أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجريمة التاريخية بحق الدين ح2














المزيد.....

الجريمة التاريخية بحق الدين ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 00:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هذا الأسلوب يفسر الرغبة الكامنة للاستيلاء على حق الأخر والتنعم بحصة الأخر وعدم الاكتفاء بما يتناسب مع الوجود لذا قيل قديما لو أعطي إنسان جبلا من ذهب لطلب جبلا من تراب ,أنه يطلب المزيد دون أن يدفع المزيد ,هذه السلبية التي يتعامل معها تتعارض مع الطبيعة بموازين التوازن والتلاؤم وتعترض حتى حقائق العقل المجردة والتي يأت الدين ليصحح مساراته, سر المسألة بأن يضع مبدأ العدالة تطويرا لمبدأ التساوي لأن المساواة العدالة تتفهم التفاوت وتنصف أكثر من مسألة التساوي المجردة .
هذا المشهد يقودنا إلى الأسلوب العملي في أرتكاب الجريمة وهو محاولة توسيع الحدود المفترضة أو تجاوزها بعنف الأنا ,ومحاولة مقاومة أي قيد سواء أكان ذاتي من العقل أو الفطرة أو حتى الضمير الإنساني الذي يمثل توافق الذات المباشر مع الطبيعة أو من الخارج ألمؤثر ,الخارج هذا يتمثل بالضوابط الجمعية التي تمتد من قواعد العيش الجمعية القانون والعرف والأخلاق والضرورات والمنطق المعرفي وتنتهي بالدين ,إنها ثورة التمرد على الأصول الحافظة للوجود , بهذه الوسيلة يتمكن الإنسان من ممارسة جريمته كسر الحدود استجابة لنداء الذات لنداء الأنا المتضخمة المشبعة بذاتيتها بإفراط .
ليس هناك أي نمطية ترتكب بها الجريمة التاريخية غير هذه النمطية التي تنظم تحتها ألاف الحالات الفردية والأمثلة النوعية ,كلها تدور في فلك كسر القيود والتعدي على الحدود لذا النص الديني عندما أراد أن يضبط السلوك الحسي للمؤمن قال (تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) تحذير من الأسلوب القديم الجديد الذي يؤدي للظلم الذاتي أولا لأنها جريمة ذاتية ومردودها الأجتماعي عندما تتعدى تأثيراتها إلى الأخر والمجتمع .
إذا التعدي يقود للظلم والظلم واحدا من الجرائم الأولية التي أرتكبها الإنسان وما زال يمارسها مع كل الضوابط والروابط والأديان والأفكار لأنه أصلا لم يلجم الأنا المتعدية الأنا التي تسوغ أي شيء حتى تتنفس بحرية , إنها المرض المزمن في الوجود الإنساني , الظلم في الحقيقة ليس أكثر من مزاحمة على المجال الحيوي للأخر وهتك القيود الضبطية وأستئثار بما لا يكون طبيعيا في العادة لذا الدين كثيرا ما حذر من الظلم والظالمين ليس فقط لأنه تعدي وأنتهاك وإنما لأنه تناقض أساسي مع أساسيات الدين وهو العدل .
لقد أكتملت عناصر التحقيق والتحقق من وقوع الجريمة التاريخية وعرفنا الدوافع والأسباب والأساليب الجرمية والمستفيد منها على وجه الخصوص وهو الإنسان الضحية , فلا من موجب هنا أن نستحي من القول أن الإنسان هذا الذي تدافع عنه القيم والمثل العليا والدين هو ذاته المجرم والضحية والجلاد والحكم ,هو بالتالي شيطان متخفي بلباس إنسان يتحين الفرص لغياب السلطة والقانون ليكشف عن سوأته ويظهر حقيقة الشيطان الكامنة تحت الأنا ولا أغرب من أن نجد إنسانا خاليا من هذه الروح لولا أن تتداركه القوانين والديانات وما ترشح عنها ومنها من قيم أخلاقية وعرفية تصرعه دوما كي يرجع ليضبط دوافع الأنا ويحصرها في حدود المعقول وليس في الحدود الطبيعية لها .
إن النص القرآني الذي يقول(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) قدم الفجور وهو أنفجار الأنا أو تفجير الحدود كي تنطلق خارج المديات الطبيعية التي يصوغها العقل لها والذي هو يفرض عليها التقوى والخوف من عاقبة التجاوز ,وصاغت الآية كل الفلسفة التي تكلمنا عنها بكلمتين أفلح ونجح وعاش متصالحا مع الوجود والطبيعة من زكى النفس وخلصها وطهرها من الميل نحو الفجور لأن النتيجة التي ستصل لها هي الخسارة المتأتية عن الظلم الذاتي والخيبة من تحقيق هدفية الوجود للإنسان .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح1
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة
- أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل
- بوح وأنين وحلم .
- الكأس الأخيرة
- أموات غير أحياء
- ضرورة الكتابة
- ثورة المؤمنين ح2


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجريمة التاريخية بحق الدين ح2