أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة














المزيد.....

مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 23:31
المحور: الادب والفن
    



اتجاه الريح لم يكن سوى أشارة يتخذها أهل مادليون تلك المملكة الرائعة التي بني ملوكها مدنهم مخمسه الشكل , السر بين الريح والشكل المخمس لم يكشف بعد ,حتى قراءة ما تركوه أهل هذه المملكة من أثار لا تتيح لقارئ أثأري متخصص أن يفهم عالم الأسرار المحيطة بوجودها ,كيف بدأت وأين مصير الناس فيها ,لا أثار توحي لدمار حل بها ولا حتى هناك ما يشير لمجاعة ,كل ما في المدينة الآن فقط برج الرماد الشاخص بطبقاته ألخمسه العمودية وسط ساحة المدينة "زاد" أو هكذا رمز لها الأثريون عندما اكتشفوا عالمها الرائع هذا .
الغريب في المدينة كباقي المدن الأثرية أنها لا تملك مقابر ولم يكتشف فيها أثار حتى لعظام أو بقايا لكائنات حية ,حاول علماء البعثات الغربيون الذي كشفوا البعض من أسرارها أن يستدلوا على نمط الحياة مقارنة بما تماثله المكتشفات الأثرية الأخرى بالمدن القريبة أو المالك القريبة تأريخا ومكانا ,تنفرد هذه المدينة بعلامات فارقة تتمثل بتنوع الرموز فيها وتحديدا رمز الشمس والنجوم في جزئيها الشرقي والشمالي أما الجزء الغربي وهو الأكف والأكثر حضورا وعمرانا فقد تميز بكثرة الأسواق والطرقات ومستلزمات العيش المدني .
هناك في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة حيث تكثر الحفر المدورة الخالية من كل شيء فقط سلاسل من حفر منحوتة بالصخر أو السن الصخري الذي أنشئت عليه المدينة ,خالية من كل شيء وعلى شكل دوائر منغلقة على نفسها لا يفهم من تشكيلاتها غير أنها محابس أو محاجر استنادا للسور الذي يحيط بها ويرتفع بما يعادل طول شخص عادي مضروبا في خمسة ,في الجزء المقابل له الجنوب الشرقي هناك أيضا حفر مماثلة ولكنها أعمق كثيرا وأقل حجما في فوهاتها والغريب أنها أيضا لم تسكن ولم تحوط بسور .
في وسط المدينة برج عال يشبه برج بيزا المائل في إيطاليا ,شرفاته مفتوحة في كل الاتجاهات من يراه يظنه مجرد شرفات أو هكذا يبدو للناظر من بعيد أنها تستخدم للإطلالة على المدينة بكاملها ,حاولنا الصعود إلى طابقه الأول وبكل حذر يأخذك الشعور بالرهبة والدهشة معا وأنت ترى في وسط الطبقة الأولى حوض أو ما تبادر لي كبير جدا يقارب في سعته كل الطابق إلا ما ترك للممشى ,في وسطه لا يوجد غير رماد أو بقايا من رماد مخلوط بالغبار العابر ,في الطبقة الثانية منه نفس المشهد لكن الحوض أقل قليلا من ما موجود في الأول ,وهكذا وصلنا لقمة البرج حيث لم يتعدى مساحة الحوض مقدار صحن أكل كبير .
السكون الذي يحيط بالمكان يوحي إلى عالم من الدهشة الممزوجة بالكثير من التساؤلات التي تحيط بها وبأسرارها العصية ,وبرغم تعاقب الكثير من البعثات الأثرية التي مرت على أطلال المدينة والاستعانة بأحدث الوسائل والسبل العلمية والبحثية إلا أن أحدا لم يجرؤ من الباحثين ولا من الأثرين أن يعط رأيا محددا بشي ,الكل ينعقد لسانه عن التصريح أو تلجمه العظمة المحيط ببهاء المدينة أن يتفوه بشيء .
النقطة التي حيرت كل المستكشفين تدور حول الرماد والتنسيق البنائي الذي يجعل من شكل المدينة وكأنه ممرات للريح القادمة والتي يسوقوها من كل اتجاه نحو البرج ,البنايات الكبيرة والضخمة والمرصوفة بأشكال هندسية غاية في الدقة التصميمية والتنفيذية توحي أن الهندسة المعمارية الحالية لم تبلغ مصاف تلك المباد الهندسية التي أنشأت وخططت ورسمت ونفذت هذه المدينة ,بل استمعت إلى رأي أحد أفراد البعثة الأجنبية وهو يشرح الفروق الجوهرية بين الهندسة المعمارية المعاصرة وبين تلك التي كانت هناك ,مبينا أن العقل الهندسي الذي نفذ البناء بالضرورة أن هناك عقول راقية موازية له هي من تملك سر اختفاء المدينة وسكانها عن الوجود هنا .
في المنططة التي تواجه الشمس في شروقها وهي الجزء الأصغر من المدينة نفس أشكال البناء ونفس الطراز المعماري لكنه لا يتعدى حدود الخمس بنايات أو كتل ممتدة بالتنازل من حيث العمق من الخارج للداخل بحيث أن البناية الأخيرة مساوية لارتفاع الطبقة الأولى من البرج والأولى البعيدة تماما بارتفاع كامل البرج بينها وبين الجزء الشمالي ممر عريض جدا يتسع كثيرا من الخارج ويتضاءل حين نصل قريبا من البرج ,في هذا الجزء العمارة ذاتها والطراز واحد بالتنوع والارتفاعات ويأخذ مساحة أكبر ويمتد إلى حدود الجزء الأكبر والأوسع من المدينة وهو الممتد من الشمال الغربي إلى حدود الغرب تماما لتنتهي كل مظاهر الأعمار.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي
- نظرية رأس المال
- القاعدة الفكرية والأجتماعية
- المال ورأس المال ح1
- المال ورأس المال ح2
- المال ورأس المال في النص الديني
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح1
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح1
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح2
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح1
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح2
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح1
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح2
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح1


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة