أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - المال ورأس المال في النص الديني














المزيد.....

المال ورأس المال في النص الديني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 21:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


المال الذي جعله الله زينة من زينة الحياة وأقرنه بالولد والبنون ليؤكد للناس أهمية هذا الركن المادي في سيرورة الوجود الإنساني ويبين قيمة أساسية لا ينكرها الإنسان ولا يمكنه تجاوزها لأنها ترتبط بمحددات مهمة في ذاتيته الشخصبة والحس النفسي المندفع بأشتراطات الأنا المتضخمة ,لذا قال الله تعالى ويحبون المال حبا جما , هذا الحب واحد من أهم أسباب الصراع الوجودي البشري كما أنه واحد من أهم الدوافع الذاتية التي تسيطر على حركة الإنسان نحو التطور والتكامل بل وحتى مقارعة الطبيعة والوجود معا .
المال والعمل و الاقتصاد مفاهيم ارتبطبت بحياة الانسان منذ ان وعى ان كل شيء له قيمه وان كل شي يمكن ان يتحرك بين الوجود الانساني يتحرك بقيمة , هذا الوعي بقيمة الاشياء وعدم توفرها عند كافة الناس بمستوى واحد اصبح التبادل بين المنافع و الخدمات و الاشياء التي تباع و تشترى موضع اهتمام وموضع تقدير لدوره في التكامل الحيوي و الاجتماعي بين الناس , من هنا برزت فكرة التجارة و تعمقت من خلال ما تمنحه للانسان من قدرة على توفير الحاجات و الخدمات و السلع بطريقة منظمة و معروفة و معلنه .
من دراسة التاريخ الوجودي للانسان و التامل العميق في العلاقات الانسانية نجد ان هذا الركن وهو ركن التبادل و الانتقال و التملك لعب دورا
محوريا مهما بل واساسيا و رئيسا في بسط قوانين المجتمع و فرض تصورات ورؤى اهتمت كثيرا في هذا العنصر الذي ساهم في تحريك وتنمية بقية العلاقات و الروابط الاجتماعية , بل ان بعض الفلاسفة و المفكرين اعطى للمال و الاقتصاد المحورية المركزية في ترتيب علاقات الانسان الطبيعية و الاجتماعية بل و اعتبر ان الاقتصاد هو محرك الوجود و العامل الاساسي في حركة التاريخ وتطوره .
لاينكر المفكر المنصف و العقلاني حقيقة ان المال وهو جوهر حركة الاقتصاد له القدرة و الفاعلية في تحريك الروابط الاجتماعية بما فيها العلاقات الاقرب الى الروح و المثاليات لان لاشيء في الوجود بلا ثمن و لاشيء يتحرك بلا قيمة , المال و ليس الاقتصاد وهو بالمناسبة علم تنمية الاموال من خلال وضع قوانين و تصورات و احكام هذه التنمية , اما ما يعرف اليوم على ان الاقتصاد هو فن ادارة الحاجة داخل المجتمع وتوزيع الثورة و توزيع مصادر الدخل ما هو الا النتيجة الاساسية لمفهوم تنمية المال , اذا المال و ليس الاقتصاد هو محور الحركة التاريخية للوجود .
هذا الرأي ليس تطرفاً و لا مغالاة في تقدير دور المال لان النصوص الدينية التي نؤمن بها كمؤمنين تؤكد و لاتنفي حقيقة هذا الرأي , عندما يقول الله ان المال بمستوى الروح الانسانية عند الانسان يؤكد حقيقة ان ما اشرنا له من ان حب الانسان الطبيعي للذات و الانا الذاتية يتجلى باحساسه انه يمتلك القدرة على الوجود الافضل و الاحسن من خلال توفر عنصر المال الذي يؤمن له هذا الاحساس وان كان ليس بشرط اساسي ان يوفر السعاده و الاستقرار ولكن ما لا ينكر ان المال عامل مهم في تطميم النفس بانها يمكن ان تقاوم صراعات الوجود بنجاح نسبي عالي بوجود المال .
كما لاينكر ايضا ومن خلال التجربة الحسية و التأمل العقلي الفلسفي ان دور المال في المجتمعات سواء التي تحتكم للقيم المادية اولا او التي تقدم القيم الروحية او المثالية كالمجتمعات الدينية كان دوراً محوريا ايضاً مع اختلاف في النظرة العامة و الخاصة للمال كموضوع و لكن في النتيجة يبقى هذا العنصر ذا اهمية استراتيجية في تدوير وديمومية وتطور هذه المجتمعات .
هنا نصل الى حقيقة مهمه وهي ضرورة تكثيف الدراسات الفكرية و العملية حول المال ودوره واساسيات هذا الدور و الكيفيات التي يدتار بها مع اقرار صريح منا بأن التجاوز على دور المال او التقليل من اهميته مجرد اراء و افكار غير واقعية , المهم في الدراسات هذه ان تعتمد على تنمية القيم الضابطة لحركة المال من اخلاقيات و وسائل و سبل و قوانين حتى لانعطي فرصه لان يتحول المال الى اله يعبد ويطغي بهذه العبودية على حرية الانسان ووجوده الطبيعي .
كما ان من الضروري الاهتمام بالجوانب الروحية و المثالية التي يلعبها المال في حياة الانسان ويشد بها اواصر النظام الاجتماعي منها مثلاً : محاولة الانسان التحكم بالفقر و محاربة التفقير اللا طبيعي المخالف للطبع الانساني , وايضا ان يكون للمال دور انساني في تنمية الفكر و ازدياد نشاط الانسان المعرفي و دعم انسنة الوجود البشري و ربط هذه المخرجات مع الرؤيا الكونية التي ينادي بها القانون الطبيعي للانسان المتمثل بالاصلاح و التعارف و الاستعمار .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح1
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح1
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح2
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح1
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح2
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح1
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح2
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح1
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2


المزيد.....




- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-
- أردوغان: نهدف لرفع التبادل التجاري مع ألمانيا إلى 60 مليار د ...
- تكلفة باهظة والدفع بالعملة الصعبة.. كيف يبدو أول موسم للحج م ...
- رغم تضاعف أرباحها.. ما أسباب التراجع الكبير لأسهم -ميتا-؟
- ارتفاع أرباح مصرف أبوظبي الإسلامي 32% في الربع الأول
- اقتصاد الإمارات ينمو 3.3% في أول 9 أشهر من 2023
- -أبيكورب- تبدأ بيع سندات خضراء لأجل 5 أعوام
- أسهم أوروبا تتراجع وسط تباين أرباح الشركات
- الإمارات وتشيلي تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - المال ورأس المال في النص الديني