أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ح2















المزيد.....

المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهنا وقع الوهم الأكبر والخطيئة التي جرت لسلسة من الأخطاء القاتلة أطاحت بعظم المكسب الأمريكي من إسقاط صدام وما يترب عليه من نتائج إقليمية ودولية تعزز من النفوذ الأمريكي وترسم بوضوح معالم شرق أوسطهم الجديد ,لأن الإدارة الأمريكية لم يكن مشروعها المدني قد نضج وأنها أستمعت لقوى غير حقيقية وغير مهيأ لأن تتحمل المسئولية السياسية والخطأ الأكبر أنها لم تسمع المعارضة الداخلية الوطنية من داخل النظام نفسه من خارجه ,واستخدمت سياسة التعميم جهلا بالواقع العراقي الذي قيس على أنه مشابه لواقع مشيخات الخليج العربي .
الخطأ المتراكم والسكوت الإقليمي والدولي الذي رافق الأحتلال وما قبله وما بعده جعل من العراق أشبه بالدولة التي تشهد فراغ سياسي ودستوري وغياب نظام جمعي متوازن ويوازن بين المصالح الوطنية وحركة العلاقات الإقليمية والدولية , هذا الفراغ ترافق مع سعي محموم من قبل دول الجوار والمحاور الإقليمي لترتيب الوضع العراقي بما يتناسب مع طموحاتها ومشاريعها منها القديمة ومنها ما أستجد بعد الأحتلال ,زاد من تأثيرات هذا التدخل أن ميول هذه القوى السياسية جميعا مرتبطة بصورة أو أخرى مع الاستحقاقات والموجبات التي تدفع هذه القوى والمحاور للتدخل ,فأنتقل الصراع الدولي والإقليمي بأكمله ليكون العراق مركز هذا الصراع لأسباب كثيرة في مقدمتها العوامل الجغرافية والاقتصادية والبترول وكونه البلد الأكثر تحسسا من صراعات الإسلام السياسي بشقيه المتنافرين .
الخطأ الخارجي يمكن فهمه وتبرير أسبابه سواء ما كان متصل منها بقلة خبرة الإدارة الأمريكية مع كل التجارب التي خاضتها بعد الحرب العالمية الثانية منها ما هو مؤشر لها بفشل دائم في التدخل لصالح السلم الدولي وفض المنازعات أو حتى في حالات شخصية لأمريكا كدولة عجزت أن تجد مخارج أكثر برغماتية من الأسلوب الأهوج الذي تتبعه دائما في تنفيذ رؤيتها للمواضيع المحلة والقائم على فكرة سلطان القوة التي لا تقهر, فكان فشلها المزمن في كوبا مثالا صارخا وملحا على أن تبحث عن خيارات أكثر حيوية وإنسانية , الخطأ الأمريكي أساسي ولكنه في المحصلة لا يؤثر بشكل كبير وحقيقي على الشعب الأمريكي لكن عبء الفاتورة تدفعها الشعوب الفقيرة والضعيفة .
اللا مبرر دائما والمدان أيضا هما أطراف العمل السياسي العراقي القديم منه والجديد على الساحة والذي يشكل التدخل الأمريكي وما رافقه من خسائر وأضرار تاريخية وعلى مستقبل الوجود العراقي لا يمكن تحملها , هي فشلت أيضا في إدارة اللعبة وأستيعاب الدرس من التجربة نحو تأصيل رؤية سياسية عراقية تقود لنقطتين مهمتين :.
• تقليل الأضرار والخسائر الوجودية للشعب والمجتمع العراقي للحد الأدنى الذي يمكن معه مواصلة العملية السياسية وأعادة ترميم فكرة الوطن الواحد .
• الشروع بتنفيذ الرؤية البديلة التي تحد من تأثيرات التدخلات الإقليمية والدولية وأسبابها من خلال فكرة أن العراق كبير يسع الجميع بشرط الموالاة له أولا .
لا في النقطة الأولى نجح الكيان السياسي العراقي بجميع أطيافه ومسمياته أن يجلس مستمعا وباحثا ومقررا ومتفقا على خطوط عامة له ورسم الحدود الدنيا والمحرمات التي لا يجوز انتهاكها ,وبقي العمل السياسي مجزأ وقائم على التناكف والتناكف المقابل دون طرح بديل أو نموذج جمعي يمكن أن ينطلق منه إلى مرحلة أقدر على الجمع , أما في النقطة الثانية فشهد أخفاقا لم يسبق له مثيل لا على المستوى المحلي ولا العالمي لفقدان أغلب اللاعبين الأساسيين التجربة المناسبة والخبرة الضرورية ,واعتمادهم على مفهوم المعارضة التنظيرية وهم في سدة الحكم .
قد نظلم الأمريكان حينما يجهر البعض منا أنها تعمدت المجيء بهؤلاء لإدارة العراق لأنها تعلم النتائج المترتبة على ذلك , الحقيقة أنها مدانة لتقصيرها في البحث عن أفضل البدائل وليس الأكتفاء بالمرحبين بها بأي ثمن وهي تعلم أن الكثير منها وخاصة الإسلاميون كانوا إلى وقت قريب يعلنون العداء الأيديولوجي معها وبالتالي سيكون هؤلاء كاذبون إن سايروا منهجها , ومنافقون إن وقفوا مع الجانب الأخر وهم صنيعة ظروف غير عادلة , لكنها كانت تتمنى أن يكونوا أكثر جدارة على الإدارة بناء على معطيات جنرالات المخابرات التي رتبت رؤية لهم على أنهم سيكونون طوع اليد الأمريكية الضاربة مما يسهل لهم أي المخابرات إدارة الملف العراقي بسهولة .
كان الأعتقاد الأمريكي بنجاح الطريقة التي تم بموجبها توزيع الكيكة العراقية بين الأطراف المشاركة وخاصة نموذج مجلس الحكم الانتقالي سيقود إلى الأستقرار السياسي والأجتماعي وعد هذا النموذج مثال لما سيكون عليه مفهوم ألحكم في الدول الفسيفسائية التي غالبها في الشرق الأوسط ,سيكون المفتاح السحري الذي يعيد ترتيب خرائط سايكس بيكو الجديدة أو ما يسمى بنظام الشرق الأوسط الجديد الذي سيمنح القيادة الإقليمية للكيان الصهيوني نائبا تنفيذيا للمصالح الأمريكية كي تتفرغ لإدارة حرب باردة جديدة مع أقطاب جدد بهدف نزع المبادرة منها وتحويل موازين القوى الدولية نحو سلطان القوة المتفردة الوحيدة بلا منازع .
قاد فشل مجلس الحكم الانتقالي إلى سلسلة من الأخطاء المتتالية لغياب ولأول مرة البديل المتعقل والممكن عن الجهات التي تدير الملف العراقي أمريكيا بين وزارة الخارجية وبين السي أي إي وما نتج من هذا التناحر من غياب رؤية سريعة وجاهزة لكل الأحتمالات مما جعل البيت الأبيض في تخبط في رسم مرحلة ما بعد مجلس الحكم الانتقالي وقاد للقبول بمبدأ أن تستقوي ببعض الأطراف العراقية التي كانت تناصبها العداء العلني والتي تتناغم أطروحاتها مع الخصم الإقليمي إيران لتتفرغ لمكافحة خطر الإرهاب المتمثل في القاعدة والذي أستنفذ الكثير من جهد الإدارة الأمريكية وعجل بخروجها سريعا بدون ترتيبات نهائية جديرة بالمراعاة وناجحة في التطبيق ,شكل هذا دعما حقيقيا وتقوية لمبدأ الإرهاب الديني تحت مسميات جديدة مستفيدة من حالة هزيمة المشروع الأمريكي وفشله عراقيا .
تحول الصراع الخفي بين المكونات العراقية من الخفاء للعلن وأصبحت العملية السياسية ترتكز على تجسيد المكاسب الفئوي ومحاولة جر الأمريكان للمواقف التي تتبناها الكتل السياسية المتنافسة برغم الحياد المعلن ,إلا أن الإدارة الأمريكية وجدت نفسها عاجزة في إدارة هذا الصراع وخاصة العربي _ العربي المذهبي فيما نجحت في إدارة الصراع الكردي عندما تحول كليا إلى المواجهة مع الشريك الأكبر العرب بشقيهما السني والشيعي والتحالف مع المكون الأكبر برغماتيا لضمان عدم عودة التسلط السني العروبي الذي لا يحترم جديا الشراكة الكردية ,هذا الخليط من الصراع لم تنجح أمريكا في صهره في مفهوم واحد يؤدي إلى ترسيخ نظام المجتمع الواحد وتصاعدت الدعوات الداخلية والخارجية لتقسيم العراق الذي يعني رسميا إعلان موت المشروع الشرق أوسطي عربيا وهذا ما تجلى فيما بعد بما يعرف بالربيع العربي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي
- نظرية رأس المال
- القاعدة الفكرية والأجتماعية
- المال ورأس المال ح1


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ح2