أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قوة المصالح ومصالح القوة ح2















المزيد.....

قوة المصالح ومصالح القوة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وحشد بذلك الوعي الجمعي والجماعي الامريكي نحو كراهية العرب والاسلام وحق أمريكا في محاربة من تراه خطرا على مصالحها بل ومصالح أصدقائها ومصالح المشروع الامريكي الذي ابتكرته ادارة الرئيس السابق جورج بوش الابن وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير وارتباط تنفيذ هذا المشروع بنظرية الفوضى الخلاقة التي تعني وتعني ما تعي الى خلط الاوراق والمفاهيم والافكار بما يؤدي الى إحداث صراع شامل شرق اوسطي في الجوهر يؤدي الى التخلي عن مفاهيم الحفاظ على الهوية العربية والاسلامية وثوابتها مقابل خارطة جديدة جغرافية وديموغرافية متحركة غير قابلة للثبوت والاستقرار في طيتها فيروس التمزق والتشرذم يكون فيها الكيان الصهيوني هو صاحب التحكم والسيطرة الاقتصادية وربط حركته جدليا بالمصلحة الامريكية وقواها السياسية والمالية والصناعية لتكون قادرة في تحريك أو تثبيت أو تغير القوى العربية والاسلامية الفاعلة وهما الاسلام والنفط على أساسيات قوة المصالح المشتركة الامريكية الاسرائيلية بغطاء الديمقراطية وأدواتها الليبرالية فكر ونخبة تؤمن بمصالحها لا بمصالح المجتمعات التي تنتمي اليها متخذة من عولمة المناخ العالمي سياسيا وفكريا واعلاميا وحتى اقتصاديا وهذا هو المهم في صلب الموضوع.
اذن لم يكن الصراع صراع حضارات بل صراع مصالح غربي _ غربي في الجوهر ,وصراع بين قيم الغرب والديمقراطية مقبل تطرف الاسلام وارهابه المنظم تحت عباءة الجهاد ظاهريا, وتبع ذلك أن تبنت المصالح الامريكية من خلال اشعار الحكومات العربية بالذنب والتقصير والمسؤولية غير المباشرة والمباشرة أحيانا عما حدث في 11 أيلول سبتمبر عام 200 وإن لهذه المسؤولية ثمن لا بد أن تدفعه الحكومات والمجتمعات العربية والاسلامية يتمثل في المشاركة بالحرب على الارهاب وتجفيف منابع تمويله المالية والاقتصادية, ناهيك عن فرض تكاليف فكرية وثقافية ودينية فرضت على المجتمعات العربية من خلال الغمز من باب المسؤولية .
هذه المسؤولية شملت تغيير المناهج التعليمية والثقافية وتغير السياسات التربوية والاعلامية والاجتماعية بطرح مفهوم الاسلام الامريكي او بطرح الاسلام بالرؤية الامريكية التي لا ترى في مواضيع الجهاد وموضوع المرأة وحقوقها في القرآن ومسميات التكافل والتعاون والبر وحقوق الاقليات والصراع بين الحداثة والمحافظة على القيم الاسلامية الثابتة والاصلية الا مفردات يجب أن تصاغ وفق مفهومها الخاص بل وصل الامر أن مجرد انتماء المسلم الى الاسلام أو العرب شبهة كافية لان يكون متهما حتى يثبت عكس ذلك مما يناقض حتى المفهوم الغربي للعدالة ولحقوق الانسان ووثائقه شاهدة على ذلك.
وما قضيا التجسس الغير شرعي وفضيحتها المدوية في أمريكا خير دليل على ذلك وحتى في تسوية مسالة التصنت شممنا روح عنصرية تستند الى نفس مفهوم الشك والكراهية لكل ما هو مسلم وعربي في الغرب عامة وفي أمريكا خاصة مع اشتداد قوة اليمين المسيحي المتطرف في المجتمعات الغربية الذي وصل في عداءه الى فرض اسلوب عنصري في التعامل مع الرموز الاسلامية ومنها الحجاب وقضايا الحجاب وتفاعلاتها بينة وواضحة لا تحتاج الى شواهد أو أدلة دون أن تكون لهذه الرموز قيمة إرهابية أو قيمة تحريضية ولكنها تشير الى عدم تقبل ما هو إسلامي أو عربي وربط كل الرموز بالإرهاب والتطرف والكراهية .
وهم بذلك إنما يشنون حربا جوهرها الاسلام ليكون بذلك مقدمة لنقض القوة الرئيسية التي حافظت على المجتمعات الاسلامية وقادة مقاومته للسيطرة الاجنبية والهيمنة على الاخر وأبرزها دور الاسلام كقيمة عليا محرضة على محاربة الاستعمار الغربي للبلاد الاسلامية, فبالتخلص من الاسلام يمكننا بسهولة السيطرة على منابع الطاقة ومصادرة القوة الاقتصادية العالمية التي يدور حولها الصراع الحقيقي الغربي _غربي.
إن مخاطر تفرد قوة المصالح في رسم السياسة الامريكية لها المردود السلبي والمدمر على بنية المجتمع الامريكي وتماسكه إضافة الى الاخطار التي يسببها على مستوى العالم الكوني ومستقبله بما فيها العالمين الاسلامي والعربي اللذين هم ساحة النزاع وهدف الغايات منه, إن توجيه الانتباه بهذا الخطر والعمل المنسق لفضح سياسة قوة المصالح هو أنسنة للسياسة القوية التي تلعب الدور الفاعل والاخلاقي لقيادة العالم نحو مستقبل أمن قادر على معايشة السلام والتحكم به من خلال تدعيم قوته أي قوة السلام ومفهوم المشاركة العالمية في صنعه بعيدا عن ضيق المصالح وضيق منفعتها وحصرها على مجموعة صغيرة من الاشخاص الذين يريدون التحكم بالعالم من خلال سياسة فرض الصراع والنزاع بدل الحوار والسلام.
إن نزوع العالم الغربي وقواه المتحكمة بالمصالح والمتحكمة اليها تقوده الى النهاية المحتومة وبسرعة تتناسب مع سرحة تطور واتساع النزاعات والحروب وأول ضحاياه الفرد الغربي والامريكي خاصة وما شهدته المجتمعات الغربية من أثار الحربين الامريكيتين الأخيرتين على افغانستان والعراق من أزمة أقتصادية عالمية حصدت الرصيد المتبقي من مصداقية وقوة الاقتصاد الامريكي الذي لم يتعرض لهذه الازمة منذ ثلاثينات القرن الماضي وأثرت بشكل جوهري وحقيقي على المواطن الغربي عامة والامريكي خاصة دون أن تلامس قوى أصحاب المصالح المسيرين للسياسة الامريكية بل إن التدابير الاقتصادية التي اتخذتها الحكومات الغربية صبت على إنقاذ هذه المصالح من الورطة والازمة التي سببتها هي وجيرت الدعم الحكومي والمؤسساتي لمصلحة اصحاب الكار تلات الاقتصادية وتحمل المواطن البسيط الذي ليس له مصلحة ولا منفعة ولا علاقة بسياسة المصالح وأهدافها المرحلية والاستراتيجية.
إن دافع الضرائب الامريكي هو الذي يدفع تكاليف الحرب والنزاعات التي تغذيها سياسة قوة المصالح وهو يدفع مرة أخرى أخطاء ومخاطر ومغامرات هذه المصالح دون أن يكون معنيا بصياغة ما يريد او لا يريد فوجود المؤسسات الاعلامية الضخمة وسطوة سيطرتها على مفاصل صنع الوعي تجعل منه مسلوب الارادة في التغير أو التأثير لمصلحة مصلحة القوة التي يتفاخر بها الساسة الامريكان ومؤسسات صنع هذه السياسة المختفية خلف الجدران السوداء في أعلى ناطحات السحاب أو في الاقبية المخملية لمافيا السلاح والصناعات العملاقة واحتكاراتها على امتداد العالم من طوكيو حتى نيو يورك وواشنطن



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2


المزيد.....




- خريطة مواقع قواعد أمريكا بالدول العربية بعد ما دعا له مستشار ...
- ترامب يعلن تنفيذ ضربات -دمرت- مواقع نووية إيرانية -بالكامل- ...
- ما هي ردود الفعل السياسية والاعلامية في إسرائيل
- ترامب يعلن ضرب 3 منشأت نووية في إيران
- كوليس الضربة الأمريكية
- إيران: استهداف منشآتنا النووية عمل وحشي مخالف للقوانين الدول ...
- لفهم مدى قوة الضربة الأمريكية بإيران.. مسؤول يكشف تفاصيل ما ...
- -حان دورنا-.. مستشار خامنئي يدعو معددا 3 وسائل للانتقام من ا ...
- أول تعليق من هيئة الرقابة النووية السعودية بشأن الضربة الأمر ...
- مصدر لـCNN: أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيعتمد على رد فعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قوة المصالح ومصالح القوة ح2