أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السباهي - الدين وتحولات المنطقة















المزيد.....

الدين وتحولات المنطقة


محمد السباهي
(Mohamed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان مقبولاً، أن نقول، إن عودة الظاهرة (الإسلاموية) بقوة على الساحة العربية في البلدان التي تعاني من تخلف اقتصادي وتفشي الأمراض والرشوة والمحسوبية، فإنه من غير الجائز تعميم هذه الفكرة وانتشارها في بلدان عربية، ذات مستوى اجتماعي مرتفع مثل (الكويت والإمارات) واحتضان قطر وتبينيها للفكر السلفي. وهذا القول، يصدق على إيران العلمانية. فإيران الشاه، كانت خامس قوة عسكرية في العالم، وفيها من النمو الاقتصادي والرخاء ما يؤهلها للدخول في الحضيرة الأوربية، شعباً وجواً.
إذاً هناك، باعث، مهم وقوي لهذا التوجه، أكثر منه، باعثاً، باحثاً عن تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. فمجيء السيد الإمام الخميني في ثورة دراماتيكية، جعل الاخر الذي لا يشاطرك نفس الفكر، يتوجس منك خيفة. إذا فلابد من إيقاف هذا الفكر. فكانت الحرب العراقية- الإيرانية. لكنها لم تكن سوى شرارة كي تلبس المنطقة لبوسها الديني وتحمل عدة حربها.

حرب الخليج، وتأثيرها في تغيير موازين القوى في المنطقة
مما لا شك فيه، لكل متابع لتداعيات حرب الخليج الدراماتيكية، والنهاية لقطبي الحرب، عنيت السيد الإمام الخميني الذي (تجرع السمّ وهو يقوم بالتوقيع على نهاية الحرب العراقية الإيرانية، والقائد المنصور بالله الذي أخرجته القوات الأمريكية من الحفرة وهو أشبه بالمسخ وهو يُعرض على قنوات التلفزة.
هذه النهاية كانت متوقعة لحرب أيديولوجية عمرها أربعة عشر قرناً، دق المتحاربون ناقوسها في السقيفة، وأكملت الأجيال هذه الحرب على نفس الوتيرة وبنفس الإتجاه والأيديولوجية لكن مع وفرة بالدم، واصطفاف مع القوى الأخرى من أجل ذبح الأخ، وتخندق أبناء كل طائفة خلف قرنها وحامل لواء حربها الدموية.
والمراقب للحالة العربية نراها موزعة بين عدةّ اتجاهات وأشكال لحكم الشعوب العربية، فالملكية أو القبائلية أو بتعبير أقرب للدقة حكم الأسرة الواحدة، مثل آل سعود وأل الصباح وهكذا نرى طبيعة الحكم في منطقة الخليج العربي، الذين شكلوا فيما بينهم مابات يعرف ب(مجلس التعاون الخليجي). وهناك شكل آخر للحكم تمثّل بحكم العسكر، متابعة لنظام الحكم في تركيا (أتاتورك)، وموجة الانقلابات في العالم، وتمثل هذا في أول صوره، بانقلاب الضباط الأحرار في مصر ضد الملكية وتبعها الأسد وقاسم في سوريا والعراق، وبقيت بعض أشكال الحكم الملكي مثل المغرب والأردن، هناك بعض الأنظمة العربية شبه اليسارية مثل الجزائر وحكومة بومدين في تونس والجماهيرية الليبية الاشتراكية.
وكانت جميع هذه القوى والأنظمة على اختلاف أشكالها متحالفة فيما بينها ضد شعوبها ومستقتلة في سبيل البقاء على سدة الحكم، وكانت فيما بينها متحالفة تحالفات لا يرقى إليها الشك والريبة حتّى إنهم شكلوا ما بات يعرف ب( الدفاع المشترك)، وشكل قادة العراق ومصر والأردن واليمن ب(مجلس التعاون العربي) وكان مقره في بغداد، وكذلك توجه الأفارقة لتشكيل تحالفات تقوى أنظمة الحكم في بلدانها، مثل ليبيا التي انضمت لتحالفات أفريقية.
لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وشكل صدمة وشرخاً في العلاقات العربية فيما بينها، عنيت (غزو الكويت)، وكانت هذه الحرب عربية- عربية بامتياز، حيث وقفت دول الخليج العربي، أو دول مجلس التعاون الخليجي مع الدول التي كانت في عداء أيديولوجي مثل سوريا التي كانت الجناح الآخر لحزب البعث العربي الاشتراكي، وكذلك ليبيا، وحدث انقلاب من جهة مصر حيث وقفت مع دول مجلس التعاون وخروجها من التحالف الرباعي، وانضمت فلسطين لصف صدام وبقيت الأردن واليمن على موقفها الموالي لصدام حسين.
كانت هذه الحرب هي بداية لخلخلة النظام (العروبي) الهش ، والقائم على الفكر الأحادي، (قبائلي/ دكتاتوري). حيث سهل انتقال الجماهير العربية من الفكر القومي الذي بدأ مع عبد الناصر وقاسم والأسد نحو الفكر والرجوع للفكر الإسلامي، لكن بعباءة (إسلاموية) وليس إسلامية. وهذا الالتصاق بالمنظومة الفكرية الإسلامية التي كانت فيها بوادر العزاء والخلاص لكل إرهاصات وتبعات فترة الكولونيا لية والترهل وسرقة الثورة فيما بعد الكولونيالية.
فغزو الكويت أشر، بما لا يقبل الدحض لدخول المنطقة، مرحلة الصراع الديني، بأوضح صوره. فربّما تستر البعض، وحاول تحويل وجهة الحرب العراقية- الإيرانية، ولم يعتبرها، حرباً طائفية/ دينية، لكن حرب الكويت، هيأت الوضع لدخول المنطقة لتقبل هكذا شكل ونوع من الحروب، بعد اعتبار، ومن خلال الماكينة الإعلامية العالمية والعربية، تصوير (التحالف الدولي) هو الجيل الجديد من (الحرب الصليبية) حيث، تم (أيقنة) صورة صدام حسين وجعلها البديل للقائد الكردي (صلاح الدين الأيوبي) الذي حارب الصليبيين. واصطف (العروبين والإسلامويين) مع صدام حسين، دون مراعاة لحساسية الموقف العربي- العربي، والعربي- الدولي، وحجم المخاطر الناشئة من وراء هكذا اصطفاف.
وبدأنا الدخول في مرحلة جديدة، حيث بدأت في العراق (الحملة الإيمانية) وتسمى صدام حسين ب(عبد الله المؤمن) وفي ليبيا كان هناك (الكتاب الأخضر) مع تنامي قوة المجاهدين الذي عادوا مكللين بالنصر في أفغانستان، وبدأت تستيقظ الجماعات النائمة أو التي انتهت على ما كان يبدو لرجال الأمن، مثل (التكفير والهجرة)، بحلتها الجديدة، وتحول (الإخوان المسلمين) لقوة فاعلة على الساحة العربية، وظهرت في لبنان (حزب الله) المدعوم من إيران وسوريا، ومنظمة التحرير الفلسطينية الجناح العسكري لمنظمة فتح، وظهرت حماس ومنظرها (أحمد ياسين)، وظهرت القاعدة التي تشكلت وتدربت على يد المخابرات الأمريكية وبأموال خليجية، وتفاقم أمرها بعد حادث برجي التجارة العالمية، وظهر في العراق (الرجل الأبيض) عنيت السيد محمد صادق الصدر الذي شكل نقلة نوعية في الصراع الأيديولوجي الشيعي – السنّي في العراق، أو ظهرت بوادر نهضة شيعية على يد الوريث الشرعي، فكراً ونسباً للسيد الشهيد محمد باقر الصدر، حيث بدأ الصوت الشيعي يرتفع مع ارتفاع نجم الرجل الأبيض ووعي الشارع الشيعي بضرورة كسر قيد وسيطرة الأقلية السنية في العراق، ومحاولة الضغط على الحكومة لتخفيف قبضتها على الممارسات والشعائر والحوزات الشيعية في العراق.
ولا يختلف الأمر كذلك في السودان حيث كان الترابي، وتنامت الحركات الإسلامية في الجزائر ومصر التي تكللت بحادثة الكلية العسكرية وحادثة المنصة التي قتل فيها الرئيس السادات،
إن غزو الكويت شكل انعطافة كبرى في علاقة الخليج مع جيرانها ومع إسرائيل، فلم تعد إسرائيل هي العدو الحقيقي الذي يهدد أمن الخليج، وإنما هناك عدو عربي تمثل في انفلات القوة العراقية عن عقالها ومهاجمتها الكويت والسعودية وإسرائيل، فأصبح هؤلاء الثلاثة في خندق العداء العربي المشترك. وعدو آخر بدأت قوته تتنامى، وهو عدو تقليدي، عنيت (شرطي الخليج) وهو العدو التقليدي لدول الخليج العربي، لكنه اليوم يلبس لبوساً أيديولوجياً، سيعكر مياه الخليج العربي لأمد غير منظور. وهذا العدو الذي بدأ يرسخ أقدامه في الخليج (الفارسي). نزع عباءة الشاه العلمانية ولبس عمامة وعباءة الدين مع مجيء السيد الخميني لسدة الحكم.








#محمد_السباهي (هاشتاغ)       Mohamed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز والحرية
- عقم زوجات الأنبياء... سارة/ أليصابات/ عائشة
- ترسيس الهوية الشيعية
- موسى والقوم الظالمين
- في البلاغة العربية
- قريش... صفوة شعب الله المختار
- أقليم البصرة
- الدولة الشيعية
- النص والنص الموازي
- الموصل ... ما أشبه الليلة بالبارحة!
- الخطاب الموازي، الإسراء والمعراج إنموذجاً.
- شيزوفرينيا..
- الاحتضار السياسي/ معاً للهاوية ...
- البؤساء
- الإنسان أولاً ...
- أول بيت وضع للناس للذي ببكة
- براءة زنديق
- مرة اخرى.. قراءة خشنة، كتابة ناعمة.
- كتابة ناعمة / قراءة خشنة... قراءة في كتاب الأخضر العفيف.
- قراءة ناعمة/ كتابة خشنة، قراءة أولية في كتاب الأخضر العفيف


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السباهي - الدين وتحولات المنطقة