أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السياسة والحد الأخلاقي














المزيد.....

السياسة والحد الأخلاقي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السياسة هناك مفهوم يندرج عاما بالتعاطي أسمه بين الحقيقة وأشباهها ,وأنا لا أشك لحظة واحدة أن ليس للحقيقة أي شبيه الا ما تعنيه الحقيقة بجوهرها, هناك دائما ضل مخفي بينها وبين التسويق بمعنى تحريف حدودها نحو شكل يبين للناظر أو السامع أنه يرى أو يقول أو يتصرف بها برغم من أن الكثير من الذين يمارون بين الحقيقة وضلال الشك لا يؤمنون في قرار أنفسهم بما يمارون ,لدوافع منها الخضوع والاستجابة لمتطلبات القهر السياسي كما يقول السلوكيون أو الخضوع لمتطلبات عمليات تعديل السلوك النفسي عند قسم أخر من دعاة المدرسة السلوكية في علم النفس أو تحت ضغط الاثنين معا وهذا غير مستبعد في مجال التعاطي السياسي في قضايا الخلاف الايدلوجي والفكري في مجال السياسة الدولية.
نعم للسياسات قواعد وأصول إن ما نشأنا عليه من مفاهيم فكرية ومعرفية تتعلق بماهية السياسة وقوانينها وخاصة في مسألة التعاطي مع المفردات والجزئيات بعيدة عن شمولية الرؤيا والخط الاستراتيجي للفكر السياسي لكل ايدلوجية بعينها هناك مفردات راسخة بالذهن منها مثلا ما يشاع في الوسط الاعلامي والشعبي حول(أن لا اخلاقيات ثابته في السياسة الدولية ولكن هناك مصالح متغيرة) هذه الحيثية المقززة أخلاقيا على أقل تقدير أجدها غير حاضرة بمعناها المنعوت في مجال التعاطي الغربي مع قضايا العالم الاسلامي والصراع العربي الفلسطيني خصوصا.
أي إن هذا لا يعني اخلاقيتها بنفي عدم اخلاقية المبدأ المشار اليه ولكن حتى هذا المبدأ اللا اخلاقي لا يتوفر في السياسة الامريكية التي أعنيها, فما استخلصته شخصيا من أفكار خلال المتابعة لمعطيات التعامل اليومي وبما جرى بيني وبين من يهتم بإعداد المقدمات الفكرية والايدلوجية المساعدة في اتخاذ القرار في معهد(؟) لسياسات الشرق الاوسط في جامعة(؟)الامريكية ومن العاملين في وزارة الخارجية الامريكية في الادارة الحالية وادارة السيد كلينتون السابقة, انها تثير في المتفهم لها حساسية لكل ما يقال عن عدالة واخلاقيات أمريكية.
لقد اتضح لي وللكثيرين ممن يتعمقوا بحذر في فهم امريكا كمجتمع موجه بقوى قاهرة تتحكم فيها المصالح المؤدلجة وليس الايدلوجية المصلحية كما يوحي لنا الباحثين في الفكر السياسي من إن السياسة الامريكية تحددها البرغماتية المصلحية ,قد يكون ذلك صحيحا في الكثير من المسائل الدولية الخلافية العالمية وما أكثرها الا في جانب التعاطي مع قضايا العالم الاسلامي والصراع العربي الصهيوني كوحدة واحدة, وهذا ليس من باب التجني والتحامل بل من خلال الممارسة التي تتجسد في أرض الواقع اليومي والتفصيلي ,لا فرق بين توجه الفرقاء الأمريكيين جمهوريين أو ديمقراطيين, وهذا ملفت للنظر وسأضعه عنوانا لبحث خاص لا حق , ولكن المهم في هذه اللحظة أن أشير اليها فقط.
نعم توجد مصالح أمريكية مع العالم الاسلامي وهي مصالح شاسعة على الصعيدين الافقي والعمودي ومن ناحية الكم والكيف والنوع وهي ذات اهمية استراتيجية للطرفين ,وهذه من الحقائق الغير قابلة للإنكار, كما لا ننكر وجود مصالح حيوية لأمريكا مع اسرائيل كدولة تتوافق في الكثير من أساسيات التوجه الفكري والسياسي والاقتصادي مع أمريكا, وهذا معروف وأحترمه لا على أساس أحقية البواعث والنوايا ولكن على أساس حق الاخر في الاختيار وتحمل المسئولية في هذا الاختيار طالما لا تتعارض هذه الخيارات مع قواعد السياسة الدولية وأن تحتكم اليه من أصول عملية.
لكن جنوح هذه السياسة نحو التطرف والمغالات وعدم احترامه لأسس العلاقات الدولية وتحكمانها البرغماتية في شقها الاسلامي والشرق الاوسطي يؤشر خلل في هذه السياسة يتيح لي ولغيري تصويب سهام النقد والانتقاد لها ويمكن لي ولغيري أن نقول جميعا ان السياسة الامريكية في هذا الشأن المنتقد أنه يخالف الاسس العامة للسياسة الامريكية وبواعثها الحقيقية وقيامها على مبدأ أخر مختلف الا وهو(ثبوت السياسة الامريكية تجاه قضايا المنطقة ولا قيمة للمصالح بقدر خدمة هذه المصالح وتوافقها مع المصلحة الاسرائيلية بالجملة).
نعم قد يضحي السياسي الامريكي في مصلحة أمريكا اذا تعارضت مع المصلحة السياسية لإسرائيل, قد يصدم الكثيرين من هذه المصارحة وخاصة داخل المجتمع الامريكي نفسه, المجتمع الذي تصيغ الوعي فيه الة اعلامية وأكاديمية تستهدف الانسان الامريكي عقليا وفكريا بالوعي المصنع المعلب نحو قضايانا وفق رؤية أساسها المصلحة الاسرائيلية هي مصلحة أمريكية بالضرورة من المباعث والنوايا الى التعاطي المباشر تفصيليا بها ولها. نعم هناك أصوات أكاديمية وسياسية وفكرية وفنية وحتى اعلامية لها رؤية مخالفة لكنها ليس بالسطوة والقوة التي تمكنها من التعاطي بما ترى فتبقى حبيسة جدران العزلة ومحدودية التأثير في الساحة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - السياسة والحد الأخلاقي