه الحنين و العذاب
و أنت سراب
و أنا تراب
. . . . . . . . . . . . . .
هل اكتشفت ما هناك؟؟
هل تريد أن تقول:
الحقيقة هنا؟؟
أم الحقيقة هناك؟؟
هى إكذوبة و نفاق
و أنت تجردت منهما
و نصل المطلق
على الأعناق
و هنا السم فى حلو المذاق
فكان الفراق
وفى لجة الإفك
ضاع من اليم العِراق
و تحولت بحورنا
الى نزف و رعاف
الى دم مراق
على طاولات الخلافة
و مصاطب الجلافة
. . . . . . . . . . . . .
فلا تأتى الى هنا
أرجوك لا تأتى
فلم يعد الرفاق
هم الرفاق
ولم يعد للنساء مهر
أو صداق
إلا فى سيف برَّاق
فى نكاح البِزاقً
و أرحام النساء
لم تعد تحمل أو تلد
إلا شَاقَّ و عاق
تقذف بهم الى الرَّقَاقُ
و لم يعد وجه الأرض
يتحمل
و قد ضاق أديمها
بمن عليها
نعم قد ضاق.
"شِعر رمسيس حنا"



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فى السقوط 3
- تأملات فى السقوط 2
- تأملات فى السقوط 1
- الفلاح و التلميذ
- الرافض للحقيقة (قصة قصيرة)
- -موسرب- أو الفلاح المصرى الذى مات واقفاً -قصة قصيرة-
- الى إمرأة غانية (شِعر)
- إعتذار لسيدتى العراقية (شِعر)
- تباريح وطن (شِعر)
- الطاعون فى العراق - شِعر - الى المضطهدين و المهمشين بالعراق
- إغتراب (شِعر)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 3 و الأخير)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 2)
- دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 1)
- سياسة (1)
- الهروب منه إليه
- الصوفية المصرية
- شخصية يسوع فى الألحان الفرعونية
- أسبوع الألاَم خصوصية مصرية
- همس الدولار -شِعر-


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمسيس حنا - أنياب الذاكرة -شعر-