أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - من بدَّل دينكم فاقتلوه














المزيد.....

من بدَّل دينكم فاقتلوه


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلال الأعوام الماضية تنافست السلطات الدينية في الدول الإسلامية في سباق مثير لقتل أو اعتقال أكبر عددٍ ممكن من المخالفين فكرياً للفكر الإسلامي المتشدد..لهذا أصبح من المألوف جداً بين فترةٍ و أخرى أن نشاهد اعتقال كاتبٍ صحفي أو مدون و محاكمته بتهمة الردة..تلك التهمة التي اخترعها البخاري كما اخترع عدة أمور أخرى يؤمن بها العديد من المسلمين إيماناً لا يخالطه أي شك للأسف.

أغلب المسلمين هم كذلك بالوراثة..أي أن المسلم يُولد و يتم تسجيل الإسلام في خانة ديانته دون الإصغاء لرأيه الغير مهم..نعم أعلم أن الجميع في ذلك الوقت يكون في المهد و معجزة التحدث في ذلك الحين من الصعب تكرارها و لكن لو تغاضينا عن تلك المعجزات التي لم تعد تحدث كما في السابق فسنجد أن الإسلام لم يُعرض على الفرد المسلم ليقرر بكامل إرادته الحرة أن يؤمن به..أي أن جميع المسلمين بالوراثة دخلوا الإسلام قسراً و هو ما يعتبر حسب الشريعة الإسلامية إكراه لا يُحاسب المرء على نقضه له في أي مرحلةٍ مستقبلية..و لكننا نجد أنه عندما يفكر أي مسلم في ممارسة حرية المعتقد كما كفلها له الله في القرآن الكريم يتم قتله!!..ليقع الفرد المسلم في براثن هذا المنطق الثعباني الذي يلتهم بعضه بعضاً كما سيفعل به إن حاول فهمه.

أتذكر أنه قبل عدة سنوات و في حلقة من برنامج الشريعة و الحياة على قناة الجزيرة -إذ لم أكن مخطئة- تم استضافة "الشيخ" يوسف القرضاوي ليتحدث عن مشروعية حكم الردة في الإسلام فقال:"لو تركوا -يقصد المسلمين- حكم الردة ما كان هناك إسلام..و لكان انتهى الإسلام منذ وفاة الرسول الكريم"..و هو ما أعتبره اعتراف صريح منه بأنه يؤمن في قرارة نفسه بهشاشة الإسلام كمعتقدٍ فكري و إنه لو تم إخضاعه للتمحيص فسوف يتراجع عن الإيمان به أغلب معتنقيه لهذا يتم إجبارهم عليه عن طريق التخويف بالقتل.

فبوجود حكم الردة يحجم الكثيرون عن التعبير علانيةً عن معتقداتهم مما ساهم في إنشاء مجتمعات بأكملها تقوم على النفاق و الخوف..نعم الخوف فالإسلام قد يكون أصبح بالنسبة للكثيرين عبارة عن فكرةٍ تشبه في كثيرٍ من تفاصيلها الداخلية تفاصيل الفكرة التي تقوم على أساسها عصابات الجريمة المنظمة و التي لا تقبل أن تنسلخ عنها بعد أن تكتشف الكثير من قبحها الداخلي..لهذا سنلاحظ أن الكتابة باستخدام اسمٍ مستعار قد يكون اختراع غربي و لكنه مستخدم في العالم العربي بشكلٍ أكثر احترافية..ففي العالم الغربي سقف الخوف مرتفع جداً مقارنة بسقفنا الذي تصطدم به رؤوسنا كلما انتصبت قاماتنا واقفةً و لو قليلاً.

لا ترغب في تغيير معتقدك الديني من الإسلام لسواه و تشعر أن ذلك أمر لا حاجة لك به؟؟..حسناً لا بأس و لكنك ستجد أنه حتى على صعيد نقد الخطاب الديني الداخلي أو حتى المطالبة بإعادة قراءة كتب التراث الإسلامي من منظور أكثر عقلانية هو أمرٌ قد يؤدي إلى قتلك!!..فستجد أن القيادات الدينية المتحكمة بالقضاء غالباً ما تمارس أسلوب محاكم التفتيش الإسبانية في فرض معتقد واحد ذو وجهة نظرٍ واحدة و تُلزم الجميع بها و إلا كان القتل السجن أو الجلد هو مصير صاحب وجهة النظر المخالفة تلك..و بالرغم من ذلك تجد أن أغلب المسلمين يرددون بشكلٍ ممل أن محاكم التفتيش الإسبانية هي مثالٌ تاريخي واضح و مخزي على العقلية القمعية التي اتبعها الغرب تجاه أصحاب العقائد المختلفة!!.

قبل عدة أيام كانت هناك مقابلة تلفزيونية مع أحد علماء المسلمين العباقرة قال فيها أن انتشار الإلحاد أو حتى اللا دينية بين شباب المسلمين سببه قوى عالمية خبيثة يقودها مجموعة من المرضى النفسيين الذين ليس لديهم عقل!!..أي أن هذا "العالم" يرى أن جميع علماء الغرب الذين يعتنق معظمهم اللا دينية أو الإلحاد كفكر و يتسابقون في إبهار عقولنا باكتشافاتهم المستمرة في المجالات الفكرية العلمية و الطبية هم مجموعة من الحمقى الذي يتفوق عليهم هو فكرياً و عقلياً!!..بالرغم من أن كل منجزات ذلك العالم العبقري تدور حول اكتشافاته المدهشة في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم!!.

أغلب المسلمين يحاربون ممارسة حرية المعتقد بالرغم من أن القرآن الكريم يحتوي على عدة آيات تكفل تلك الحرية للبشر أجمعين..آيات تنص على أن "مَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" و أنه "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" لأنه ببساطة "لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا" فمن الجنون أن تحاول أن "تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"!!..تلك الرسالة الشديدة الوضوح لم يكررها الرب في القرآن الكريم كثيراً للأسف ربما لأنه اعتقد أن المسلمين سيُدركون أن اختيار المعتقد هو أمرٌ شخصي لا يمكنك إجبار الآخرين عليه و إلا لكنت السبب في إنشاء مجتمعٍ قمعي ينتظر رغم تماسكه الظاهر نفحة ريحٍ بسيطة لينهار بأكمله.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة
- خطأ إملائي
- -سيلفي- إسلامي
- اعتراف
- تصويت
- صداع الجمعة
- على الكنبة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - من بدَّل دينكم فاقتلوه