أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السباهي - الإنسان أولاً ...














المزيد.....

الإنسان أولاً ...


محمد السباهي
(Mohamed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نريد ان نبدأ الليبرالية من قمة الهرم،
لابد من تأسيس قاعدة راسخة ومتينة قوامها الشباب، ومن ثم الصعود والانطلاق نحو القمة. فنحن في العراق اليوم بحاجة :
1- فكر جديد.
2- قيادات قادرة على النهوض بهذا الفكر.
3- تاسيس قاعدة جماهيرية قوامها الشباب الواعي لمستقبله ومستقبل هذا البلد.
اليوم، كل ماموجود في العراق من شماله لجنوبه قيادات هزيلة وبائسة (التعبير/ لعادل رؤوف).

الأحزاب الدينية لا تملك أيديولوجية قادرة على الصمود في وسط هذا التزاحم الفكري، لا تملك أيديولوجية لبناء الإنسان وبناء البلدان.
كل ما تملكه أيديولوجية عتيقة لبناء الأديان قوامها قال الله، وقال الرسول (ص)، ونحن لا نختلف مع قول الله وقول الرسول (ص) لأننا نؤمن بالله وبالرسول (ص)، مكمن الاختلاف مع الأحزاب الدينية في كونها لا تملك أيديولوجية قادرة على المشاركة في بناء الدولة العصرية الحديثة القادرة على المنافسة والاتقاء بالإنسان !، وغير قادرة على المشاركة مع الاخر في بناء الدولة والإنسان لأنها، وبكل بساطة ترى نفسها على حق وان قولها مقدس لنها تنبع من رؤية دينية صرفة، مقدسة، لا يأتيها الباطل !
كل ما تملكه الأحزاب الدينية هي صنع الإنسان الديني الخاضع للغير والذي لا يملك سوى أن يقول: آمين لكل ما يقال له !!.

حينما تُريد بناء الإنسان وتأسيس دولة الإنسان، ينبغي ان نعطيه منذ البدء القدرة على الاختيار بمعزل عن الضغوط والتأثيرات الخارجية، كي يشعر أنه كائن له كينونة وذات واعية بمعزل عن إرادة وخيارات الأعلى " المقدس" / حزب/ فقيه/ ...
القدرة على التشخيص والقدرة على الاختيار، هما الاختبار الحقيقي الذي يشعر من خلاله الإنسان بمقدار وجوده وأهميته هذا الوجود. إننا بتأثيرنا على الآخر ومحاولة فرض خيارنا عليه، نقوم بعملية مسخ وتشويه ليس لخيار الإنسان فحسب، وإنما مسخ لصاحب الخيار، سحب الهوية الإنسانية منه، سيصبح عارياً، مجرداً من أي قدرة على المواجهة واتخاذ القرار بمعزل عن الآخر/ الفوقي!. وفي هذا هدم لشخصية وقوام وذات الإنسان "المكرمة"، أضف إلى هذا ما يترتب على على هذا من مفسدة أخلاقية وقانونية، وهو بعيد كل البعد عن براءة الذمة في القول والفعل، وبعيد أشد البعد عن مسلك حق الطاعة الذي ينادون به، لو كانوا يعلمون !.

أنا أرى أن هناك أزمة، وأزمة حقيقية في بناء وتشكيل بنية الفرد العراقي، فنحن ومنذ البدء لم نسمح لأبناءنا – وكذا فعل آباءنا- لم يتركوا لنا فرصة اتخاذ القرار، وبالتالي تحمل تبعات هذا الخيار والاختيار. بودي لو رجعت بي السنين إلى الوراء قليلاً لغيرت الكثير، الكثير من الخيارات والقناعات التي اُمليت عليّ من الخارج وفق مجموعة أنظمة وانساق مجتمعية وأيديولوجيات متناحرة، أضعنا فيها كل ما نملك من ضمير وعقل وإنسانية، وكُنّا مطايا يصعد عليها سلاطين الأيديولوجيات القميئة والقبيحة والتي تجلب لي الدوار كلما تذكرتها.

الإنسان أولاً...
ينبغي تجريم كل من يتعدى ويعتدي على منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية- مهما كانت صفته- لأن تحويل الإنسان- رجل- امرأة- طفل- إلى سلعة تجارية رخيصة أو تحويله إلى آلة للقتل والتخريب والدمار، عارٌ ما بعده عار.
على السياسي/ رجل الدين/ التاجر/ الأب ... أن لا ينجر وينجرف وراء عجلة الخراب والتخريب الحضاري هذه، وأن يلتفت إلى أمور هي من صميم عمله واختصاصه.
نحن نؤمن أن الإنسانية صنيعة الله، وهذه الصنيعة " المكرمة" والتي هي أفضل عند الله من الكعبة، نقول: يجب ولا نقول ينبغي، أن تصان، وأن تهيئ لها سُبل البناء والتطور بمعزل عما يؤمن به الآخر.
على رجل الدولة القادم أن يؤمن بهذه الأفكار، أن يؤمن بالإنسان.
ليس وظيفة رجل الدولة توفير الرغيف وحماية الحدود، واجبه الأهم هو بناء الإنسان والمحافظة على قدراته من الضياع والانجراف نحو الخراب والتخريب بكل أنواعه وأشكاله.
اليابان قامت ببناء الإنسان أولاً، ومن خلال بناء الإنسان ارتفعت قيمة اليابان شعباً ونهضت بارثها الحضاري، نهضت اليابان كدولة في النشاط الاقتصادي، وأصبحت البضاعة اليابانية تُمثل شعار الجودة، لأنهم قاموا ببناء الإنسان قبل بناء الصناعة، العالم الغربي يتطور وينهض ونحن في غيبوبة لا فواق بعدها .
أين نحن من أمة كانت خير ما أخرج للناس، نحن أبناء حضارة عمرها خمسة آلاف سنة، واقعين تحت نير مجموعات وأجندات وإرهاب دموي وفكري. كيف يمكن أن ننهض بالإنسان في بلدٍ كل شعاراته طائفية من هرم الدولة حتى أطفال المدارس الابتدائية !
كيف ننهض بالإنسان في زحمة المحاصصة الطائفية وبيع وشراء الذمم ؟!!
كيف تنهض أمة معلمها يعلم الأطفال الطائفية ، كيف تنهض؟!
شيخها في بيت الله يحرض على قتل عباد الله ؟!
لنا الله ولكم الشيطان، هنيئاً لنا صاحبنا ومبروك عليكم صاحبكم .............. ولا عزاء



#محمد_السباهي (هاشتاغ)       Mohamed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول بيت وضع للناس للذي ببكة
- براءة زنديق
- مرة اخرى.. قراءة خشنة، كتابة ناعمة.
- كتابة ناعمة / قراءة خشنة... قراءة في كتاب الأخضر العفيف.
- قراءة ناعمة/ كتابة خشنة، قراءة أولية في كتاب الأخضر العفيف
- الإرهاب المقدس
- جندي الكتابة، لؤي حمزة عباس.
- البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين. (2)
- البئر المعطلة / العقل عند العرب والمسلمين.
- الحرية ... وسيلة السعادة.
- الدين المعاملة ...
- الليبرالية بين التنابلة والحنابلة ..
- حتى أنت يا بروتس !!
- احتياجات خاصة
- أحمد القبنجي ... إلى أين ؟
- نصف ثورة / نصف انقلاب
- قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ
- القبنجي ... والليبرالية
- الليبرالية والشرط الانتخابي... هموم و نتائج
- طنبور طين


المزيد.....




- -انتهاكات سافرة-.. السعودية وقطر تدينان الغارة الإسرائيلية ق ...
- الدروز.. قصف إسرائيلي لمحيط القصر الرئاسي السوري وتهديد بعدم ...
- هل ستبني أمريكا قاعدة عسكرية في تيران وصنافير؟
- الجزائر تلجأ للقرعة لحصول الناس على الكباش الرومانية بسبب ال ...
- بعد صفقة المعادن... ترامب يسمح بتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعي ...
- لبنان يوجه رسالة إلى حماس: لا تحولوا أراضينا لمنصة لزعزعة ال ...
- أحداث العنف حيال الدروز في سوريا: برلين تدعو لضبط النفس ودمش ...
- سوريا.. محافظ السويداء يعلق على وضع المحافظة بعد يوم من التو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مجددا عن إجلاء عدد من الدروز بعد إصابت ...
- 100 يوم على العمليات الإسرائيلية في جنين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السباهي - الإنسان أولاً ...