أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - حبيبي الذي جاء من سفر














المزيد.....

حبيبي الذي جاء من سفر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


انتظرُته أربعَ سنواتٍ مما يعدّون. ولم يأتِ أبدًا. ارتقبتُه عامًا إثر عامٍ. هاتفتُ كلَّ مَن يعرفُ حبيبي ليدلّني على موعد وصوله، وكانوا يطمئنونني: "قريبًا سيأتي." ولكن هذه ال"قريبًا" ظلَّت بعيدة كالمستحيل الرابع. ولأن حبيبي مثقفٌ، كنتُ أترقبُه مع كل معرض كتاب، قائلةً لنفسي: “سأفرحُ به هذا العام، لابد سأراه واقفًا هناك، متكئًا على كومة الكتب هذه، أو متواريًا وراء تلك. فأركضُ إليه. أخطفُه من بين العيون والكتب. ألمسُه بيدي، أتأملُ وسامتَه، أمسحُ على وجهه بأناملي، ثم أضمّه إلى صدري. وبعدما أُفيقُ من سَكْرةِ اللقاء الأول، أخرجُ به إلى فضاءات الدنيا، وأنا أتأبطُ مرفقَه، ثم أذهب إلى صديقاتي وأصدقائي من الأدباء والقرّاء، أُقدّمُه لهم في خُيلاء وفرح؛ قائلة: “أيها الرفاقُ، ها حبيبي قد أتى بعدما عذّبني انتظارُه سنواتٍ. جاء إليّ جميلًا أنيقًا وفارسًا. هو الذي سيعلّمكم الحبَّ. فأصيخوا السمعَ وافتحوا قلوبكم على الحياة والعشق، وتعلّموا.
لماذا تأخر حبيبي عن المجيء أعوامًا أربعة؟ لأن الثوراتِ والاضطراباتِ والرصاصَ ودمَ الشهداءِ وصرخاتِ الثكالى وأنيَن الجوعى والمُتعبين، تَقضُّ نومَه وتُربِكُ موازينه، وتُزعج هدوءه، فيختفي. حبيبي يكره الخللَ المجتمعيّ والسياسي والفوضى والدمَ والظلمَ والتباغضَ، ويعشقُ السلام والهدوءَ والتحضّرَ والسموَّ. ربما لهذا اختارَ حبيبي يومَ عيد الحبِّ 14 فبراير، ليأتي. لم يظهر في معرض الكتاب هذا العام، كما كنتُ أرجو وأترقّب رؤياه بين أغلفة الكتب كما اعتاد كلُّ أحبّتي العشرين قبلَه أن يواعدوني. إنما جاء يوم الڤ-;-لانتين ليملأ قلبي بالفرح، كما فرحة الزهور البرتقالية والصفراء والحمراء التي أرسلها لي حبيبي مع ساعي البريد فضمّد جراحي وناولني كأسَ الرجاء.
هذا كتابي الجديد، رقم واحد وعشرون في قائمة الكتب التي أصدرتُها حتى الآن. “لماذا نحبُّ؟ طبيعةُ الحب وكيمياؤه"، من تأليف عالمة الأنثروبولوچي الأمريكية "هيلين فيشر"، وترجمتي إلى العربية. صدر أخيرًا عن "المركز القومي للترجمة"، بعد سنواتٍ أربع قضاها بين المكاتب والإدارات ومصممي الأغلفة والمطابع. جاء بطيئًا لكن في وثوق العاشق الفارس الذي لا يخلفُ موعده وإن تأخر. أخّرته الثوراتُ والمعارك الفكرية ومطاردة لصوص الإخوان حتى رحلوا. لكنه جاء. متى؟ يوم عيد الحب. لماذا؟ ليعلّمنا الحبَّ الذي هو أكثرُ ما نحتاجُ إليه الآن. غضبتُ كثيرًا لتأخر صدوره، لكنه عرف كيف يختار التوقيت المناسب الذي يليق بكتاب قيّم، أعلمُ أنه إضافة جميلة للمكتبة العربية. أتعبني وأرهقني وطرد النومَ عن جفوني وتسارعت مع صفحاتِه دقّاتُ قلبي، شأنَ ما يفعل العشّاقُ بحبيباتهم، لكنه جاء يحمل الفرح.
اقرأوا حبيبي الجديد، واسعدوا به، وتعلّموا منه الحبَّ؛ كما علّمني.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط الغزاة
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون
- قلمي أمام سوطك
- ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل
- هل نتحدث إلى الله؟
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي
- تنّورة ميم
- مصرُ تُقبّل جبينَ السعودية
- الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك
- النملة أنس
- قطراتٌ من محبرتي في -الثورة الأم-
- مطلوب ألف مارتن لوثر
- محاكمتي في قضية رأي تتزامن مع معرض الكتاب والرأي


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - حبيبي الذي جاء من سفر