أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قوة المصالح ومصالح القوة ح1














المزيد.....

قوة المصالح ومصالح القوة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الشيء الأساسي الذي لا يمكن إنكاره للمنصف الباحث هو ترابط القوة بأشكالها واتجاهاتها في السياسة الدولية مع السلوك السياسي لصاحب القوة ومالكها ويتبع ذلك الفرض بان القوة أكانت سياسية أو أقتصادية أو عسكرية هي التي تفرض شروطها ورؤيتها لا على أساس قدرتها الفعلية فحسب ولا على أيدولوجية القوة نفسها بل أضافة الى ذلك مصالح صانع أسباب القوة ودوافعها التكوينية وهذا ما يعني أدلجة المصالح أو تقديم أيديولوجية المصلحة على أحكام القوة واشتراطاتها فتكون القوة بذلك في خدمة الايدلوجية للمصالح وليس العكس تماما هو الذي يسود التفكير الامريكي خاصة والغربي في مقام العموم.
قد لا يرى الاخرون فرق بين أيديولوجية المصالح وبين أيديولوجية القوة ,فالقوة من حيث هي فعل مؤثر لأحداث نتائج وفق مسارات واتجاهات تحددها شروط القوة ذاتها, فليس بالضرورة تلاقي هذه المسارات والاتجاهات مع مثيلاتها لدى مصالح مالكي القوة والمسيطرين عليها وموجهي أحداثها, فقوانين القوة محكومة بالفعل وردة الفعل أما المصالح فتتحكم بها قوى السيطرة والتمكين دون الاهتمام كثيرا بردات الفعل الناتجة عنها.
قوة المصالح لا تتلاقى دائما مع مصلحة القوة, والتجربة العملية تاريخيا تثبت هذا التناقض الحاصل بين الاتجاهيين, إن الافتراض بأن القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية في أي مجتمع كان لا بد أن تتجه نحو صنع الاستقرار وضبط حركة المجتمعات نوعيا وسلوكيا ووعيا نحو السلام وليس نحو الهيمنة وفرض الارادات من منطق الصراع ونتائجه لان لفعل الصراع الدولي انعكاسات تدميرية على المجتمعات بما ينقص من قوة القوة نفسها ويضعف أثرها الفاعل على المدى التاريخي المرتبط بالتحولات الفكرية ووعي الشعوب وقواها الحية التي ترفض الهيمنة والاحتلال والاستعمار .
ومن هنا برز على ساحة الفكر المنظم الذي يتبلور جديا بما يسمى قواعد القانون الدولي ومنها حق الشعوب كافة برفض الاحتلال والاعتداء والهيمنة وتشريع مبدأ المقاومة شروطا ونتائج ضد السيطرة الاجنبية على مصائرها ومقدراتها وفق مبدأ حق تقرير المصير للشعوب المضطهدة والنازحة تحت نير الاستغلال والسيطرة الاجنبية وظهور مفهوم حوار الحضارات ومفاهيم العيش المشترك وضبط قواعده الدولية تحت مسميات جمعية أهمها ميثاق الامم المتحدة وميثاق حقوق الانسان وقواعد العدالة الدولية التي لم تكن لتنشأ الا للحاجة اليها والشعور بأهمية السلم العالمي ومتطلباته كحاجة إنسانية ملحة في عالم اليوم الذي تسوده قوة المصالح وليس مصلحة القوة ذاتها.
نعم يمكن القول ان القواعد السلوكية الدولية ومبادي القانون الدولي وما ينتج عنها من أثر لا زال في طور النمو المضطرد ولكن لا يمكنا القول ابدا انها والرأي العام العالمي قادرة في عالمنا اليوم من كبح جماح قوة المصالح وربطها بأساسيات مفاهيم العيش المشترك وحقوق الانسان والدليل هو رفض المجتمع الدولي والرأي العام العالمي لمبدأ الحرب ضد العراق بالرغم من الصوت العالي التي تحدث به والزخم الكبير الذي انطلقت منه في مواجهة الغزو والحرب الامريكية ضد العراق ودول المنطقة تحت ستار الحرب على الارهاب.
وبالرغم من مما سوق لها من مقدمات وربط هذه المقدمات بمفهوم حماية نمط العيش الامريكي وخطر الارهاب على العالم ,كل ذلك لا يمنع من مضي السياسة الامريكية مندفعا بقوة الى الامام بضغط قوة المصالح واستراتيجيات هذه القوة وأهدافها المصلحية دون وعي أثر هذا الاندفاع على سلامة وصوابية تأثير هذا الاندفاع على القوة الامريكية المجردة ,وكأنها تطويع لهذه القوى باتجاه تجسيد حي لمصالح قوى مؤثرة وناشطة وموجهة للسياسة الامريكية ومنها تكتل قوى صناعية مالية مرتبطة بعالم البترو دولار ومستهدفة في تحركها السيطرة على منابع القوة الصناعية ومصدر الطاقة في العالم لتفرض بذلك إرادتها ومن خلال الحروب والنزاعات المسلحة للحد من حرية حركة خصومهم في مجال المال والصناعة بالتحكم القوي بقوانين اللعبة السياسية الدولية بضمان السيطرة الاقتصادية مع سيطرة قوة السلاح.
وبما يشكل لها هي الحرية في التحكم بالأخرين ولو كانوا في نفس الاتجاه الفكري والأيديولوجي واعني به صراع الغرب _الغرب على ساحة بعيدة نسبيا على طرفي النزاع وهما الشرق الاوسط ووسط وجنوب أسيا ولب هاتين المنطقتين يتمحوران على عنصريين قويين الاسلام كفكر متجدد ناهض والنفط كقوة اقتصادية متحكمة ليس بالأسواق ومصالحها فقط بل وكونها سلاح مقاوم ان أحسن استخدامه في النزاع العربي الاسرائيلي وتداعياته.
هنا جوهر الصراع الغربي_ غربي وإن أتخذ مظهر صراع الاسلام مع المسيحية مرة وبينه وبين اليهودية مرة أخرى وهذا هو الطرح الظاهر في ما يسمى بصراع الحضارات, وليس صحيحا هذا الطرح بالمطلق وإنما هو صراع طرفيه تحالف غير مقدس بين المصالح الاقتصادية مع الرغبة بفرض شروط هذه المصالح على العالم من خلال ابتكار وصناعة عدو ظاهر وفاعل للغرب عامة ولأمريكا خاصة بما فيها مظلتها الشرق أوسطية اسرائيل وصياغة الوعي العالمي عامة والغربي الامريكي خاصة على فرضية ضرب مقاومة هذا العدو من خلال حماية الحياة الامريكية ونمط العيش فيها من جهة وحماية مصالح الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة والعالم من جهة أخرى .
وكلا الامرين مشروعين أخلاقيا ومبدئيا وسياسيا عند الشعب الامريكي, بل وصل الامر الى حد اعتبار هذه الحروب مقدسة وان الله قد فرضها لهزيمة رب المسلمين وإلههم الذي هو الشيطان بعينه وهذه ليست من افتراءات الفكر والوعي الاسلامي والعربي بل من أدبيات اليمين الامريكي بصورة خاصة وبما تسلل من مفاهيمها الى المجتمع الامريكي بسطوة الاعلام الذي روج للحرب وصاغها وصاغ مشروعيتها على مبدأ من لم يكن معنا فهو مع عدونا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قوة المصالح ومصالح القوة ح1