أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الأقباط الغزاة














المزيد.....

الأقباط الغزاة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 15:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(هذا المقال موجّه لكل من مازال يجهل معنى كلمة "قبطي"، ولكل من مازال يجهل تاريخ مصر الذي زيفه المزيفون وكتبوا لنا تاريخًا مغلوطًا لكي تغيب الحقائق فنتوه وننسى ماضينا فنفقد معه حاضرنا ومستقبلنا.)
---
إن سبّب لك العنوانُ صدمةً، فقد أتى ثمرَه عزيزي القارئ. فذاك بالفعل ما وددتُ أن أصنعه بك، لا من باب أن أردَّ إليك الصدمةَ التي ضربتني حينما قرأت تلك العبارة، بل لإيماني أن بالصدمات الموجعة علاجًا من العلل، وإلا ما مزّق الجراح أضلعنا بالمشارط لكي نطيب ونبرأ من أسقامنا.
شاهدتُ تلك العبارة الصادمة على لافتة كبيرة مما يرفعها المتظاهرون في التظاهرات. المكان: أمام مبنى محافظة أسوان. الزمان: حول نهاية سبتمبر 2011 حيث حرق متطرفون جهلاء كنيسة الماريناب بإدفو أسوان.
اللافتة تقول: “نطالب بطرد الأقباط الغُزاة"! ذهبتُ إلى حاملها وعلى وجهي ابتسامة مُرّة، ودار بيننا الحوار التالي:
أنا: اسمع يا عزيزي. أنت حُر في اختيارك أن تكون شريرًا، فتُشرّد الآمنين وتطردهم من ديارهم. لكن لا تجمع بين الشر والجهل. لن أحاسبك على الشر، فذاك شأنُ الله والقانون، إنما شأني ككاتبة تنويرية أن أزيل جهلك. كلمة "أقباط" لا تجتمع مع كلمة "غُزاة" حال الكلام عن مصر. فقبطي تعني مصري. فهل يغزو المصريُّ بلده؟! إن تكن شريرًا فلا تكن جهولا، فاجتماع الشر والجهل كارثة.
هو: ازاي بقى مصريين وأساميهم: ماري، ومايكل؟ دي مش أسماء مصرية أصلا، يبقوا أجانب غُزاة.
أنا: ما اسمك؟
هو: عبد الرحمن.
أنا: أهلا عبده، أنا فاطمة. هل تعلم أن اسمينا لا ينتميان لمصر أيضًا؟ إنما هي أسماء عربية. نحن المسلمين نسمي أولادنا على أسماء غالية عندنا: محمد، عائشة، فاطمة، أبو بكر، أسماء، عبد الرحمن الخ. والمسيحيون أيضًا يسمون أبناءهم على أسماء قديسيهم. أسماؤنا وأسماؤهم ليست مصرية. وحسب منطقك نصبح نحن أيضًا غزاة! هل تقبل؟
هو: يا سلام! أومال الأسماء المصرية تبقى ايه بقا إن شاء الله؟
أنا: حور محب، مينا، زوسر، نڤ-;-رتيتي، نڤ-;-رتاري، إيزيس، أوزوريس، حورس، أمنحتب، حتحور، حتشبسوت، سنوسرت، الخ.
هو: …... (صمت وراح يفكر).
أنا: قبطي مش معناها مسيحي، وبل مصري. حضرتك وحضرتي أقباط لأننا مصريين مش غُزاة يا عزيزي عبد الرحمن.
***
مرّة هنأت إخوتي المسيحيين بأحد أعيادهم على صفحتي. فتمطّع أحد العباقرة الذين يتخفون وراء أسماء مستعارة في حواري فيس بوك وأزقّتها، وكتب: “انت لو "كفتة" زيهم مكنتيش تحبيهم كده.”
فرددتُ عليه قائلة: “طبعا أنت تقصد (كوفتس) مش (كفتة). وطبعًا أنت لا تعلم معنى كلمة (كوفتس). فضحتَ جهلك بنفسك؛ فدعني أعلمك درسًا صغيرًا. "كوفتس" يا رعاك الله يعني (قبطي) Coptic. والكلمة تحوير للكلمة اليونانية "إيچيبتوس"، ومنها كلمة "إيچبت" Egypt أي "مصر". وأصل الكلمة فرعوني: (ها كا بتاح ) يعني (منزل روح الإله بتاح). و"بتاح" هو الإله الذي نادى على الدنيا للوجود، حسب الميثولوچيا المصرية، ويصوَّر على جدران المعابد كهيئة رجل مُكفّن يمسك في يده عصا صولجان في طرفها مفتاح الحياة الشهير. وبالتالي فكل مصري من سلالة أجدادنا الفراعين هو قبطي أو كوفتس.
والشاهد أن إخواتنا المصريين المسيحيين تمسكوا بذلك اللقب (قبطي) ورفضوا التفريط فيه لأنهم يعتزون بهُويتهم المصرية القديمة. لهذا يظن بسطاء الثقافة أن "قبطي" تعني "مسيحي”. بينما نحن المصريين المسلمين تخلينا عن ذلك اللقب العزيز عن جهل بتاريخنا وهويتنا وسلفنا وحضارتنا العظيمة. لهذا يا هذا فأنا بالفعل كوفتس مثلهم، لأنني مصرية مثلهم، أما العقيدة فلا علاقة لها بالعِرق والهوية. فأنا كوفتس مسلمة، وهم كفاتسة مسيحييون. فإن كنت لا تعرف أنك "كوفتس" مثلهم، فإن مصر لا يشرفها أن تكون ابنًا لها.
أعتذر عن عنوان المقال الذي قد يكون صادمًا. لكنني تعمّدتُ هذا لأن المعلومة التي تصاحب صدمة ما، تكون أثبتَ في الدماغ. وقد تعبنا وجفّت حلوقنا من تكرار هذه المعلومة البسيطة: قبطي= مصري. أطالبُ وزارات التعليم والإعلام والثقافة بترسيخ هويتنا المصرية لدى النشء وتصحيح المعلومات المغلوطة التي تسري في ثقافتنا الشعبية مسرى الدم.
أيها المسيحيون الأقباط المصريون الكفاتسة، طوبى لكم حفاظكم على هويتنا المصرية وتمسككم بها، والعُقبى لنا مثلكم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون
- قلمي أمام سوطك
- ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل
- هل نتحدث إلى الله؟
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي
- تنّورة ميم
- مصرُ تُقبّل جبينَ السعودية
- الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك
- النملة أنس
- قطراتٌ من محبرتي في -الثورة الأم-
- مطلوب ألف مارتن لوثر
- محاكمتي في قضية رأي تتزامن مع معرض الكتاب والرأي
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الأقباط الغزاة