أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السباهي - الخبز والحرية














المزيد.....

الخبز والحرية


محمد السباهي
(Mohamed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان أمير المؤمنين قد أجاز للجائع أن يشهر سيفه على الناس.
ألا يحق لنا أن نشهر آرائنا فنقول:
إن مجتمعاتنا العربية بحاجة للحرية أكثر من حاجتها للخبز. لأن الحرية تأتي بالخبز، اما البحث عن الخبز قد لا يأتي حتى بالخبز، فضلاً عن الحرية!
إن بحث ((الإنسان)) عن الخبز بمعزل عن الحرية يتساوى مع بحث (( الدابة)) عن علفها! (دابة همها تقممها) كما يقول أمير المؤمنين. قد يرى البعض أننا ضد الإنسان البسيط أو الكسب البسيط ! أبداً. أننا مع العمل. لكن ينبغي أن يكون مع العمل كرامة وهامش حرية يتيح للإنسان أن يرفع رأسه حتى لو كان (ماسح أحذية).
هنا يصدق القول: (بعض الإنسان لا إنسان). الإنسان الذي يبحث عن الخبز بمعزل عن الحرية. إنسان قد تربى في معلف الدواب. أنا هنا لا أريد التقليل من قيمة الإنسان أو (الشتيمة)، أنا أريد الوصول إلى نتيجة مفادها:
إن فقدان جزء من الإنسان يحعل من الإنسان (كياناً ناقصاً). إن فقدان العقل، هو فقدان للأهلية. كما أن فقدان الحرية فقدان للأهلية. ف(العبد) غير مؤهل للتملك، بل هو وما يملك ملكٌ لسيده!. فالبحث عن الحرية يُعتبر أولوية. لا أجازف لو قلت: تسبق البحث عن الخبز.
الحرية قيمة أعلى من قيمة الخبز... قد يرى البعض أن الخيز مادة الحياة!
وهذا القول يتساوق مع القول الذي يُنسب إلى شكسبير أو فلوطين: (أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاُ ). ولا أدري ما دخل الخبز بالثقافة!
لكن ( ستانسلافسكي ) ينزع الخبز ويمشي حافياً، حيث يقول : ( أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً).
أن الأمة التي تفكر ب(الخبز) أكثر من تفكيرها بحريتها، حاضرها وتقرير مصيرها ومستقبلها، هي أمة منقادة، ليست أمة قائدة.
يمكن بسهولة أن نرد على هذا القول(قد يرى البعض أن الخيز مادة الحياة) رداً دينياً، ونستشهد بقول السيد المسيح: ليس بالخبز وحده يحياً الإنسان.
أقول:
هذه المقولة إذ تصحُ وتصدق، إنّمايصحُ ويصدق على (الدواب). اما الإنسان فمادة الحياة عنده هي: الحرية. والحرية مستبطنة لمعنى (الكرامة). فنقول: ناقة حرّة، أي، كريمة. وقد أعطى لنا عنترة بن شداد هذا المعنى في معلقته حيث يقول:
فشككت بالرمح الطويل ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم
الشاعر، هنا أن يُجري مقارنة بينه كَ(عبد) وبين غريمه (الحرّ). ويرى أن الحرّ( الكريم) ليس بحرام ولا محرمٌ عليه القتل حاله حال العبد.

إن تكون حراُ، فهذا يعني إنك إنسان
إن تكون عبداً مقيداً بسلاسل وأغلال فكرية وعقائدية لا تستطيع منها فكاكاً. فهذا لا يُلغي الأنسانية ، بل يجعلها إنسانية نافصة. وكما يقول أحمد لطفي السيد:
فالحرية الناقصة حياة ناقصة، وفقدان الحرية هو الموت .. لأن الحرية هى معنى الحياة.





#محمد_السباهي (هاشتاغ)       Mohamed_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقم زوجات الأنبياء... سارة/ أليصابات/ عائشة
- ترسيس الهوية الشيعية
- موسى والقوم الظالمين
- في البلاغة العربية
- قريش... صفوة شعب الله المختار
- أقليم البصرة
- الدولة الشيعية
- النص والنص الموازي
- الموصل ... ما أشبه الليلة بالبارحة!
- الخطاب الموازي، الإسراء والمعراج إنموذجاً.
- شيزوفرينيا..
- الاحتضار السياسي/ معاً للهاوية ...
- البؤساء
- الإنسان أولاً ...
- أول بيت وضع للناس للذي ببكة
- براءة زنديق
- مرة اخرى.. قراءة خشنة، كتابة ناعمة.
- كتابة ناعمة / قراءة خشنة... قراءة في كتاب الأخضر العفيف.
- قراءة ناعمة/ كتابة خشنة، قراءة أولية في كتاب الأخضر العفيف
- الإرهاب المقدس


المزيد.....




- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد
- مصر تعتبر المظاهرات أمام سفاراتها لا تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السباهي - الخبز والحرية