البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين.

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 17:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الـبئر المعطــلة
العقل)) ))
الرجل المقدس..النص المقدس !!
. (( هو القيم على الآمة القاصرة في معرفة أمور دينها ودنياها ))
إن من أهم أسباب فشل الكاتب (العربي/الإسلامي) في معرفة الحقيقة أو على أقل تقدير الاقتراب منها. هو أنه اصطدم بكم هائل من الموروث الشعبي/الرسمي،على حد سواء.
وهذا الموروث امتلك حصانة، وأصبحت له أهلية القانون في الحكم على الآخرين، بل حتى تجريمهم. وبالتالي أصبح الاقتراب من هذا (الموروث) يمحمل في طياته مجازفة كبرى . والنتيجة الحتمية لهذا، هو امتهان لعقل بعد أن أصبح هذا (الموروث) دين يدان به، بل ويجرم الأشخاص على أساس مخالفته.
ولا يمكن ل هكذا (نص مقدس/ رجل مقدس ) أن يتعرض إلى المحاكمة والنقد.لأن الهالة التي أحيط بها (جو القداسة والعصمة) جعلت من الصعب أن يتوجه النقد إلى الصحابي أوالمعصوم او الفقيه الأوحد. فهناك الكثير من المعوقات والمحاذير التي تحول دون الاقتراب من سدنة (هياكل الوهم).!!؟؟
إن ما كتبه القدماء يمثل الحقيقة، كل/ كامل الحقيقة، (الحقيقة المُطلقة)، ولا حقيقة عند غيرهم!. وأصبح الإشارة والتنبيه على بعض الأخطاء والتأويلات يمثل جريمة لا تغتفر. وأصبح التبرير إلى كل حق وباطل هو الشعار السائد. (لكل مرحلة شعاراتها)!.
والنتيجة؛ انه لايمكن الخروج من عقدة (النص المقدس/الرجل المقدس) إلا بتحرير العقول، والنيل من الخرافة والتعطيل!. وهذا إنما يكون ويتم من خلال طرح بعض متبنيات القدماء وكشف مدى مطابقتها للواقع والمنطق والتفكير السليم ومعطيات العلوم الحديثة!. ولا أظنني أخفي سراً، لو قلت سوف نجد مالا يسر كل عاقل (وألقى السمع وهو شهيد).
إن الحوار مع مؤسسة التزييف والخرافة لم يجدي نفعاً، ولن تخرج معهم بنتيجة تلغي ولو بعضاً من متبنياتهم. والسبب في ذلك جد بسيط وواضح. هوانهم أصبحوا يعتاشون على هكذا خرافة ودجل. أصبح مورد رزق دائم لهم .وهم بكل تأكيد يعلمون أنهم (يخلطون السم بالعسل ).وبالتالي أضطر ويضطر الكاتب (المفكر) إلى محاولة التوفيق بين (المقدس) وبين المعطيات التي وفرتها العلوم الأخرى، من لغة إلى تأريخ إلى علم الحفريات بالإضافة إلى العلوم المخبرية الأخرى، وكذلك ساهم علم الفضاء في كشف الكثير من الحقائق،!!
فهل وفق الكاتب(المفكر) في زحزحزة الحجر ولو قليلاً عن فم البئر. من خلال الجمع ين المتناقضات؟!. في رأي أن الكاتب/ المفكر يساهم بدرجة أكبر ولو من غير وعي إلى قبول فرضية القبول ب(التأويل) سواء أكان منه الفاسد أو المقبول. وهو بهذا يساهم في صنع التزيف أو علمنة/ عقلنة الفاسد والمزيف.
إن نظرية الحفاظ على (المقدس) جردت الأمة من أي خيار سوى خيار القبول بالأمر الواقع، وعدم الخروج على هكذا نـص أو رجل (مقدس ) !!. وبالتالي الحكم على كل من سولت له نفسه الاقتراب من سور مدينه الخرافة والتزييف. طالما كان هناك حراساً للهيكل ومحاكم للتفتيش، ومحارق.
إن أعطاء (الخرافة) سلطة القانون ومفاتيح قيادة الأمة. يعني بكل تأكيد الإجهاز على آخر ما تبقى من(عقل وضمير) في هذه الأمة. كما وأن أعطاء هذا الحق لهذه المؤسسة بإصدار الأحكام (بالردة تارة، وبالكفر والهرطقة والزندقة ، تارة أخرى). لهو استخفاف بالعقول، واستعباد للأمة بحجة حماية (اللاهوت =الناسوت )، حماية الأصنام من فأس إبراهيم، تكريس لعبادة اللات!!.
إن النتيجة التي ستؤول إليها الأمة ( أكاديمية لتخريج الانتحاريين والإرهابيين والعصابيين والقتلة المأجورين). وعلى ذلك سوف نبقى ندور في دوامة من العنف، ننتقل من السلف إلى الخلف، وكأننا خلقنا من أجل أن نجتر ما دار بين (السلف الصالح!) من خلاف!!. هل خلقنا من أجل هذا؟ أن نحمل أوزار ما شجر بينهم!.
روى ابن حنبل حديثاً، طويل الذين، منه هذا الكلام:(أذا وصلتم إلى أصحابي فأمسكوا). والشيء بالشيء يذكر. إن- محمود بن الربيع يذكر أنه عقل مجة مجها رسول الله (ص) في وجهه من دلو كان معلقا في دارهم. وتوفي رسول الله (ص) ول محمود بن الربيع من العمر خمس سنين. وعليه فهو صحابي – بحسب تعريف الصحابي- !! ويقول ابن حجر: إن نفراً من الجن أمنوا وسمعوا القرآن من النبي (ص) فهم صحابة !! ويقول الأمام أحمد !! لايجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص فمن فعل ذلك أدب فان تاب وألا جلد في الحبس حتى يموت في الحبس أو يرجع!!.

#محمد_السباهي (هاشتاغ)       Mohamed_Ali#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل