أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.














المزيد.....

أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 21:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكثير من الناس وفي خضم هذه الإشكاليات الحياتية التي تبدأ من توفير لقمة العيش إلى تلمس الأمان في واقع مضطرب إلى التيه الفكري والتشتت المعرفي المتسارع مرورا بالمشكلات الإنسانية المزمنة ينظر من خلال عين السؤال الى الفكر وما ينتج منه ويشير إليه بسؤال دائم وأزلي ,ما دور العقل الإنساني في صنع الأزمات وما دوره في المعالجة .
بمعنى أخر أنه دائما يضع العقل موضع التساؤل الاتهامي حول دور ومشروعية وجدية العقل في إيجاد المخرج الذي يتناسب مع تفاقم المشكل البشري دون أن يقترح أو يساعد على اقتراح صورة أو بداية حل سواء بالمبادرة الفردية أو بالمشاركة مع العقل الجمعي ,دوما ما يطرح نفسه بريئا ويتهم العقل بالمسئولية ولكن هنا ايضا لا يحدد العقل المسئول ولا يبين حدوده.
هذا السؤال وإن كان مفتاح من مفاتيح الفلسفة وسؤال العقل للعقل السائل ربما يشكلان بالحقيقة كل الإشكالية الكبرى التي يعيشها الإنسان والتي نختصرها دوما بكلمة (( لماذا )) هذا السؤال المحوري الذي تدور الفلسفة المعتادة في جزء كبير من اهتماماتها به محاولة أن تقدم جواب تناظري جواب توفيقي يعكس وجهة نظرها هي والتي بالتأكيد تمثل وجهة نظر العقل السليم فهي تسأل وتعيد السؤال لنفسها فتجيب نيابة وباسم العقل ,هذه المحاورة الذاتية العقلية لا تخرج عن كونها حديث ذاتي بين العقل ونفسه حديث قائم على تقليل المسافة بين الواقع الحقيقي والواقع الأغترابي ,ومهما حاول العقل أن يخرج من حدود الذاتية سيصطدم بحدوده هو التي كرسها إيمانه أن المحيط بحدوده الثلاثة لا يسمح أن يجعل من أجابته إلا مجرد تحسين وتلطيف من بشاعة الجواب الحقيقي ,جواب لماذا الكامن في قصر التجربة على واقع العقل وليس على افتراض واقع خارجي متحرر.
واجب الفلسفة البعدية وهي التي تتناول موضوع اخر وإن كان نسقي مع الفلسفة وهو قدرة العقل على الإفلات من الحدود المنطقية العقلية النظامية للعقل التقليدي وبالتالي للفلسفة ذاتها بما فيها الفلسفة الإستشراقية المكبلة دوما بالمقولات التقليدية والأساليب الكلاسيكية التي تدرس وتدرك فيها ذات الفلسفة .
إن قيمة الفلسفة البعدية بطرحها نموذج انعتاقي يحررها من عوامل ومرتكزات أسر العقل وبالتالي نتائجها وإن كانت تبدو للبعض ضرب من الخيال الجنوني أو لربما شكل من أشكال التوهم اللا معقول لكنها في النهاية هي الأقرب على الانتصار على كل الفلسفات والرؤى الفلسفية لأنها وليدة زمن متسارع يأخذ الواقع إلى مجاهل مستقبلية تبقى مجاهل عقلية ما لم يدرك العقل حاله ويتماهى مع حركة الزمن لاكتشاف هذا العالم ولكن بوسائل مستجدة وسائل لا تنتمي للواقع المحدود المقيد بالأبعاد الأربعة.
من يقول أننا وضعنا العقل في أزمة بين واقع يبسط تأثيراته عليه وبين طموح بالتخلص من هذا الأسر وبالتالي مجرد توريط العقل في هذه الأزمة إنما نضاعفها عليه كأزمة مركبة من حيث لا نسمح له أن يعطي ما يمكن من تصورات وحلول وينسب له جزافا الأزمة ,أزمة عدم القدرة على التخلص من أسر الواقع وبالتالي فالفلسفة غير مسئولة بالحقيقة عن أي شيء لأن العقل أساسا مأزوم , الطرف الأخر يرى أن الأزمة أساسا تتركز في جانب الفلسفة التي تطرح نموذج غير قابل للتمكن منه تحت الظروف الحالية ولا تستطيع هي أن تفعله خارج أطار العقل الذي يتناسب مع رؤيتها وبالتالي هي في أزمة .
إنما العقل وسيلة لترتيب الرؤية الفلسفية وهندستها فكريا ,أنا أرى أن الأزمة في خلاصتها هي أزمة الإنسان الذي يخشى المجازفة الإنسان المحافظ على سكونيته وتراتبية الإيقاع الطبيعي ,الإنسان الذي ما زال مقتنعا أن الجنة في الحقيقة حلم صعب المنال وأن العودة إليها مرتبطة بقوانين النص لذا فالخروج عن قوانين النص ضياع للفرصة ,الإنسان الذي يمنح الجسد حدود تامة فاعلة غير قادر ان يخرج بعقله من مدارات الممكن والمعقول إلى الحلم الثائر الحلم الذي كلما تسارع الزمن تسارعت فرص تحققه وهو العثور على الفردوس خارج واقع اصابه الترهل والشيخوخة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي
- نظرية رأس المال
- القاعدة الفكرية والأجتماعية
- المال ورأس المال ح1
- المال ورأس المال ح2
- المال ورأس المال في النص الديني
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح1


المزيد.....




- الرئيس الجزائري: البشرية فقدت أمام معاناة الفلسطينيين في غزة ...
- شاهد: الاحتفال بمراسم -النار المقدسة- في سبت النور بكنيسة ال ...
- مجهولون يعتدون على برلماني من حزب شولتس في شرق ألمانيا
- تصاعد الخلافات في جورجيا بعد طرح مشروع قانون مثير للجدل يرفض ...
- هاليفي يوجه رسالة للجيش الإسرائيلي من وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثق غارة جوية استهدفت بلدة طير ...
- مسؤول إسرائيلي: التقارير عن صفقة سيتم الكشف عنها يوم السبت س ...
- جنرال فرنسي: باريس ليست مستعدة الآن للمشاركة في النزاع الأوك ...
- تقرير عبري: البرغوثي قد يطلق سراحه إلى غزة ضمن المرحلة الأول ...
- نشطاء يرشقون بالبيض القيادي اليميني المتطرف الفرنسي إريك زمو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.