أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السباهي - التغافل والتفريغ/ تقديم، القراءة الجديدة للنص الديني،















المزيد.....

التغافل والتفريغ/ تقديم، القراءة الجديدة للنص الديني،


محمد السباهي
(Mohamed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انا أفكر أنا مسلم
القراءة الجدد ليست محاولة لإعادة انتاج النص.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببساطة، أقول: هي محاولة للتغاضي والتغافل عن قراءة الأولين والتأسيس لقراءة جديدة، بمعزل عن الفهم السابق، للسلف الصالح.
يقول الشيخ محمد شبستري، في كتابه، (قراءة بشرية للدين):
( وأرى أننا بأشد الحاجة لإعادة النظر في فكرنا الديني والعمل على ترميمه وإصلاحه من أجل الكشف عن الأسئلة المطمورة). (1)
ويتفق مالك بن نبي في كتابه (الظاهرة القرآنية) مع شبستري في هذا الطرح، يقول:
( جوهر الموضوع، وهو الاهتمام بتحقيق منهج تحليلي في دراسة الظاهرة القرآنية، وهو منهج يحقق من الناحية العلمية هدفاً مزدوجاً هو:
1- يتيح للشباب المسلم فرصة التأمل في الدين.
2- وأنه يقترح إصلاحاً مناسباً للمنهج القديم في تفسير القرآن.
ينبغي أن ندرك ان التطور الثقافي يمر بمرحلة خطيرة، إذ تتلقى النهضة الإسلامية أفكارها واتجاهاتها الفنية عن الثقافة الغربية). (2)
أقول: إن الذي يمتلك الأدوات والمناهج والكفاءات، وله القدرة على سبر غور النص والغوص في أعماقه. لماذا يتقاعس عن أداء هذا العمل؟.
يرشدنا، الدكتور عبد الجبار الرفاعي، لجمالية الاشتغال على النصوص وفوائده، قائلاً:
( كلما اتسعت خبرتي بالنصوص أشرق إيماني، وتنامي حسي الأخلاقي، وتعمقت نزعتي الإنسانية). (3)
يقول علي حرب في (نقد الحقيقة) وكذا، قالت العرب:
( ذلك أن النقد يبين لنا أن الكلمات ليست بريئة في تمثيلها لعالم المعنى وأن المنطوقات لا تتواطأ مع المفهومات وأن الأسماء لا تشف عن المسميات. إنه يبين لنا أن للخطاب نشاطاته السرية وإجراءاته الخفية. ولهذا ليس النص نصاً على المعنى المراد بقدر ماهو حيّز لممارسة آلياته المختلفة في الحجب والخداع والتحوير والكبت والاستبعاد.. ) (4)
بيان:
( إن النصّ له قوة سحرية في الاستشهاد به كقول مأثور أو حكمة شعبية أو بيت شعر، وكأن الخطاب العقلاني المعاصر لا يكفي للإقناع إلاّ بعد تطعيمه بسلطة النص).(5)
جئنا بهذه النصوص، للاستئناس بها، فنحن نعلم أن أي باحث أو مشتغل في حقل من الحقول العلمية، يُطلبُ منه أن يأتي بنصوص تؤيد مدعاه. وهذا الفهم، يخلق لنا وجعاً، ويجعلنا أسرى لمنهج (الاتباع) دون ان يؤسس لنا أو يقدح فينا شرارة (الابداع والابتداع). وهذا الأمر يتضح بجلاء في مفهوم، (الإمامة والقطب). فَ(الصوفي) لابد له من قطب وطريقة، وكذلك أصحاب (الشريعة) لابد لهم من (إمام وشريعة).
تنويه وتنبيه:
ـــــــــــــــــــ لا أريد هنا الاخلال بقواعد البحث العلمي.
وتجسد لنا هذا الأمر بجلاء أكبر، حينما وصلنا الخطاب المؤسس (لذهنية التحريم) *، تحريم التفكير بعيداً عن الراعي، عن الجماعة، أو بتعبير نصر حامد أبو زيد، (التفكير في زمن التكفير)، (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).
وهذا القول، يؤسس لأمرين اثنين، هما:
1- وحدة الجماعة، واستحالة التفكير= النجاة، خارج هذه المنظومة. (وَنَادَىٰ-;---;-- نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ-;---;-- جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِۚ-;---;-- قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ-;---;-- وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) هود .
(116 - حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن فضيل بن عياض ، عن أبان ، عن شهر بن حوشب ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ذئب ابن آدم كذئب الغنم ، وإن ذئب الغنم يأخذ من الغنم الشاة المهزولة والقاصية ، ولا يدخل في الجماعة ، فالزموا العامة والجماعة والمساجد).(6)
2- التأسيس والتكريس، للمفهوم (الأبوي). وهذا المفهوم ظاهر في بني إسرائيل بوضوح، في قصة إتباع موسى للخضر، وفي تقديم القربان (التقدمة) والكلام مع الرب، اختص به النبي (موسى) وحده. ثم حدث تطور – تحدث عنه فرويد في كتابه موسى والتوحيد – جعل الكهانة حصراً في سبط (لاوي/ ليوي). ثم انتقلت إلى الرسل بعد (رفع) عيسى، وهكذا، كان الرسول محمد (ص)، قال تعالى: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر.
(قال: وأيّ شي ء أقول يا أميرالمؤمنين؟
قال: قل كما أقول: يا نوري في كلّ ظلمة، ويا اُنسي في كلّ وحشة، ...) .(7)
(فقلت: يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك، فقال: إن الله عزوجل مقلب القلوب والابصار ولكن قل كما أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). (8)
(هلك من ليس له حكيم يرشده). إذا لا تفكير خارج المنظومة، ولابد ان تأتي بشهادة (جودة)، ونحن لسنا بدعاً، فقد جاء (ابن عباس) بشهادة جودة، في مسائل نافع ابن الأزرق!.

حينما تقرأ للدكتور نصر حامد أبو زيد، تشعر بحرقة الرجل على الإسلام أكثر من الذين كفروه!.
ومن هذا المنطلق، ومن الشعار الذي رفعه في وجه، حراس مؤسسة الكهنوت:
أنا أفكر، أنا مسلم، ومنطق (الإحياء) الذي دعا إليه الشهيد (مطهري)، (نفهم أن المقصود من إحياء الفكر الديني ليس هو إحياء الدين نفسه، بل إحياء التفكير الديني بشأن الدين، وبعبارة أخرى غسل الأدمغة ممّا تراكم فيها من انحرافات وتشويهات بشأن الدين).(9)
نحاول جاهدين أن نؤسس لموضوعة جديدة في قراءة التراث العربي – الإسلامي. والنص الديني منه، تحديداً.
ونحن، هنا، لا ندعو إلى (نبذ التراث)، بقدر ما ندعو إلى فهم التراث فهم (منطقي). وهذا الفهم (المنطقي) يتبني في حده الأدنى (الأسس) المنطقية التي يزخر بها التراث وبيانها دونما حاجة (لمهاجمة) هذا التراث، أو طرح فكرة (نبذه وإلغاءه). وكذا، لا ندعو (لنقد النص) الديني، بقدر ما ندعو إلى قراءة النص الدين، دونما حاجة لإعادة الانتاج. كذا نحن لا ندعو إلى عقلنة الدين، بقدر ما ندعو، إلى (عقلنة الخطاب الديني).
(إنّ أقوى وأهم عنصر بقي من العالم القديم هو الدين الذي يُمثل أفضل تجليات الماضي ولا زال حاضراً بقوة في العالم الجديد ويستقطب عقول أكثر الناس وقلوبهم، وعلى صعيد آخر فإن العالم الجديد يملك عناصر قد لا تنسجم مع العالم القديم والتراث الديني. إنّ التقاطع الموجود والمهم بين التراث والحداثة أو بين العالم القديم والجديد دعا البعض إلى اتخاذ موقف صارم من أحد طرفي المعادلة والدعوة إلى إلغاء وإقصاء التراث أو الحداثة). (10)
وهذا القول، يستدعي منّا عدم التطرف و الشطط في القراءة، وكذا الكف عن القراءة الانتقائية ( القصدية- الإقصائية) التي تتسبب في (نفرة) الآخر(المعتدل) من أي مشروع يساهم في مواكبة متطلبات العصر الفكرية، والحضارية والاجتماعية. مشروع نهضة (الأمة) ينبغي أن يُبنى على قواعد سليمة، وأن لا يكون الكاتب ذئب بثياب حمل. علينا، ان نأتي للنص بعقل مفتوح، مجردين من كل حمولة فكرية وأيديولوجية يمكن أن تجهض لنا مشروع القراءة الجديدة.
وتنويهاً نقول:، إن القراءة التي نرجو، ليست قراءة بشرية للدين (شبستري) ولا هي تمارين على الكتابة الناسوتية (حسن قبيسي)، ولا هي نقد النص (علي حرب)، - كما قدمنا- ، ولم يأتِ لهدم مالا يتماشى مع المنهجية القرآنية ولا ينسجم مع السنن الكونية، (النوفلي- أقانيم اللامعقول). هي قراءة (استنطاق) مكنونات النص، وافراغ حمولته بكافة أبعادها ورؤاها وصورها التي يجود بها النص.
(لقد تباينت مشارب النقاد وتباينت مذاهبهم في تحديد المناهج النقدية لشرح النصوص، وتأويلها، وإيجاد أنجع الأساليب في التعامل مع الظاهرة الأدبية. وقد كان البحث عن قصدية مؤلف النص الهاجس المركزي عند الدارسين. والمتأمل في تناول بعض شراح النص الأدبي قديماً وحديثاً يلحظ أن الاحتكام إلى العوامل التاريخية والآراء الخارجية عن النص، كان يشكل انشغالهم المحوري، مما أدى بهم إلى طريق مسدود، لعدم استنادهم، في استنباطهم، إلى حقائق النص ومكوناته اللغوية، ومن ثم سيطرت عليهم القراءة النموذجية النمطية الجاهزة التي تحمل في عمقها طابع العمومية، والتاريخ، والمعطى الثابت).(11)
عملنا – في حقيقته – دعوة لنبذ التقليد. لأننا نؤمن أن التقليد، ليس سوى عملية - (كربنة واستنساخ) عقول. عقل واحد وبثه في عقول كثيرة، وبالمحصلة، تُصبح جميع هذه العقول متماثلة في التفكير والتأثير وفي الاستجابة. والتقليد، بعدُ، يُفقد الأمة، خاصية التجديد. لذا نستأنس بقول محمد أقبال، ( إن عماليقها وثوارها قد طغى عليهم التقليد فلا يخرجون – حتى في ابتكاراتهم وثورتهم – عن الطريق المرسوم والدائرة المحددة).(12)
ثم، كيف نستعيد هويتنا الثقافية دون قراءة هذا الموروث الثقافي قراءة واعية متأنية، بعيداً عن (القصدية). علينا، نحن المعنيين، المساهمة في تأسيس قراءة جديدة، وفهم جديد للنص الديني (القرآني) بعيداً عما قال السلف الصالح، متغافلين عن دورهم وكتابتهم وأثرها في تشكيل العقلية والذائقة العربية والإسلامية. وبعيداً، كذا، عن التعاطي والفهم (الاسكولائي) للنص، وبعيداً أكثر عن اشتراطات مناهج فهم الخطاب والنص الديني (الدوغمائية).
وقصدنا، بالقراءة (الواعية)، هي القراءة التي لا تنتج (التطرف) في حدّه الأدنى، فالذي أخرج (الخوارج) للسطح، هو الفهم (الراديكالي) للنص، وهو الفهم الذي جعل (شكري مصطفى) يُعيد لنا انتاج فكر (التكفير والهجرة)!، ومن قبله أعاد لنا (حسن البنا) فكرة (المؤاخاة) بتشكيله الحرس اٌسلامي، والذي عرف ي(الإخوان المسلمين). هذا (الاغتراب) عن الدين، اسهُ الكبير، هو عدم القدرة على فهم النص الديني، فهماً يرتقي لمراد (الحق) تعالى. لذلك سعى بعضهم، في محاولة حثيثة، لاستعادة (العصر التأسيسي)، بتعبير هشام جعيط، وجلب كل أدواته في محاولة ل(عبور) ما يمكن أن أسميه، ب(العصر الجاهلي)، وهذا ما أشار إليه سيد قطب، والذي اعتبر المجتمع، مجتمعاً جاهلياً.
ومصطلح (العبور) الذي أكد عليه، عبد الكريم سروش، لا يختلف من حيث الفهم عن مفهوم، (العبور) عند (البنا، سيد قطب، شكري، إلا من حيث الأدوات. لأن زمن (العبور) عند سروش مختلف عنه عند (الجماعة). ومشروع (العبور) هو تكملة لما بدأه (علي شريعتي) في كتابه (العودة إلى الذات). المنطلق واحد، لكن المرامي مختلفة.
والبحث عن (الهوية الثقافية) حق مشروع، طالما، نحن فقدنا، هويتنا الثقافية، وأصبحنا، نفكر وندور في فلك الآخر. هذا (الاغتراب الثقافي)، وهو اغتراب (أيديولوجي) في أصله، جعلنا، (نتعكز) على كل ما يأتي من (الآخر) الثقافي، بغض النظر عن مدى صلاحيته وقبوله، ليس (لواقعنا) الشرقي (لو جازت التسمية)، لكن، لفشله وعدم صلاحيته وديمومته وقابليته على الاستمرار ، كما هو الحاصل مع (الدين). ف(الدين) مستمر، والدين، شكل عقليتنا، شئنا أم أبينا، هذا الواقع لا يمكن إلغاءه أو التنصل من حقيقته. لكن الفكر (المستورد)، وأنا، أقرر، هنا، حقيقة، أنا لست ضده بالمطلق. فهناك ما يوائم ويلائم مع واقعنا ، ويمكن عدّه إضافة جيدة لتعزيز هذا الفكر.
أقول: إن كل نص، حتّى النصوص البشرية، تحمل معها، جرثومتها، ومفاتيح فك شفرتها.و طالما أن النص الديني، نزل بلغة العرب، فعلى العرب أن يفهموا الخطاب، وطالماً أن مراد الحق من هذا الخطاب، هو، البيان والتبين، والتفهيم، فالعيب، والقصور ليس في النص، وإنما في متلقي النص، فهو غير قادر وقابل على التواصل مع هذا النص.
إن قدرتنا على فهم النص توازي قدرتنا على كشف (مضامين) وحمولة النص. من خلال هذا الكشف، يتجلى (الفهم) الجديد النص الديني. بالعودة إلى النص (وحده)، دونما قبليات. بمعنى آخر، علينا أن نحرث الأرض البور، وأن يكون اشتغالنا في حقل نحن نؤسس له أليات الاشتغال، وان نحرث أرضه وفق رؤيا مغايرة لما قام به الأسلاف.
بودي، أن لا تكون قراءة النص الديني حكراً وحصراً على فئة دون فئة، وجماعة دون جماعة ومؤسسة دون أخرى، لأنها تقع تحت عنوان ثقافي- أيديولوجي معين! ونحن، هنا، لا ندعي، أن قراءتنا للنص الديني هي القراءة الوحيدة التي تجوز صراط القراءات، لكنها قراءة، ندعي، إنها، قراءة منتجة، وتنتج وعياً معرفيا. إن القابلية على انتاج المعرفة، هي الحقيقة التي نقف عندها، نتفق أو نختلف، لكنها، مع ذلك، تبقى قراءة منتجة. واختلافنا معها، لا يعني بحال، عدم نجاعة أفكارها وآليات اشتغالها، أو صدقيتها. وهي بعبارة مختلفة، ستكون قراءة مختلفة. تغوص في عالم النص، غوصاً، بعيداً، لا تقف عند حدود اللغة، وأن كانت اللغة هي (مفتاح) هذا الغوص.
بودي أيضاً، - وهكذا فعلت – أن ينزع الدارس للنص الديني، عباءة القداسة عن النص (حين الدراسة). إن إبقاء عباءة القداسة على النص، يمنع الدارس من الاقتراب أكثر من النص وسبر غوره، و يعطل فك شفرة النص، ويمنع النص من أن يجود بما يملك ويحمل من مضامين، وهي – برأي- عقبة كأداء في وجه الدارس الذي يلتزم هذه المنهجية في القراءة الحداثوية. التطور الثقافي يحتم علينا أن نلبس عباءة العصر الذي نعيشه لا عباءة الطوسي أو الطبري أو الطبرسي.
القراءة الجديدة، تُقدم خدمة للنص الديني، حيث إنها ستساهم برفع الكثير من المغالطات والحيف الذي حاق بالنص، كنص يحمل مضامين عالية، لا يمكن اختزالها في (أسباب النزول) و(المكي والمدني) و( المحكم والمتشابه). ونحن نعلم بشكوى القرآن (محمد موسى اليعقوبي) حيث أن هذا القرآن كان مهجوراً منذ زمن النزول، قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) الفرقان – وأن كان لنا تفصيل في معنى القرآن، سيأتي في محله- . فالفقيه والأصولي لم يحاولوا قراءة القرآن قراءة تدبر، ولا اخالني أفرط كثيراً، لو قلت: إن أغلب الفقهاء لم يعرفوا من القرآن سوى آيات الأحكام!. وعليه، طالما كانت المعرفة، كائن حي، واللغة، كائن حي، والمتلقي، كائن، والمرحلة، مرحلة صراع ثقافي، وصراع حضارات، (قال هنتنغتون: «لن تكون الأيديولوجيا والاقتصاد أساس المشاكل العالمية في المستقبل، ولكن الثقافة. ستظل الدول تلعب السياسة الدولية مع بعضها بعضا لكنها، أحيانا، ستلعب مع مجموعات حضارية وثقافية مختلفة. لهذا، لن يكون الصراع في المستقبل بين الدول، ولكن بين الحضارات). ورد عليه إدوارد سعيد، قائلاً:
(«ليست مشكلة هنتنغتون هي صراع الحضارات، ولكن هوية الحضارات. ما هي هوية الحضارة؟ إنه يخلط بين عوامل كثيرة ومتغيرة). (13)
اليوم، خطابنا الديني، خطاب منفلت، لا تحكمه ضوابط وغير خاضع لمعايير العلم، المتفق عليها عند أهل الصنعة والاختصاص. وليس هناك، خطاب مؤسساتي. وغياب الخطاب المؤسساتي يعني غياب التخطيط والنظام، ويؤشر إلى شيوع الفوضى واللانظام بين ظهراني هذه الجماعات التي تستدعي الخطاب الديني لإيصال مشروعها الإيديولوجي الرامي إلى نشر الدين، وإرجاع بعض هذه الأمة التي أخواها الاحتراب الطائفي والتناحر الفكري، وأخذت الإيديولوجيات المعاصرة، خيرت أبنائها لفقدان المؤسسة التي تملك الخطاب التوعوي.
ـــــــــــــــــــ
1- د. محمد مجتهد الشبستري، قراءة بشرية في الدين، ص 123.
2- مالك بن نبي، الظاهرة القرآنية، ص53.
3- د. عبد الحبار الرفاعي، قضايا إسلامية معاصرة، العدد 53، الهرمونطيقا والمناهج الحديثة في تفسير النصوص الدينية، ص 9.
4- علي حرب، نقد الحقيقة، مدخل، ص1.
5- محمد الخضر الصبيحي، مدخل إلى علم النص، ص 15.
* صادق جلال العظم، ذهنية التحريم، العنونة.
6- المسند الجامع، مسند عبد بن حميد، ح 116.
7- محمد الريشهري، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب و السنة و التاريخ، الخصائص العملية، 5.
8- العلامة المجلسي، بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة [149].
9- مرتضى مطهري، التجديد والاجتهاد في الإسلام، ص8.
10- عبد الكريم سروش، التراث والعلمانية، ص 6.
11- د. إيمان عيسى الناصر، ةحدة النص، وتعدد القراءات التأويلية في النقد العربي المعاصر. ص 7.
12- مرتضى مطهري، م/ س، ص21.
13- إدوارد سعيد، صراع الجهل. ص ؟



#محمد_السباهي (هاشتاغ)       Mohamed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجود وصراع الخلافة
- الدين وتحولات المنطقة
- الخبز والحرية
- عقم زوجات الأنبياء... سارة/ أليصابات/ عائشة
- ترسيس الهوية الشيعية
- موسى والقوم الظالمين
- في البلاغة العربية
- قريش... صفوة شعب الله المختار
- أقليم البصرة
- الدولة الشيعية
- النص والنص الموازي
- الموصل ... ما أشبه الليلة بالبارحة!
- الخطاب الموازي، الإسراء والمعراج إنموذجاً.
- شيزوفرينيا..
- الاحتضار السياسي/ معاً للهاوية ...
- البؤساء
- الإنسان أولاً ...
- أول بيت وضع للناس للذي ببكة
- براءة زنديق
- مرة اخرى.. قراءة خشنة، كتابة ناعمة.


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السباهي - التغافل والتفريغ/ تقديم، القراءة الجديدة للنص الديني،