أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أنتصار العقل الإنساني















المزيد.....

أنتصار العقل الإنساني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 05:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنتصار العقل الإنساني


أنهيار النظام الرأسمالي وتحول المجتمع إلى عالم المشاع الكوني القائم على مبدأي التحرر العقلي والأنفتاح اللا محدود يسعني لمن يهتم بالفكرة الفلسفية أن العقل يمكن في النهاية أن يفرض شروطه الخاصة ويحرر الإنسان ذلك الكائن الأجتماعي الذي خدعه المال وأستعبده لفترة طويلة ليعود لسلطان العقل ,بمعنى أخر سيمنح هذا الأنتصار نوعا من الاعتراف بالروحانية الإنسانية وسيكون للقيم المثالية والأخلاقية دورا مهما وأساسيا في صياغات أطر ومواصفات العالم الجديد .
هذا الفرض ليس رجما بالغيب وليس أفتراضا نظريا فلسفيا فقط بل أن أساسيات التحول قامت على نقطتين مهمتين :.
• الحرية وحق الإنسان الأساسي بالتمتع بها كانت واحدة من أهم البواعث الحقيقية التي ضغطت بأتجاه فتح أبواب البحث العلمي والتقني أمام طبقات كانت تعد محرومة من التعليم العالي والنوعي , وأغلب قادة هذا الاتجاه هم من الشباب الذي يؤمن بالكونية الإنسانية ولا ينتمون إلى حدود الجغرافية الطبيعية أو الجنسية .
• وأصل المطالبة ودوافعها الأساسية كانت تحت مسميات ومنطلقات أخلاقية بالدرجة الأولى وحتى كبار المنظرين لمبادئ حقوق الإنسان وتجسيدها عمليا وبشكل واسع وملموس كان من المثاليين الأخلاقيين وليس من رجال المال والصناعة والتجارة , وبالتالي أن أي أنتصار للمبادئ الإنسانية هذه هو أنتصار للقيم الأخلاقية والمثالية .
طبيعيا أن تترافق ظاهرة أنحسار الأحتكار وتضعضع المبادئ التي قامت عليها وهي غالبا مبادئ مادية مجردة من الحس الإنساني والأخلاقي لصالح قواعد في التعالم أكثر مثالية وأقرب للوضع الإنساني الطبيعي نتيجة النشاط المدني المنظم والمعبأ بدواع أخلاقية سيشكل أنتصار للمثل العقلية والوجودية الشمولية التي ترسخ مبدأ الحق والحرية والعدالة والسلام .
العقل الذي قاد عملية التحول التأريخي للنظام العالمي يعي تماما أنه أمام مفترق طريق أما الإرتقاء بالوجود الإنساني لمرحلة الكمالات البشرية التي تتماهى مع حتمية العودة إلى النظرة الكلية الجامعة والمتوازنة لكل موضوع وكل فكرة وأن تدرس القضايا وتدار بما هي وكما هي في حقيقتها التامة ومنها أن لا شيء في الوجود يمتلك مفهوم مطلق أو يحوز الحقيقة التامة ,وأن الحياة والوجود الحياتي يتشكل من خليط منتظم ومتوازن ومعدود من علاقات قسم منها في تناقض والأخر في تكامل والبعض يكون بين الأول والأخر .
إن توظيف التطورات والمتبدلات العالمية يجب أن تكون أولا في مصلحة الإنسان كل الإنسان دون أن يحرم أحد لأسباب طبيعية تكوينية خارج إرادته وخلاف حريته , لا اللون ولا العنصر ولا الهوية ولا حتى الثقافة الخاصة يمكنها أن تحرم إنسان من حقه في الإنتفاع والتطور وتسخير النواتج الحضارية لهذه المتبدلات والتغيرات البنيوية التي تكتسح العالم الآن وإلى مدى غير منظور .
العقل عندما يمنح أو ينحاز للتكوين يتحول طبيعيا إلى التمسك بحقيقة النظام الكوني الشمولي النظام الذي لا ينكر على الإنسان أن يتمتع بحريته ووجوده وتأمين واقعه من خلال فكرة أننا شركاء في هذا العالم ,وأن مفاهيم مثل الملكية والحيازة والأستحواذ والتنافس ,هي بالحقيقة مجرد مجموعة من العلاقات والمفاهيم المعنوية التي تشير للحق الشخصي ولكنها لا تعط سلطة ولا تمنح قوة إلا بالقدر الذي يخدم الوجود الكلي , العقل عندما يعي هذه القوانين والأفكار سيتحرر من سطوة الأنا المتضخمة الأنا المريرة التي أفسدت على الإنسان وظيفته الأساسية وأخذته إلى مجاهل التغريب بدل أن يمضي عالما خطواته أين تقوده .
إنكسار حدة الأنا المتضخمة والتقليل من قدرات القوى الحسية على التأثير على سلوكيات الإنسان وخاصة في مجالات ذات أهمية وحساسية عالية فيما يخص علاقاته بالمجموع الأجتماعي على مستوى أفراد أو مؤسسات أو حتى المجتمع ككل , تتأثر به بشكل أو بأخر قوة القاعدة الأخلاقية والدينية خاصة والمثالية بصورة عامة مما يتيح للإنسان أن يستشعر أهمية هذه القيم والقواعد في إعادة تشكيل وعيه وبالتالي الأعتماد أكثر على العقل بأعتباره قوة موجهة وذات تأثير جاد وحقيقي ودائم وفاعل على نوعية السلوك الإنساني , لأن معطيات العقل وقراراته تكون بالعادة والغالب أكثر تفهما وأشد يقينية من القرارات الحسية النفسية التي تعكس حالات رد فعل غالبا وليس فعلا ممنهجا علميا .
العود للعقل إذا هي أكثر من أنتصار إنها تجسيد للإنسانية المسئولة الإنسانية الكاملة التي لا تفرط بالمتعارضات ولا تفرط بالخاص لمصلحة العام أو العكس , إنها بوجه أخر أنتصار لمعنى أن تكون إنسان قادر على التوفيق بين الوجود الشخصي وحمايته والتقليل من إنحرافاته وبين الوجود الكلي المجموعي وصيانته بما يؤمن للوجود الأول حقه في الوجود وحريته في التواجد ,في علاقة تبادلية وتشاركيه أساسها وضع كل شيء في محله الطبيعي كي تتم صورة الموجود كما وجد طبيعيا وتكوينيا وأنتظام حركته مع عاملي فعل الزمن وأثر التقدير المسبق لتكوين آلية التحريك والتدوير الوجودي الأول .
إن أنتصار الإنسان لنفسه ولحقوقه وإخضاع الموجودات الوجودية التي يتعامل معها على أنها مسخرات تكوينية له يمثل في الحقيقة أعادة مسيرة الإنسان للخط الأساسي الذي كان يجب أن يدركه الإنسان مبكرا ويتعامل معه على أنه واجب قبلي له قبل أن يكون حقا منصوصا عليه في النص الديني ووارد في حيثيات القيم الأخلاقية والمثاليات الإنسانية التي تعبر عن روح الوجود الكوني وجوهر مهم من جواهر التكوين الطبيعي له.
العقل المنتصر في الصراع بين القيم كلها والتي تعامل معها الإنسان في تاريخه وحاضره ,عليه أن يجنب المستقبل المتبقي له هذه الصراعات عندما وصل لحقيقة أن النهاية في كل الأشياء تكمن في التوازن بين عناصرها السلبية والإيجابية بمعنى التوازن في التعاطي بين ما ينظر له سلبيا وبين ما يعرف عادة أنه إيجابي ,والاستفادة القصوى من وضعية الأستقرار المتأتي من هذه التوازنات لتنعكس أستقرارا وسلاما في وجوده الخاص .
إن التسليم بالعقل وضرورة توظيف هذا الأنتصار الوجودي للعقل لا يعني أننا نهمل جزء مهم وحساس في حياتنا الخاصة وهو الجزء المختص بتلقي تأثيرات النفس الحسية وتطلعاتها لأنها جزء مهم وحساس ويعيد للعقل قدرته في المقاومة ووجودها لا يؤدي إلى خلل في طبيعة التكييف التكويني له لأنه كائن مخلوق هكذا ,وعلينا أن نتعامل معه بهذه الوضعية دون أن نفرض إنكارا سبق وإن حاربناه لننتصر بالتوازن والسلام والمحبة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي
- نظرية رأس المال
- القاعدة الفكرية والأجتماعية
- المال ورأس المال ح1
- المال ورأس المال ح2
- المال ورأس المال في النص الديني
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح1
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح1
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح2
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح1
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح2
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح1


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أنتصار العقل الإنساني