أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - انطباعات لندنية














المزيد.....

انطباعات لندنية


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 16:24
المحور: الادب والفن
    


عَنْقاء لندنية

وددتُ فقط أن أشمّ رائحة لندن .. إنها سفرتي الأولى إلى هذه المدينة .. الآن وبعد ثمانية أيام .. أعتقد أنيْ عرفتها قليلاً جداً جداً .. لندن هي قطعاً الجمال والقوة .. ضبابها طوقها .. هي "الفينكس" .. هي عَنْقاء السندباد .. وحكايا ألف ليلة وليلة .. كلما عمّ الخراب في المدينة .. كلما ماتت .. تحترق وتصبح رماداً .. ومن رمادها تخرج مدينة جديدة .. يخرج طائر عَنْقاء جديد .. ينتصب رافعاً جناحيه إلى أعلى .. لندن هي أحد الأمكنة القليلة عالمياً .. حيث ينضج الطفل حقيقة ويصير رجلاً .. حيث تصير الطفلة إمرأة .. لندن هي المتاهة بشوارعها الرئيسية والفرعية .. بحدائقها وساحاتها .. بمحطات قطاراتها الخارجية .. بمحطات قطارات الأنفاق الداخلية .. بمتاحفها وصالاتها ودور السينما .. بمطاعمها ومقاهيها .. بأبنيتها السكنية والإدارية .. بديناميكيتها في الليل والنهار .. هكذا لندن بعد أن تعرّضت لكارثتين في تاريخها .. الحريق الضخم في 02.09.1666 ... والضربات الجوية الألمانية المؤلمة في 07.09.1940 ...
المجد لها إذْ تنهض دائماً من حرائقها .. والمجد لنا إنْ استطعنا النهوض ذات يوم من حرائقهم ..

***** ***** ***** *****

حيرة لندنية

مثل مراهق سوري يتيم ..
هَجّره العنف ..
وضاعَ في زحمةِ شوارع لندن ..
هكذا بدأَ يومه الأول ..
حينما غَادرته ..
دون أن تلحظ الخوف في عينيه ..
والشوق ليبقى معلقاً بطيات الفستان الأزرق ..
تركته يقف وحيداً ..
في صالةِ سآتشي الأنيقة ..
قريباً منْ محطةِ مترو الأنفاق .. "سلون سكوير" ..
مع إمرأة "أُستاذة جامعية" ..
لا لونا لها .. لا رائحة ولا صوت لها ..
مع إمرأة طلّقَها الرجال ..
لأنها أخذت من الضفدع جمال "العينين" ..
ومن العلجوم جمال "القدمين" ..
ولأن ابنتها الوحيدة المدّللة ..
لا تختلف كثيراً عن بقرة سحاقية جائعة.

***** ***** ***** *****

محطات قطار لندنية

محطات القطارات .. هي من الأماكن الساحرة للتأمل والكتابة .. وهذا ما لمسه كتّاب وشعراء العالم وعلى رأسهم .. ليو تولستوي ..
نعم .. لقد كان بمقدور الشاعر والكاتب النمساوي جوزيف روت .. وبكامل الرضى وطيب الخاطر .. أنْ يبقى في منزله ولسنوات عديدة .. يقرأ ويكتب فيه .. دون أن يغادرهُ .. فقط لو أنّ محطات القطارات لم توجد ..!
كمْ ظلمَ الشعراء والكتّاب المساكين .. محطات القطار في سوريا .. محطة قطار اللاذقية .. محطة قطار حلب .. محطة دمشق .. محطة دير الزور .. ومحطة قطار الحسكة ..
كم هي حزينة وفقيرة ووسخة قطاراتنا الهزيلة ..
قلَّت الحريات فهزَلت الأحلام .. وماتت شبكة القطارات حزناً ..
كم هي بهية محطات قطار لندن ..

***** ***** ***** *****

إمرأة لندنية مشطورة

في مقهى "Café Laville" ..
المطلّة على القناة المائية "Regent s Canal" ..
في فينيسيا الصغيرة .. "Little Venice" ..
تشرب كالعادة قهوتها السوداء ..
بفنجان أبيض واسع .. دون حليب أوسكر ..
يقدمٌ لها كتاباً هدية .. "The Calligrapher s Secret" ..
للكاتب السوري/الألماني رفيق شامي ..
تفرحُ العينان للهدية ..
تشكرُ مهللة مثل زهرة "قوس قزح بنفسجية" .. Iris germanica ..
تشيرُ له أن ينظر ..
لإمرأة تجلس خلفه .. لها وجه فنانة أو أديبة ..
أحدهم يتكلم بصوت عال بليد ..
يرفعُ صوته معترضاً عليه أكثر ..
تضحك .. تقول: هذا ما كتبتُ عنه مرة ..
عن إمرأة روسية جميلة بصوت صخري ..
صوتها أَفْقَدها الجمال وأضجرني ..
أراد أن يجيبها دون أن تسمعه:
"ومن قال أن الصوت العربي واللغة العربية القاسية أكثر رأفةً برواد المقاهي العالمية من بقية الأصوات واللغات"!
تقفز مثل أرنبة إلى حديقة تساؤل جديد ..
كم أبكي لهم .. هؤلاء البسطاء منذ بدء صيرورتهم ..
يعلقُ دون أن تسمعه:
"نحن شعب يولد من رحم الأحزان لضرورات سياسية .. وهم لضرورات إنسانية" ..
يعرض عليها صورة "عناق" التقطها في صالة سآتشي .. "Saatchi Gallery"
تتأوه إعجاباً .. دون أن تسمعه يتمتم:
من أهداكِ هذا الرأس الجميل أيتها المرأة اللندنية السوداء في وضعية "عناق" .. في وضعية "حنان"؟ ..
هناك إمرأة لندنية/سورية حلوة ولا تسمع ..
هناك إمرأة تعشق اللغة والكلمات ..
"هناك إمرأة مشطورة شطرين" ..
تجلس حول طاولة صغيرة في مقهى "Henry" ..
بالقرب من محطة مترو الأنفاق "Green Park" ..
هناك إمرأة تنافس جمال صديقتها الإنكليزية "Katie" .. عارضة الأزياء ..
هناك إمرأة مشطورة من شدة الحب إلى شطربن ..
ستجمعهما بعد انتهاء الجلسة/اللعبة.

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبع معلّا في بسنادا
- رُعاف وقلم رصاص
- إيحاءات فيسبوكية مُشَتَّتة
- يا حبق ومنتور -2-
- يا حبق ومنتور -1-
- اعتقالات الفصول الأربعة -2-
- جينات بسندلية -3-
- حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري
- غابة الإسكافي اللقيط
- اعتقالات الفصول الأربعة -1-
- خواطر من التجربة الفيسبوكية
- الكوافير الألماني
- أَنا يُوسف الألماني يا أمي!
- جينات بسندلية -2-
- جينات بسندلية -1-
- نداء القطط الليلية
- خربشات بسندلية -C-
- كيف سقط كتاب الجغرافيا رمياً بالرصاص؟
- هواجس فيسبوكية -G-
- هواجس فيسبوكية -F-


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - انطباعات لندنية