أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التعايش في ظل أزمة الدولة ح2














المزيد.....

التعايش في ظل أزمة الدولة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 01:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قد يظن البعض أن المشكلة التي أشرنا عليها هي من طبائع البشر الأعتيادية التي تدور بين الرغبة بالبقاء في أطار مجتمع وتنازع على الصلاحيات داخل هذه الرغبة ,والحقيقة أن الأمر لا يجري هكذا ولا يفسر بهذه الصورة خاصة وأن الفرض يكون على مستوى التنازع على سطح بمستوى واحد مثلا نزاع النظائر بين الأقران , لكن هذا التنازع يكون على أساس تناقض ناتج عن خلل في تطبيق قواعد العقد الأجتماعي الذي توافق عليه المجتمع بين أفراده على أساس أنهم متساوون فيه .
الشعور بخرق هذا الإحساس ومن خلال وقائع على الأرض يحاول كل طرف متضرر أن يطالب بحقه وكل طرف متعدي يحاول تبرير ذلك بمسوغات مختلفة قد يصلوا للحل الوسط ,ولكن ليس في كل الأحوال هناك نقاط لا تقبل المساومة وهي نقاط الوجود والهوية الذاتية والمصير المتعلق بالمستقبل لا يمكن لعاقل أن يساوم على هذه أما أن تكون القواعد النظامية حاكمة وفق مبدأ العدالة أو تنتهي بإنشقاق عنها .
أزمة الدولة هي من أزمة الإنسان ذاته حينما ينحاز عن مسرى الطبيعة وحين يفشل أن يتوافق مع الطبيعة مع توازنات محفوفة دوما بمزالق تخرج عربة الإنسان عن سكة الاستقامة التي تحفظ وجوده ,هنا يدخل الدين عامل تهذيب وأرشاد وتقويم وحفظ للمسيرة وليس شرطيا يمارس مهمة النصح بالهراوة وبالوجه الحديدي , الدين يلعب دور المنبه الناصح ليحافظ على توازن الأنا من خلال وعي ذاتي خفي مصدره رجاء وخوف من صاحب الدين , هذا الأسلوب هو الأنسب والأقرب لطبيعة الإنسان من أسلوب الزجر والتهديد السلطوي الذي يمارسه القانون والعرف والقوة .
المعالجات الترقيعية التي تستمد شرعيتها من القانون الوضعي لا تفلح دوما في معالجة الأزمة الكونية ولا تستطيع أن تقود المجتمع إلى سلام ما لم يكون القانون والمعالجة تخاطب عقل الإنسان وضميره الفردي والجمعي وتحث فيه روح التعاون والتكامل ما بين شروط العقل وما بين سلوكيات النفس ,قد يقول أحدهم أن هذا الكلام فيه من المثالية ما يمنع من تجسيده واقعا وأن سيادة القانون يمكنها أن تضبط التوازن , أقول وبكل صراحة كلام مثالي لكنه واقعي ونجح في مرات عدة حين أحتكم الإنسان للعقل ولكن القانون وعلى مدى ألاف السنين لم ينجح جذريا في ضبط السلوك الحسي دوما بالقوة والدليل أننا ما زلنا نعيش عصر الأزمات مع رقي مذهل بقواعد العلم والدراسات الأجتماعية .
إن تجريد المجتمع من روحياته وعزل الدوافع المثالية والروحية الفاعلة بخفاء وبذاتية سيرتد على الإنسان ليحوله إلى كائن مادي متضخم بما يملك من أسباب مشجعة على التزاحم لأن من قيم المجتمع المادي المنافسة ,ولولا بقية من قيم أخلاقية ترتبط بالإنسانية وهي بالمناسبة قيم مثالية لوجدنا المجتمعات العلمانية والليبرالية (المادية) أشد وحشية للتعامل فيما بينها ولنا في التجربة الشيوعية في مراحلها الأولى من قسوة تعدت الوصف الخارج عن كل قيم الإنسان وأيضا ما نلمسه اليوم من سلوكيات المجتمعات الإمبريالية من تصرفات مع الشعوب الفقيرة وخاصة الضعيفة أقتصاديا وأجتماعيا والدليل كوبا التي مضى على حصارها أكثر من خمسون عاما بحجة الديمقراطية ومتطلبات الصراعي العقائدي بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح1
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح2
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح1
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح2
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح1
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة
- أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل
- بوح وأنين وحلم .


المزيد.....




- تركيا تدين بشدة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى
- نادي الأسير الفلسطيني: استشهاد المعتقل أحمد سعيد صالح طزازعة ...
- بـ’الطقوس والرقص’.. هكذا استُبيح المسجد الأقصى في ذكرى ’خراب ...
- شاهد.. المستوطنون ينبطحون في الأقصى، والمسلمون يمنعون من الص ...
- السعودية تُدين الاستفزازات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى
- وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير يدعو من المسجد الأقصى إ ...
- أوقاف فلسطين: 27 اقتحاما للأقصى ومنع الأذان 51 مرة بالإبراهي ...
- 27 اقتحاما للأقصى ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 51 وقت ...
- “نداء الأقصى” يثمن دور المرجعية الدينية في دعم فلسطين ورفض ا ...
- الأوقاف الإسلامية: -بن غفير يقتحم الأقصى ويصلي فيه-


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التعايش في ظل أزمة الدولة ح2