أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - اللعنة على اليهود














المزيد.....

اللعنة على اليهود


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 13:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبارةٌ قالتها لي جارتي المتعصبة جداً لانتمائها السياسي لحزب أنصار الله الديني..كما أخبرني بها شخصٌ أعرف أنه لا يؤدي إلى الله فرضاً!!..هذه العبارة -بعد سقوط العاصمة صنعاء في يد مقاتليَّ جماعة الحوثي الشيعية المذهب- أصبحت من العبارات "الاعتيادية" و التي أصبح أيضاً من الممكن أن تسمعها عشرات المرات يومياً مُتنقلةً بقبحها في ممرات محيطك السمعي..بالطبع هذه العبارة ليست وليدة هذه المرحلة و حسب -كما سيعتقد الكثيرون- فحينها سأكون متجنيةً على الحوثيين لأن هذه العبارة قد تكون قديمة كقدم الإسلام في اليمن.

فلو تتبعنا الأصول الفكرية للطفل المسلم -بشكلٍ عام- لوجدنا أن هناك فرضية واحدة على الأغلب يتربى عليها ذلك الطفل و فحواها هو أنه أفضل من الآخرين المنتمين إلى أي أمرٍ آخر يختلف عنه..و كلمة الآخرين في العبارة السابقة لا تعني بالضرورة تفوقه فقط على الإناث و حسب بل تتسع -تلك الكلمة- كما الثقب الأسود لتبتلع كل مختلفٍ عنه..كالأسود البشرة و اليهودي و المسيحي و حتى المسلم من مذاهب أخرى تختلف عن مذهبه هو..و هي نظريةٌ لا تختلف في جوهرها كثيراً عما كان يحرص أدولف هتلر على تربية الشعب الآري عليه..أي فكرة تفوق الفرد الآري و الذي مهما كان يحمل من عيوب فهو سيكافئ حتماً بالأفضلية المجتمعية كونه ينتمي إلى هذا العرق دون غيره.

في فيلم محاكمة في نورمبرغ -المُنتج في عام 1961 م- كانت المشكلة الرئيسية التي واجهها المحامي الألماني أثناء دفاعه عن موكليه المنتمين إلى الحزب النازي هي كيفية تبريره لهيئة المحكمة -كما لجميع الشعوب التي تتابع وقائع المحاكمة- ذلك الصمت الذي أتقنه الشعب الألماني تجاه جرائم هتلر ضد اليهود و خاصةً التجار منهم..ذلك الصمت الذي تعاملت معه المحكمة على أنه خطيئة و تعامل معه الشعب الألماني على أنه من مسلمات الحياة التي لا تستحق الالتفات إليها.

ذات الأمر أجده يتكرر بذات الكيفية تجاه ما يحدث مع اليهود في اليمن و الذين تم تهجيرهم من أراضيهم سلبهم أموالهم بل و حتى عزلهم أمنياً في مجمعٍ سكني مُحصنٍ أمنياً و الذي تكفلت بإنشائه كما بحمايته دولة أجنبية "علمانية"!!..و لكن بالرغم من ذلك أجد أن هذه الصورة التاريخية المكررة لما فعله هتلر باليهود عن طريق عزلهم في غيتو محاصر ما هي إلا نتيجةٌ طبيعية لثقافة الكراهية كما لفكرة التفوق الإنساني التي يموت عليها المسلم و يحيا.

قبل فترة استمعت إلى أغنيةٍ جميلة الكلمات جداً لمطربةٍ يمنية و بعد بحثٍ بسيط اكتشفت أنها أغنية يهودية في الأصل و بعد كثير من البحث اكتشفت أن عدداً لا بأس به من الأغاني اليمنية التي راقت لي -كما راقت لسواي- هي في الأصل من التراث الإنساني اليهودي الذي يُعاد تجديده كما سرقته أمام الجميع و دون السماح لليهود حتى بإعلان عودته إليهم..فهل ستقوم وزارة الثقافة اليمنية يوماً بالاعتراف بالدور اليهودي الكبير المكون لتراث كما لثقافة هذا المجتمع؟؟..أشك أنها ستفعل ذلك أو حتى ستمتلك القدرة على المجاهرة بذلك على الأقل حتى في وجود بعض النوايا الحسنة.

عندما شاهدت فيلم قائمة شندلر لأول مرة -و الذي ما زال يُمنع بثه في كل القنوات الفضائية العربية في عنصريةٍ مقيتة لا تخفى على أحد- لم أتوقف عن البكاء بسبب مدى التوحش الذي قد يمارسه الإنسان تجاه المختلف عنه..و قد يظن البعض أن تلك المرحلة التاريخية أصبحت ماضياً انتهى و ولى الأدبار و لكنها حقيقةً ما زالت مستمرة رغم تجاهل البعض لذلك الأمر..بالطبع قد لا تصل الأمور إلى مرحلة القتل أو الإبادة الجماعية لأن القانون "قد" يمنعنا من فعل ذلك أو الاستمتاع بممارسته كما في الماضي السعيد..و لكن هناك أساليب أسوء من القتل و ليس الإذلال النفسي و النفي المجتمعي بأقل تلك الأساليب وطأة.

أعلم أني سأتعثر الآن بمن سيصرخ محتجاً بأن اليهود يمارسون في إسرائيل حالياً تجاه الأقليات المسلمة ذات العنصرية التي عانوا منها في ألمانيا أثناء حكم الحزب النازي لدولة الرايخ الثالث فلا بأس من ممارسة قليل من العنصرية المضادة تجاههم..و لكني هنا سأخبره أننا نمارس ما يمارسه أغلب المسلمون في خطابهم و هو الخلط بين أن تكون يهودياً و بين أن تكون صهيونياً..و هو ذات الخلط الذي يحتج المسلمون كثيراً على وجوده عندما يخبرهم أي شخصٍ غربي أنه لا فرق لديه بين أن يكون مسلم أو إرهابي.

المثير للسخرية أن من يدعون أنهم من النخبة المثقفة في هذه البلد -تلك النخبة التي لا أعترف بوجودها في اليمن- يمارسون ذات الأمر الذي مارسه الشعب الألماني في فيلم محاكمة في نورمبرغ..الجميع يصمت و لا يتساءل عن سبب اختفاء جاره اليهودي من منزله أو رحيله عن أرضه ليحل محله جار مسلم..و عندما يتم إقفال محلات اليهود و مصادرة بضائعهم أو شراؤها بثمنٍ بخس -بُغية التهجير السريع لهم من مساكنهم كما من أراضيهم- لا يتحدث أي شخصٍ مسلم عن حقوق المواطنة التي يُطالب دائماً و بإلحاحٍ مزعج بتطبيقها!!.

هناك أكثر من دولةٍ عربية يتواجد فيها اليهود بشكلٍ بسيط..يهود يرفضون ترك أوطانهم من أجل الهجرة إلى إسرائيل و لكننا لا نعمل على تقدير ذلك الحس الوطني الذي يملكونه بل نعمل على عقابهم في كلا الحالتين..فإن رحلوا إليها بسبب الاضطهاد الذي يُمارس ضدهم نعتناهم بالخونة و إن بقوا بيننا وجهنا نحوهم لعناتنا!!..أي أننا سلبناهم كل شيء الأرض و التاريخ و حتى كلمات الأغاني و رغم ذلك لا نكتفي بل نرغب في المزيد و ما لعنهم إلا قليلٌ من ذلك المزيد.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة
- خطأ إملائي
- -سيلفي- إسلامي
- اعتراف
- تصويت
- صداع الجمعة
- على الكنبة
- حج مسعور
- محمد بين الأقدام
- أوجاعٌ جنسية


المزيد.....




- إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - اللعنة على اليهود