أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السباهي - أول بيت وضع للناس للذي ببكة















المزيد.....

أول بيت وضع للناس للذي ببكة


محمد السباهي
(Mohamed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


﴿-;-إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ / فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾-;-.
آل عمران/96- 97
أكثر المفسرون القول في تحديد معنى كلمة (بكة) في تفاسيرهم، لكنهم، اتفقوا على الآتي :
إن (البك) هو الزحم/ الزحام . (بكه = زحمه(.
(بكة) اسم لبطن مكة ، و(مكة) اسم للحرم .
ثم توسعوا في القول. ومجمل أقوالهم لا تخرج عن التأويل لعدم ورود شاهد يؤيد ماذهبوا إليه . فهذا الطبرسي في (مجمع البيان) يقول:
(وأصل بكة البك وهو الزحم يقال بكة يبكه بكا إذا زحمه ويباك الناس إذا ازدحموا فبكة مزدحم الناس للطواف وهو ما حول الكعبة من داخل المسجد الحرام وقيل سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم ولم يمهلوا والبك دق العنق وأما مكة فيجوز أن يكون اشتقاقها كاشتقاق بكة وإبدال الميم من الباء كقوله (ضربة لازب ولازم... ﴿-;-لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾-;- قيل بكة المسجد ومكة الحرام كله يدخل فيه البيوت عن الزهري وضمرة بن ربيعة وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام) وقيل بكة بطن مكة عن أبي عبيدة وقيل بكة موضع البيت والمطاف ومكة اسم البلدة وعليه الأكثر وقيل بكة هي مكة والعرب تبدل الباء ميما مثل سبد رأسه وسمده عن مجاهد والضحاك.
والطبري يتفق مع الطبرسي في ذلك قائلاً:
7427 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " قال ، وضع للعبادة . وأما قوله : " للذي ببكة مباركا " فإنه يعني : للبيت الذي بمزدحم الناس لطوافهم في حجهم وعمرهم .
وأصل"البك" : الزحم ، يقال : منه : "بك فلان فلانا" إذا زحمه وصدمه - "فهو يبكه بكا ، وهم يتباكون فيه" ، يعني به : يتزاحمون ويتصادمون فيه . فكأن" بكة ""فعلة" من "بك فلان فلانا" زحمه ، سميت البقعة بفعل المزدحمين بها
فإذا كانت" بكة " ما وصفنا ، وكان موضع ازدحام الناس حول البيت ، وكان لا طواف يجوز خارج المسجد كان معلوما بذلك أن يكون ما حول الكعبةمن داخل المسجد ، وأن ما كان خارج المسجد فمكة ، لا" بكة " . لأنه لا معنى خارجه يوجب على الناس التباك فيه . وإذ كان ذلك كذلك ، كان بينا بذلك فساد قول من قال : " بكة " اسم لبطن " مكة " ، ومكة اسم للحرم .

7435 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : : حدثنا هشيم ، عن حصين ، عن أبي مالك الغفاري في قوله : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة " قال : "بكة " موضع البيت ، "ومكة " ما سوى ذلك .
ولا يختلف القرطبي في ذلك :
الثانية : قوله تعالى : للذي ببكة خبر " إن " واللام توكيد . و بكة موضع البيت ، ومكة سائر البلد -;- عن مالك بن أنس . وقال محمد بن شهاب : بكة المسجد ، ومكة الحرم كله ، تدخل فيه البيوت . قال مجاهد : بكة هي مكة . فالميم على هذا مبدلة من الباء -;- كما قالوا : طين لازب ولازم . وقاله الضحاك والمؤرج . ثم قيل : بكة مشتقة من البك وهو الازدحام . تباك القوم ازدحموا . وسميت بكة لازدحام الناس في موضع طوافهم . والبك : دق العنق . وقيل : سميت بذلك لأنها كانت تدق رقاب الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم . قال عبد الله بن الزبير : لم يقصدها جبار قط بسوء إلا وقصه الله عز وجل .

ولم يبتعد كثيراً أرباب المعاجم عما جاء به إخوانهم من أرباب التفسير. يقول ابن فارس ( معجم المقاييس):
ان (بكك) أصل واحد يجمع : التزاحم والمغالبة . ولا يختلف صاحب (التهذيب) و(القاموس) و(اللسان) و(التاج) في ذلك ،حيث أشاروا إلى نفس المؤدى . ورد فى معجم مختار الصحاح ص 62 طبعة 1978 فى باب (( ب ك ك )) :*
بكك - (بًَك) بفتح اباء وتشديد الكاف : زحم , وألبك , مصدر بمعنى ((الدق)) و( بك ) عنقه أى دقها وبابهما رد . و( بكه) إسم بطن مكة سميت بذلك لإزدحام الناس .
وقيل سميت بذلك لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة أى تقطعها .

وفي تلك الأقوال تضارب واختلاف بيّن في تحديد معنى (البك). فالطبري يورد أكثر من رأي ولا يميل إلى رأي معين، وأن كنّا نرى أنه يميل مع معنى (الأزدحام):
7438-1 حدثنا ابن المثنى قال : حدثنا عبد الصمد قال : : حدثنا شعبة قال : حدثنا سلمة ، عن مجاهد قال : إنما سميت "بكة " ، لأن الناس يتباكون فيها ، الرجال والنساء .
وقد يكون معنى (التباك) هنا هو معنى (البكاء) وصحفت الكلمة بدلالة قوله (لأن الناس يتباكون فيها ]يعني: بكة[ الرجال والنساء). وليس بمعنى التدافع لعدم حصول ذلك التدافع بتلك الأزمنة لقلة الناس الذين كانوا يأتون للحج من القبائل المجاورة. اللهم إلا أن نقول: إن الجزيرة العربية كانت هي المخزن البشري للعالم القديم ، ووهذا الرأي مطابق تماماً لما نؤمن به ، ومنها انطلقت كافة الرسالات السماوية.

7439 -2 حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن حماد ، عن سعيد قال : قلت : لأي شيء سميت "بكة "؟ قال : لأنهم يتباكون فيها قال : يعني : يزدحمون .
لاحظ في هذا الحديث يفسر لنا معنى التباك، إلا وهو الازدحام . أقول: هل كانت كلمة (الزحام) خافية عن أهل (بكة/ مكة) في تلك الأزمنة، فلماذا – مثلاً- لم يطلقوا عليها لفظ : (المزدحمة)، مقاربة مع لفظ (المزدلفة). ولماذا قالوا ب(التباك) ولم يقولوا ب(الزحام).

7440 -3 حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن الأسود بن قيس ، عن أبيه ، عن ابن الزبير قال : إنما سميت "بكة " ، لأنهم يأتونها حجاجا .
لاحظ في هذا الحديث أن المعنى اختلف تماماً . (سميت "بكة " ، لأنهم يأتونها حجاجا ). هل -ربّما - تعني (البك) أنها مشتقة من لفظ التلبية (لبيك اللهم لبيك)؟ وهل أن لفظ (لبيك) الذي هو معنى التلبية، مكون من مفردتين ، هما : (لبى+ بيك) = (لبَ + بيك) ←-;- (لبْ + بيك) الياء للنداء. والدلالة التي تُعطي معنى أكثر دقة ، إلا وهو: (لبى البيت). لأن سياق الكلام يؤدي إلى البيت، (أول بيت وضع للناس للذي ببكة). لاحظ أن الباء ليست حرف جر أو زائدة،(رغم ان النحاة قد اعربوها حرف جر)، لكن الحقيقة إنما هي (باء) لبى المضعفة . وهذا واضح كما هو عند المصريين في لهجتهم الدارجة (بيك/ بك) وتعني: السيد . ولايمكم بحال أن نقول: إن (للذي ببكة) حيث تكون الباء بمعنى (في)، لأنه بها يستقر عندنا معنىً واحد ، وهو : إن (بكة) هي البيت، و(مكة) هي الحرم .وهذا قول من جملة الأقوال .
تابع معي ما قاله ابن فارس في (المقاييس):
( بك ( الباء والكاف في المضاعف أصل يجمع التزاحم والمغالبة . قال الخليل : البك دق العنق . ويقال : سميت بكة لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم لم ينظروا . ويقال : بل سميت بكة لأن الناس بعضهم يبك بعضا في الطواف ، أي : يدفع . وقال الحسن : أي يتباكون فيها من كل وجه . وقيل أيضا : بكة فعلة من بككت الرجل : إذا رددته ووضعت منه .

لاحظ معي إعراب (للذي ببكة) :
اللام المزحلقة تفيد التوكيد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر إن، (ببكّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول، وعلامة الجرّ الفتحة ممنوع من الصرف.
في هذا الاعراب يؤكد على حقيقتين، هما:
إن هذا البيت هو أول بيت بدلالة التوكيد، وهذا مالايتم على نحو المطابقة الكلية لوجود بيوت سابقة عليه، وقد وجد الصحابة تخريجات لهذا القول .
يؤكد على أن لفظ (بكة) أعجمي، بدلالة منعها من الصرف، وجرها بالفتحة بدل الكسرة . لكن كيف تكون (بكة) وهي قدسُ أقداس العرب ، أعجمية ؟! لكن الحقيقة الأكيدة إن أبا العرب (إسماعيل) كان إعجمياً ، لفظاً وولادة وعرقاً . فهو من أصل آرامي،( آراميا، تائهاً كان أبي) هكذا ورد في التوراة في نسب إبراهيم خليل الرحمن. وأمه هاجر مصرية/ قبطية، وسكن مع قبائل جرهم اليمنية، فأصبح أباً للعرب !! وهذا القول يُضحك الثكلى . ونحن نرفض هذا القول الذي لا يمت للعلم بأية صلة . ولنا في هذا القول تتبعٌ وبحثٌ طويل الذيل .

7441 -4 حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " ، فإن الله بك به الناس جميعا ، فيصلي النساء قدام الرجال ، ولا يصلح ببلد غيره .
هنا (البك) يُعطي معنى الصلاة في البلد (مكة) ، وهو هنا يُريد جمعهم في (بكة) = في بيته .

وهناك بعض الآراء التي ذهبت أبعد من ذلك، وباتجاهات شتى، منها ، ماذهبت إليه الفاضلة (تحية عبد العزيز) في كتابها الموسوم : (التفسير العلمي لحروف أوائل سور القرآن الكريم)، حيث ذهبت إلى تفسير الكلمة صوتياً :
(فالرمز الصوتي لحرف ) الباء ( يدل على البداية ( لعمل او خلق او بناء لم يكن موجودا من قبل . ومن هنا نستطيع ان نفهم لماذا قال الله ( بكة ) ولم يقل ( مكة ) في الآية 96 آل عمران :
) إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) . لأن الآية تتحدث عن أول بيت وضع للناس على هذه الأرض , وهذا يتفق مع معنى حرف الباء في بداية الكلمة : رمز البداية .
وقد ورد لفظ ( مكة ) في الآية 24 سورة الفتح ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا .(
إن معنى اللفظ ( مكة ) وقد بدأت الكلمة بحرف)الميم ( وليس حرف الباء هو الثبات والمكث والبقاء الطويل . أي أنه قد بني ليدوم ويمكث طويلا حتى يرث الله الأرض ومن عليها . (

وقال بعضهم، مستدلاً بما ذكره الدكتور زغلول النجار في كتابه الموسوم ، (تفسير الآيات الكونية):
الباء في ( بكة ) لأنها شديدة مجهورة أقوى وأصلب من الميم في ( مكة ) ، وهذا والله أعلم لأن ( بكة ) هي مركز ( مكة ) وبؤرتها ومن طبيعة كتلة المركز أن تكون أقوى وأصلب مما سواها؛ حتى تجتذب إليها ما حولها، .....
وهذا يجعلنا نفكر في أن مخالفة الحرفين في الكلمتين هو تخالف معنوي وليس لفظيا فقط.. وليس لأنهما لغتان.

وذهب البعض الآخر إلى تفسير الكلمة من جهوياً.واستفاد من بعض ماورد في القرىن الكريم حول مكة وبطونها، وأكيد هو قد علم أن قصي بن كلاب، قد قسم مكة إلى قريش (البطاح) وقريش (الظواهر).

كأن البكّ من الشق المفلطح المستوي.
و المكّ من الغطاء المستوي في الأفق.
فبكة هي الأرض ومكة هي سماء بكة المعمورة بالسكان.
وسياق الآية : (ببطن مكة) فيه مفاد الاحتواء من الجهات الست: من الأمام والخلف واليمين والشمال والأعلى والأسفل..ودل أن المك هو الغطاء الأفقي من الأعلى لفظ (ببطن).

يقول ابن هشام في ( السيرة النبوية) :
"بكة لغة" . بمعنى : إن لفظ ( بكة ) هو مجرد لغة فى ( مكة ) ؟ .
ويرى الدكتور فاضل السامرائي في كتابه الموسوم (بلاغة الكلمة في التعبير القراني)، ان هذا ناشئ من الابدال .
وهو وضع مفردة بدلا عن مفردة اخرى شبيهه بها مثال ذلك مكة وبكة في قوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) ال عمران 96 وفي الفتح(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) الفتح24 " فقال في اية ال عمران (بكة) وقال في الفتح (مكة) وسبب ايرادها بالباء في ال عمران ان الاية في سياق الحج (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) فجاء بالاسم (بكة) من لفظ ( البك) الدال على الزحام لانه في الحج يبك الناس بعضهم بعضا أي يزحم بعضهم بعضا وسميت (بكه) لانهم يزدحمون فيها وليس السياق كذلك في اية الفتح فجاء بالاسم المشهور لها اعني (مكة) بالميم. ومشابه لذلك (بسطة/بصطة) و(اللائي/اللاتي ) وغيرها

وهناك من قال : إن (بكة) لغة قديمة هجرت، و(مكة) هي اللفظة التي كانت تطلق على (بكة) فيما بعد اندراس الاسم الأول (بكة). وناسب هذا القول، قول الحق تبارك وتعالى : ( إن اول بيت) وهو هنا يتحدث عن قدم البيت العتيق، فناسب ذلك، أن يأتي بالاسم الأول (بكة).

وهناك من زعم إن الاسم ( بكة ) ينطوى على سر دقيق من أسرار القرآن البيانية أو من أسراره التاريخية ؟ لكنه لم يبين لنا تلك الأسرار .
تتبقى بعض المقولات والمنقولات التي تسير وفق خط ايديولوجي معين، تحاول معه تطوبع النص من أجل الوصول إلى قراءة معينة، تطيب لها نفوس من يروج لها، منها ، ماورد عن الرابي (سعيد الفيومي) في ترجمة بعض نصوص التوراة (السامرية):
ذهب البعض إلى أن لفظ (بكة) ورد في الزبور، وجاءوا بترجمة للآية من موضع آخر للدلالة على ماذهبوا إليه :

وهاهو النص في الفاندايك "مز-84-5: طوبى لأناس عزهم بك. طرق بيتك في قلوبهم.
مز-84-6: عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا. أيضا ببركات يغطون مورة.
ونحن لو تمسكنا بهذه الترجمة واسقطناه على (بكة)، يكون المعنى هو ما ألمحنا إليه، من أن : (يتباكون) بمعنى ، يبكون وليس بمعنى (يتزاحمون/ يتدافعون) وهو مواقف لأصله في المعاجم العربية . وأكيد أن هذا الوادي هو وادي البكاء، حيث بكت السيدة هاجر لما تركت وليدها وجلست تنتظر موته ، وهما بلا ماء، حيث سعت بين الصفا والمروة – كما تخبرنا بذلك المرويات -. وهو بهذا يتفق مع ترجمة التوراة التي ذهبتت إلى إنه (وادي البكاء). في النسخة الإنجليزية
مزمور 84/ 6
They going through the vale of Baca, make welles therein: the raine also couereth the pooles

النسخة العربية
عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ .

ذُكرت مكة أيضا في (المزامير84/6) حيث كان داود صلى الله عليه وسلم يترنم ببيت الله بقوله "ما أسعد أولئك الذين يتلقون قوتهم منك ، الذين يتوقون لأداء الحج إلى جبل (المجتمع الديني الذي خَلُصَ لعبادة الله)وهم يمرون عبر وادي بكة الجاف فيصبح مكاناً للينابيع"، قال تعالى :"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين "آل عمران . وقال تعالى حاكيا دعاء إبراهيم صلى الله عليه وسلم باني الكعبة ذاكراً جفاف الوادي "ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم"ابراهيم وللعلم فقد قام مترجمو النسخة العربية بتحريف الترجمة إلى (وادي البكاء) مع إن اسم (بكة) في النص الإنجليزي يبدأ بحرف كبيرBaka يقابلها فيما يسمى (الأصل العبري)ה-;-ב-;-כ-;-א-;-،مما يعني أنه اسم علم،غير قابل للترجمة.كما قاموا بحذف لفظة(الحجاج)الواردة في (الأصل العبري)والنص الإنجليزي.

وأشار البعض إلى أن (وادي البكاء)، هو (وادي البقاع) !.
يبقى لدينا محاولة أخيرة لتأويل الكلمة (بكة)، وهو تأويل قديم جاهر به الدكتور سيد محمود القمني في كتابة (النبي إبراهيم والتاريخ المجهول)، وإليكهُ:
((فيما يبدو كانت كلمة ( مك ) أو ( بك ) تعنى البيت ، أو ربما ( البيت المقدس ) فى اللسان السامى ، ومثال لذلك معبد ( بعلبك ) فى لبنان ، والكلمة ( بعل - بك ) تعنى بيت البعل . . . وعادة ما تواتر فى تاريخ العبادات القديمة اطلاق اسم بيت الرب على محيطه بالكامل ، وهو ما حدث فى حالة بعلبك ((.

ولو سرنا مع هذا التأويل فستصبح العبارة أو ستكون قراءة الآية الشريفة، كالآتي:
( إن أول بيت وضع للناس هو البيت). لآن (بك) وهي المقطع الثاني من (بعل بك). = (رب البيت) في بعض التخريجات للاسم (بعل/ هاني بعل- هنيبعل).
لكن لو إعدنا كتابة الكلمة بعيداً عن الرسم العثماني، وستكون الكتابة بالإملاء المعاصر، ستكون : (ببكَ) بالفتح . وحتى إعراب الكلمة ، هو بالفتح ، مجرور بالفتحة بدل الكسرة لأنه ممنوع من الصرف . وأن كنت أرفض اعتبار وجود أي كلمة بالقرآن الكريمة غير عربية، لورود الآية الكريمة ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ يوسف2./ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً / طه113. قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُم... الزمر 28 ). ولتوارد الكثير من المؤيدات التي كشفت عنها الدراسات الحديثة والتي تؤكد انتشار العرب على مختلف اصقاع العالم .



#محمد_السباهي (هاشتاغ)       Mohamed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءة زنديق
- مرة اخرى.. قراءة خشنة، كتابة ناعمة.
- كتابة ناعمة / قراءة خشنة... قراءة في كتاب الأخضر العفيف.
- قراءة ناعمة/ كتابة خشنة، قراءة أولية في كتاب الأخضر العفيف
- الإرهاب المقدس
- جندي الكتابة، لؤي حمزة عباس.
- البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين. (2)
- البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين.
- الحرية ... وسيلة السعادة.
- الدين المعاملة ...
- الليبرالية بين التنابلة والحنابلة ..
- حتى أنت يا بروتس !!
- احتياجات خاصة
- أحمد القبنجي ... إلى أين ؟
- نصف ثورة / نصف انقلاب
- قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ
- القبنجي ... والليبرالية
- الليبرالية والشرط الانتخابي... هموم و نتائج
- طنبور طين
- إسماعيل... عربيُ أم أعجمي؟


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السباهي - أول بيت وضع للناس للذي ببكة