محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السلطة المستبدة حريصة على البقاء في مركز القرار لأطول فترة ممكنة ، وفي تاريخنا وحاضرنا تسعى للبقاء مدى الحياة ، فلا تتخلى عن الكرسي بغير الموت أو الانقلاب العسكري أو شبه العسكري . وهي ترى ، بحق ، أن عدوها الأول هو الإنسان/المواطن ، والعلم ، ولذا فهي توظف كل الإمكانيات المتوفرة لديها ، شرعية وغير شرعية ، عنفية وسلمية ، لتحقيق هدفها والتغلب على عدوها . وأول ما تلجأ إليه هو تبرير شرعية وجودها في السلطة ، فتستخدم الدين والسياسة والمال والموروث الثقافي ، في خطاب عاطفي/ثوري لكسب قبول الناس وتأييدهم لها . وكل هذا يتم بتخطيط وعملية منهجية هدفها تغييب العقل وتسفيه العلم والمعرفة وبالتالي مسخ الإنسان وتغييب عقله ، ليسهل عليها التحكم به وتسييره وفقا لمشيئتها .
لذا لا نستغرب أن يفقد ضحية نهج الاستبداد وثقافته ، البصر والبصيرة ولا يرى نور الشمس في عز الظهر ، حتى أنه يظهر وسط الناس عاريا ... لابس من غير هدوم ... مثل الإمبراطور الذي توهم أنه يرتدي ملابس فاخرة عجيبة غريبة ... آخر مودة ! ليثير سخرية الناس وتهكمهم ، فهذه هي النتيجة الطبيعية لهذا النهج والثقافة .
نماذج ضحايا الاستبداد التي تثير السخرية ، موجودة في كل الملل والنحل ، نراها في كل مكان ، وتطل برأسها في كل وقت ، وهي تقوم بدور محامي الشيطان ، وتحمل بيدها ولسانها هراوة شرطي السلطة ، في الشارع ... في الصحافة ... في الفضائيات ، في مواقع الانترنت ... في الفيسبوك وتويتر ، لتثبت ولاءها لـ(ياهو الجان) من الطواطم والديناصورات ، التي ثبت فشلها وأصبحت خارج الزمن . وهي تدافع بعاطفة ومزاجية عالية ، ودون حياء ، عن قضايا خاسرة ، وبطريقة – عنزة ولو طارت - وبالطبع لا تتردد في توزيع الاتهامات والمؤامرات من كل شكل ولون ، ذات اليمين وذات الشمال ، ولكنها في كل الحالات ، تظل موضع تندر وسخرية ، لعجزها عن ستر عورتها ...... ولا عزاء للمغفلين !
* المقال ضمن سلسلة مقالات بنفس العنوان .
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟