أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي دريوسي - حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري















المزيد.....

حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 20:51
المحور: المجتمع المدني
    


يقول علي من مكانه الآمن في ألمانيا:
الوطن، أين هو؟ ماذا يعني لنا؟ هل لدينا وطناً واحداً أو أكثر من وطن؟
لعل هناك من يقول: "الوطن هو في أي مكان من العالم .. حيث يشعر الإنسان بكرامته وكأنه أيضاً في منزله". وأنا أنتمي إلى هذه المجموعة.
إلا أن بعضهم متعلق جداً بالوطن .. إنهم يشعرون بارتباطهم ارتباطاً وثيقاً جداً إلى المنطقة، والناس، والأمة واللغة والثقافة .. وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون العودة إلى وطنهم لأي سبب من الأسباب.

من رواية "الأرض الفارغة" .. صفحة 382 .. للكاتب النمساوي فالتر كول:
لم يعد الوطن موجوداً ..
إنه ليس سوى شعار طنّان للصوص والقهّار والمدافعين عن الملكيات ..
الوطن ما هو إلا للأقوياء، وليس للضعفاء ..
الوطن ليس أكثر من إدخالات في السجل العقاري ..
الوطن هو الشيء الذي يمكن شرائه بثمن بخس، وبيعه بثمنٍ عالٍ قدر الإمكان ..
الوطن هو المكان حيث يقف الإنسان على الجانب المنتصر.
الوطن هو هناك .. حيث الواحد هو الأقوى والبعض الآخر .. الأضعف دائماً.

يقول أمجد من اللاذقية:
لاعجب في أن يكون الوطن للأقوياء .. فالله للأقوياء .. والمال للأقوياء .. والحب أيضاً للأقوياء .. يبقى للضعيف مزيداً من الحياة البائسة.

يكتب علي:
إذا غادر "الضعفاء" الشرفاء الوطن .. تَضَعْضَعَتْ أَحْوَال وتجارة الأقوياء.

تقول ليلى من دمشق:
الوطن هو ذاك الذي يسكنك قبل أن تسكنه ويجري فيك مجرى الدم في الجسم. هو ذاك الابن الذي يغضبك ويتعبك ويثير اعصابك وتبقى رغم كل عيويه تحبه لأنه ابنك، قطعة منك وشذرة من روحك.
الوطن هو أن تكون قادراً على الرحيل ولا ترحل لأن الحنين يشدك قبل أن تغادر ويربطك إليه بحبال خفية هي في الوزن أثقل من الراسيات الجبال. الوطن أن تعرف أن بوسعك، خلف البحار، أن تكون آخر، أكبر وأشهر وأغنى وأقنى وتبقى لأنك بكل بساطة: تحبه. الوطن هو أن تبكي كلما قرأت اسمه ورأيت علمه وسمعت نشيده وهو يعاني في محنته كطفل مريض لا تملك إلا أن تدعو الله أن يعجل في شفائه. هذا هو الوطن كما أراه وكما أعيشه.

يقول علي:
أنت رومانسية جميلة ..
لو كنت أعيشُ في سوريا مع بدايات مع 2011 لغادرت /هرباً/ حتماً ..
لو كنت متزوجاً في سوريا مع بدايات مع 2011 لهرّبت عائلتي قبل هروبي حتماً ..
لو كنت أمتلك بيتاً في سوريا مع بدايات مع 2011 لبعته حتماً ..
لو كنت أخدم ما تُسمى إلزاميتي في سوريا مع بدايات مع 2011 لشكلت فراراً مع من أحبهم ..

تضيف ليلى الدمشقية:
ليس لدي شيء ضد الرومنسية ولكن هذا ما أعيشه فعلاً ويومياً يا علي ولوكان الأمر غير ذلك لكنت حزمت أمتعتي منذ نجوت بأعجوبة من أول أو ثاني تفجير انتحاري، أو من قذائف الهاون التي لم أعد أذكر عددها والتي تساقطت أمامي أو بعد مروري وآخرها تلك التي حطت، منذ شهر، تحت سيارتي ويوم أغادره سيكون من أجل تحقيق حلم آن أوان تحقيقه. سأرسل لك صور مكتبي بعد التفجير، وصور الأنقاض الباقية التي تذكرني كل صباح أنني محظوظة بالبقاء في قيد الحياة.

تقول سوسن البريطانية:
إن كان الوطن حقاً أي مكان في العالم حيث يشعر المرء بكرامته، فلماذا نهتم لأمر سورية؟ أقصد نحن الذين في الخارج ..
لماذا يظهر ذاك الحنين الذي يلوي القلب عندما تكتب يا علي عن بسنادا .. ضيعتك؟.
لا أنكر على من يفكر بالخلاص الفردي حقه في هذا .. سورية أصبحت جحيما ولا يمكنك أن تقول للقافز منه ابق حيث أنت .. لا تهرب! هذا فعل غير وطني!.
نجحت العام الماضي أن أخرج والدي ووالدتي ونلتقي بالقاهرة .. لدى زوجي شقة فارغة هناك رتبناها على أساس أن يبقى والداي بها .. بقيا شهراً معي ومع بناتي .. وأصر أبي على العودة قال لي: "يا بابا هي بلدنا اللي بصير عليها بصير علينا".. كنت أتمنى فعلاً أن يبقيا فهما عندي أغلى من أي شيء .. لكن الكثير من البشر لا تريد ولا تقوى على مغادرة مكانها ( الوطن ).

يقول علي:
أنا في الحقيقة .. أهتم فقط بالناس السوريين الطيبين الشرفاء البسطاء العاشقين الحالمين .. الأبعد عن أجهزة العنف بكل أنواعه .. هؤلاء فقط من يستحقون الحياة الكريمة .. لأنهم يريدون أن يبقوا شرفاء .. وما عدا ذلك لا يهمني.
بعد أن تعرّف بعض الشعب السوري على مفهوم الهجرة والسفر .. مع بدايات العقد السابع .. واستفحل الأمر في بدايات العقد الثامن .. تشكّل كادر تكنوقراطي متين موزع في مختلف أنحاء العالم .. معظم من نجحوا في حياتهم المهنية .. معظم من أحبوا لغة البلد الثاني وأتقنوها .. أبوا أن يعودوا إلى سوريا إلا للزيارة.
الكتابة .. حتى الأدبية منها .. لا علاقة لها بالحنين .. وإنما "بالعلم" .. إنها حاجة لسد ثغرة .. والحكايات عن القرى مثل بسنادا ثغرة لم تٌملأ/تُغلق .. وتوثيق الذكريات فعل إيجابي علمي.
الكاتب الروائي السوري/الألماني رفيق شامي يكتب ويحكي عن سوريا منذ أكثر من 35 عاماً .. ويعتاش بشكل رائع من رواياته وحكاياته الأربعين .. رغم أنه دكتور بالكيمياء .. لا أنكر دور الحنين الثانوي في ذلك .. وسوريا تعني له الكثير .. لكن بلده الثاني/الأول ألمانيا تعني أكثر .. أردت القول:
العامل الاقتصادي هو من أهم دعائم عشق الوطن ..

تقول سوسن :
الكتابة الإبداعية لا يحركها الا صراع داخلي في نفس المبدع .. الأشخاص المطمئنون البليدون غير قادرين عليها.. الحنين هو احد أعنف هذه الصراعات.

يقول علي:
الإبداع ضرورة اقتصادية .. والكتابة أحد أشكال الإبداع .. الإبداع لا يتجزأ لأنه وحدة متكاملة .. ووحدة العلوم لا تتجزأ .. والدوافع الأساسية للإبداع على كافة الصعد العلمية والفلسفية والأدبية والطبية والسياسية و إلخ. هي في جوهرها اقتصادي .. أما تناقضات الذات وقلقها وبحثها عن الأجوبة لأسئلة مطروحة أو اكشاف أسئلة غير مطروحة بعد .. هي سمات المبدعين في كل الفروع .. في مجال الفيزياء والجغرافيا والهندسة والأدب و إلخ.
ألا ترين أن لأغنية الفلاح الشرقي ولقصيدة الشاعر الشرقي طابعاً حزيناً؟
ألا ترين أن لأغنية الفلاح الغربي ولقصيدة الشاعر الغربي طابعاً فرحاً؟
السبب اقتصادي بحت .. الشرقي مرتبط بالطقس والغيبيات والموسم والأرض .. والغربي بالمعمل وإيقاع الألة والعلمانية.

تقول سوسن :
أعلم أن الإبداع ضرورة اقتصادية .. لكن ما يحرك الإبداع الأدبي تحديداً هو الصراع الذاتي والقلق الذي يطرح الأسئلة والرؤى في عقل المبدع ..
اقرأ علي معي ما قاله وليم فوكنر وهو أهم روائي وشاعر في القرن العشرين وقد خاز على جائزة نوبل في الأدب لعام 1950على ما أذكر .. اسمع ما قاله في خطبته وقت الجائزة:
the young man´-or-woman writing today has forgotten the problems of the human heart in conflict with itself which alone can make good writing because only that is worth writing about, worth the agony and the sweat.
الترجمة تقول: لقد نسي الأدباء الجدد هذه الايام .. صراع قلب الإنسان مع ذاته والذي هو فقط القادر على أن يخلق كتابة جيدة .. لأنه هو فقط هذا الصراع الذي يستحق العناء والتعب.

يقول علي:
أين الإبداع في هذه الكلمات .. مللنا من فلان كتب وفلان حكى .. إننا من يكتب اليوم وبدون قراءات كثيرة .. يجب أن ننتج لا أن نستهلك .. يجب أن نكتب كثيراً وأن نقرأ قليلاً .. فالحياة أقصر من سيقان الملوخية.

تقول سوسن :
الإبداع في أعماله .. نحن نستمع الى خطبته لأنه مبدع فرض وجوده عالمياً لا لأنه شيخ جامع .. ما قصدته باجتزاء هذا المقطع من خطبته .. أن أقول: إنني مقتنعة معه بأن الدافع للكتابة الإبداعية هو قلق المبدع .. وهذا كان نقاشي معك في أساسه!.

يقول علي:
الدافع للإبداع هو قلق المبدع .. العالم والطبيب وعارض الأزياء والممثل والرسام والشاعر .. كلهم يبدعون .. بعض خطباء الجوامع يبدعون أيضاً بل أكثر من غيرهم .. ألم تسمعي مثلاً عن الطبيب والمفكر الإسلامي الفلسطيني النمساوي عدنان ابراهيم؟

يقول زيد من مدينة حماه:
الوطن هو أنت وأنا وهي وأهلنا وكل خصلة جميلة مأصلة فينا .. نموت لكن الوطن لايموت .. قد تهرب أيها العزيز من بيت أو وطن مستأجر .. قد تفر من مدينة زرتها سياحة أو لعمل .. أما بيتك وبيت أسرتك ووطن أجدادك وأولادك .. فأعتقد أن الدفاع عنه والموت لأجله هو حياة أخرى أسمى وأجمل .. وإلا سنمضي العمر مشردين .. ألم تقل بأن الحياة أقصر من سيقان الملوخية! .. إذاً هي على كل الحالات منتهية .. وكم سنة زيادة اونقصان .. لن تحدث إضافة كبرى.

يقول علي:
هذا الكلام صحيح في وطنٍ يسمح لنا "ملاكه" أن نشارك بصنعه .. الإنسان يدافع فقط عن وطنٍ يمده بأسباب وجوده.

يقول بشير من مدينة جبله:
الوطن هو القيثارة التي تعزف لنا لحناً قبل النوم .. لننام بسلام .. بينما يبقى هو وحده دون أن ينام .. ساهراً يعد لنا خيراً كثيراً .. ولكن عندما تحتاج الكلمة في وطني إلى جواز مرور .. يصبح الوطن عندها مقيداً وواقعاً تحت الأسر.

يقول علي:
الوطن هو أن تنام سكراناً ملء الجفون .. والوطن وحده من يسهر على رعايتك! .. الوطن هو أن تحتضر بشكلٍ طبيعي .. لا لسببٍ تافه .. والوطن وحده من يسهر على وداعك! .. الوطن هو أن تمرض وتتألم .. والوطن وحده من يسعفك ويسهر على راحتك ويعيدك سليماً مُعافى إلى بيتك.

ويقول سان جوست: "لا يقوم وطن حيث لا يوجد قانون، لذلك لا وطن للشعوب التي تعيش تحت نير الاستبداد إلا وطن احتقار الأمم الأخرى."



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابة الإسكافي اللقيط
- اعتقالات الفصول الأربعة -1-
- خواطر من التجربة الفيسبوكية
- الكوافير الألماني
- أَنا يُوسف الألماني يا أمي!
- جينات بسندلية -2-
- جينات بسندلية -1-
- نداء القطط الليلية
- خربشات بسندلية -C-
- كيف سقط كتاب الجغرافيا رمياً بالرصاص؟
- هواجس فيسبوكية -G-
- هواجس فيسبوكية -F-
- روضة بسنادا والمكدوسة البرميلية
- كي تصير كاتباً؟
- حكاية لن تكتمل قبل سقوط القمر
- هواجس فيسبوكية -E-
- كيف أصبح كيس الطحين الفارغ بطلاً في الكاراتيه
- خربشات بسندلية -B-
- خربشات بسندلية -A-
- هواجس فيسبوكية -D-


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي دريوسي - حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري