أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - ما الذي تفكرُ به إمرأة؟














المزيد.....

ما الذي تفكرُ به إمرأة؟


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


ما الذي تفكرُ به إمرأة شابة تقفُ أمام نافذة بيضاء مفتوحة على مصراعيها في بناية عالية؟
ربّما ستطير مثل فراشات "غارسيا ماركيز" الصفراء ..
أو ستحلِّق عالياً جداً جداً مثل "صبية/إمرأة" تنشر غسيل "غارسيا ماركيز" على سطح بيت العائلة في يومٍ غائم ..

لعلّها تتكلم مع رجل وسيم على الرصيفِ المقابلِ من النافذة ..
يقفُ "محتاراً" أمام الخمّارة الليلية/المقهى النهاري ..
ولا أحد يراهُ سواها ..

لم يعدْ هناكَ ”طريقاً آخراً يذهبُ إليه العشّاق إلّا الانتحار” .. "مارميلادوف" ..

لعلّها ترغبُ أنْ تسمعَ روّاد المقهى أسفل النافذة يقولون:
"هناك إمرأة مشطورة شطرين بالنافذة" ..
إسوةً بالفرنسي "أندريه بريتون" .. الذي كتبَ بالقلمِ "الأزرّق":
"هناكَ رجلٌ مشطور شطرين بالنافذة" ..
قبل أن يقدّمهُ هديةً للشاب "معروف الإسكافي" ..
كي يكمل به حكاية "الليلة الثالثة والثمانين بعد التسعمائة" ..

لعلّها منشغلة بالطناجرِ والمَقَال .. "مفردها: مِقْلاَة" ..
تلكَ التي شاهدتّها في الصباحِ في صالة "سآتشي" اللندنية ..
لعلّها تحسدُ الطناجر والمَقَال على فرحها ..
إذ تُغمّسُ فيها الأيادي الفقيرة في الضيّع المنسّية ..
"لِتُقّحفَها" ..
"ما مّر عام وسورية ليس فيها جوع" ..

عَسَاها تستعيدُ تفاصيلَ المكان والزمان في رواية "الجريمة والعقاب" ..
والقوة الغريبة للشاب الجامعي الموهوب ..
"رسكولينكوف" مرهّف المشّاعر ..
المغامر والراغب بالانتحار ..
القادر على ارتكابِ الجريمة وقتل المرابية العجوز وشقيقتها ..

عَسَاها هَدْهَدَت "دوستويفسكي" فِي الْمَهْدِ لِيَنَامَ ..
ليستريح من ذكريات طفولته البائسة ..
وثرثرته عن أصنّاف القتل والنهب في سوريا ..
وعدّه للخطوات التي خطاها بطله "رسكولينكوف" في الحّارة قبل ارتكاب الجريمة .. هل كانت قرابة 87 خطوة؟ .. لم أعد أذكر! ..

أظن أنَّ المرأة الشابة الواقفة أمامَ نافذة بيضاء مفتوحة على مصراعيها في بناية عالية ..
ترغب منه أن ينشغل بمفهوم المسافة ..
أن يَعُدّ مثلاً خطوات أقدامه .. الفاصلة .. بين نافذتها وأقرب محطة مترو أنفاق إليها مروراً بشارع "الحصان الأبيض" ..
قبل أن تُلّوح له بيدها الصغيرة مودّعة ..

هل كانتْ قرابة 475 خطوة فاصلة بين الحائط حيث النافذة المفتوحة ومحطة الحديقة الخضراء؟

ستقولُ له حتماً: إنها 475 خطوة تروح وتجيء في قلبي الصغير ..
إذاً ها أنا اجتزتُ امتحان "الحساب" في المرحلة الابتدائية ..
أما آن لكِ أن تلّوحي لي بيدكِ الصغيرة مودّعة كي أذهبْ ..
فأنا لا أخاف إلّا العتمّة.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطباعات لندنية
- نبع معلّا في بسنادا
- رُعاف وقلم رصاص
- إيحاءات فيسبوكية مُشَتَّتة
- يا حبق ومنتور -2-
- يا حبق ومنتور -1-
- اعتقالات الفصول الأربعة -2-
- جينات بسندلية -3-
- حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري
- غابة الإسكافي اللقيط
- اعتقالات الفصول الأربعة -1-
- خواطر من التجربة الفيسبوكية
- الكوافير الألماني
- أَنا يُوسف الألماني يا أمي!
- جينات بسندلية -2-
- جينات بسندلية -1-
- نداء القطط الليلية
- خربشات بسندلية -C-
- كيف سقط كتاب الجغرافيا رمياً بالرصاص؟
- هواجس فيسبوكية -G-


المزيد.....




- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - ما الذي تفكرُ به إمرأة؟