أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشعر والشعراء














المزيد.....

الشعر والشعراء


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 21:20
المحور: الادب والفن
    


الشعر والشعراء

يسألني صديق جديد لا يعرف أني ما زلت أميا لا أفرق بين القصيد والنشيد , ولا أفرق بين أنين المظلوم وصرخة الألم المجنون ... يريد أن يصير شاعر ويكتب الشعر .... ويطلب مني خبرة ... قلت يا سيدي ما أنا بشاعر ولا حتى شويعر ... أنا غير طارئ على مملكة الشعر يتصيد اللحن أحيانا وأحيانا أتبع جنون حرفي فأسرح مع السارحين طلبا لما يريد .... قال يا سيدي أنا أريد ذلك ....... قلت اذن أسمع دقات قلبك وأشرب من كأس حروفك ففيه المنى .... قال... وكيف أصطاد الحروف , قلت عندما تكفر في الرب تلك التي تقدس إنها خير الحروف وأجملها .... قال هذا هو الشعر ..... قلت لا .
الشعر يا سيدي مثل الناس ... مؤمن وكافر ومنهم من هو لا مؤمن بكفر ولا كافر بإيمان .... الشعر يا صديقي أن تجالس ربك وتسقيه خمرا كما تجالس معشوقة عمرك وتقطف من بساتين جسدها ألذ فاكهة وأطيب الثمرا .... الشعر يا سيدي أن لا تخون الماء ولا تجهر ببغض الطين وأن لا تطفي نيران أشعلتها أصابع أصابها برد فحولها زرقاء مرتعشة .... يا صديقي الشعر ثوب يستر عورة الإنسان أي إنسان مرة تكون من حرير ومرة من بالي الثياب ولكن في الحالين أدت ما يجب ... فهل يضرك أن تلتحف الحرير أو الصوف وأنت مملوء رعبا وخوفا .
يا سيدي الشعر يكون طهرا خالصا قد تجيده غانية أو معاقر خمر وقد يكون وليا , ولكن بعض الشعر عهر وبعض الشعر خنجر وبعض الشعر سم يدلق في حليب مرضعة تسقي وليدها من عذابات حولت الرحيم إلى رجيم والنعيم الموعود إلى جحيم أسود .... ليس كل الشعر حدائق للعشاق , وليس كل حرف شرب المدام صار أنيس يسعد السامع والجليس .... سيدي الشعر اليوم سوق نخاسة وما زال الشعراء يتبعهم الغاوون المترفون النازفون إنسانيتهم تحت أقدام الشهوة والنزوة .
يا سيدي الشعر عند البعض عار لا بد أن يدفن وصاحبه ويوأد قبل أن يولد لأنه يحمل فيروسات الحب وبكتريا الحرية .... الشعر عند البعض جرب ينهش جلدك كي لا تنام ولا تستكين ..... الشعر عند البعض فرض عبادة وتراتيل معبد وكون حزين .... الشعر يا سيدي إن لم يكن على مقاس الروح طولا وعرضا لا يكون أنيق ولا يفيض حبا ولا يبني عشقا .... إنه مثل ضحكة مستهترة في مأتم .
الشعراء يا سيدي رحلوا عن عالمنا منذ أن قتل قابيل شقيقة الأوحد هابيل وسالت الدماء في أرض كربلاء هناك أنتحر أخر الشعراء الشعبيين على مقصلة يسوع ووضعته أم موسى في التابوت لتدخره لزمن يأت أو يحمله الطوفان حيث أمر الرب حوته أن ينسيهم ما كانوا إليه يسعون .... أخر الشعراء أبي ذر مات وحيدا ثملا بحب الرب وهو لا يملك حتى كأسا يشرب فيها غير كأس المنون فذاقها مرغما وذهب مغاضبا يشكو عثمان ويلعن يوم الأصنام ..... أتدرك معنى أن تكون شاعر ؟.
يا صديقي منذ أن تعرفت على أول حرف قرأت القرآن كله ولما أكمل بعد حروف التهجي حرفا بعد حرف وكل حرف في وسط روحه وصية يا أيها الإنسان كن إنسان وكفى .... الكثير إلا ما رحم ربي لم يشاهدوا صورة الرب بين الحروف وهو جالس بين الفقراء يطعم هذا ويمسح عن عين ذاك دمعة عوز أو دمعة حزن ويقولون أن الله ليس لكم الله فقط للسلطان ولصاحب السلطان .... بعض الشعراء باع الرب وداعب قلاقل الشيطان ليظفر بجلسة بين ساقي عاهرة مصابة بكل أمراض الكون ورائحتها النتنة تزكم حتى الأنوف الفاقدة حس الشم ولا يبتئس لأن أصله من ذات المنبع .
يا سيدي الشعر مدرسة يرتادها من تعلم كل فنون الحكمة وحائز على شهادة الجمال ومنح نوط الحرية وناضل في شوارعنا الخلفية حيث الموت يترصد كل الطيبين كما تتصيد أفعى الكوبرا فرائسها من بعد ... الشعر أن تتعلم قول لا في محل الصبر وقول نعم في وجه أمك حين تدعوك لتحمل عجز جسدها المنهك بك بحملك بقهرك بألمك بتلك ألليال الواجعات الموجعات .... الشعر أن تحمل وردة حمراء لتضعها بين سلاسل منسدلة على كتف من أحببت أو قبلة في جبين عامل ينحت قهره في حائط الحياة .
الشعر يا سيدي معاول تهدم أركان معابد الجهل ومزارات الظلم وشواهد يقدسها الظالمون ترمز لفكرة الإنسان المحتقر ..... الشعر رصاصة رحمة لعالم يجب أن يرحل وهو ينازع متمسكا بدمائنا لعله يبقى أكثر ويمض أكثر ... الشعر يا سيدي أن تحمل معي شعلة من نار نحرق فيها كل الأصنام التي يعبدها الطغاة وعيونها شاخصة على ما تحت الجلد وفوق الجلد من مناجم ذهب وفضة ..... فهل تطيق رغبة بالشعر يا صديقي ... أما أنا فلن أقربه بالمرة لأنني أخاف من خيالي أن يتحول لهرقل أو يعود بعنتر من عمق التاريخ ليطلب من المبارزة وأنا لا أملك حتى عصى من جريد .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشعر والشعراء