أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - حج مسعور














المزيد.....

حج مسعور


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 11:54
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد بضعة أيام سيبدأ موسم الحج..ففي نهاية كل عامٍ هجري يتوافد ملايين الحُجاج نحو مكة المكرمة لأداء طقوس الحج و الذي يعتبر الركن الخامس في عقيدة المسلمين..ذلك الركن الذي يستمر لمدة بضعة أيام فقط و لكنه يقطف من حياة المسلمين المؤدين له ثمرة سنواتٍ عديدة لكفاحهم الروحي كما الجسدي.

أغلب المسلمين يحلمون بتأدية هذا الفرض و ذلك الحلم لا يرتكز "تماماً" على إيمانٍ صادق و زهدٍ دنيوي و رغبةٍ خالصةٍ في التقرب من الإله..فكثرٌ حولنا و أولهم القادة السياسيون كما الدينيون كمثالٍ بسيط يُمارسون جميع الخطايا علناً و لعقودٍ من الزمان و لكنهم يهرولون سريعاً للحج عند حلول موسمه!!..لأن هناك في عقولهم التي يستوطنها الشيطان ترسخت تلك القناعة الغريبة أن الحج يجُبُّ ما قبله و ربما ما بعده كذلك.

لا..لا تسيئوا الظن و تعتقدوا أني برأيي هذا أقوم بنفي صفة الرحمة من الإله الذي قد يغفر لهم رغماً عني و عن خطاياهم..و لكني أمقت مشاهدة ذات عملية استغفال الرب تتم بإصرارٍ غريب كل عام و بتلك الطريقة التي تخلو حتى من المنطقية..فمن أول شروط الحج أن يفعلها المرء من ماله الخاص و من منهم يملك ذلك المال!!..إنهم يتفننون في سرقتنا ليل نهار كتفننهم في رفع أصواتهم عند البكاء في الحرم المكي.

إنهم يهرولون كالمسعورين حول الكعبة و بين الصفا و المروة معتقدين أنهم بتلك الهرولة لبضعة أيام و برجمهم لشيطانٍ يسكنهم و ليس مقيداً في صارية الجمرات أمامهم كما يعتقدون فقد تطهروا من آثام عقودٍ من القتل و السرقة و الإفساد في الأرض و الظلم و غير ذلك الكثير..و حجتهم في ذلك حديث رواه لهم البخاري يخبرهم فيه أن الرسول الكريم قال:"من حج هذا البيت فلم يرفث و لم يفسق..رجع كيوم ولدته أمه"..متناسين أنه قبل أن يقبل الرب أن يُطهَّرهم يجب عليهم أولاً أن يأتوه بقلبٍ سليم و يدٍ طاهرة.

و لكن دعونا من سعارهم هذا و لننتقل إلى سعارٌ من نوعٍ آخر..فلقد اطلعت من باب الفضول على عروض أشد حملات الحج فقراً أو لأقل افتقاراً للحد الأدنى من المعايير الإنسانية فوجدت أنها تُقارب في تكاليفها الثلاثة آلاف دولار!!..طبعاً لن أتحدث عن حملات الخمسة نجوم و التي تبلغ أسعارها ما يتجاوز الخمسة آلاف دولار فهذه خارج نطاق أحلام شريحةٍ عريضة من المسلمين..خارج نطاق أحلامهم لأنه في عالمٍ لا ينوي أن يتخلى عن صفة "الثالث" و تتنافس دوله فيما بينها على اعتلاء قمة هرم معدلات الفقر و البطالة يغدو سبيل امتلاك مثل هذا المبلغ هو تمضية عقدين و ربما ثلاثة في حرمان و ربما إذلالٍ نفسي للحصول على بضعة دراهم إضافية تضاف إلى حصالة النقود لكي يتمكن المسلم ربما في نهاية الأمر من تأدية ركنه الخامس.

و لكننا نجد أن البعض يبرر الارتفاع الهستيري لأسعار تلك الحملات بالخدمات و التسهيلات الخدمية الممتازة التي يحصل عليها الحجاج في المقابل..و لكن ألا يدَّعون دوماً أنهم يخدمون حجاج بيته بلا مقابل إلا بُغية التقرب من الرب!!..ألا يدَّعون دوماً أن موسم الحج ما هو إلا موسمٌ تعهدوا بأن يفوقوا قريشاً فيه كرماً تجاه زوار بيت الرب!!..أم أن تلك الشعارات ما هي إلا عباراتٌ جوفاء بُغية الاستهلاك الديني و حسب؟؟.

أحياناً أشعر أني اقتربت من الإيمان بأن قريش كانت أكثر رحمةً بالمسلمين مقارنةً بمن أتوا بعدها..لا تغضبوا و تعتقدوا للحظة أن قريش كانت تقاتل الرسول الكريم بسبب إتيانه بما هو جديد عليهم..قد يكون في ذلك الأمر جزءاً من الحقيقة و لكنه على الأغلب ليس كلها..فكل ما في الأمر أنها كانت تشعر بتهديده لعرشها الاقتصادي..فكما قلت سابقاً إن إشباع الغرائز الجسدية يأتي دائماً في المقام الأول لدى الإنسان قبل فكرة الإشباع الروحي لديه..و غريزة حب المال أحد تلك الغرائز الجسدية.

الحج لم يعد مبروراً بل أصبحت صفة السُعار طاغيةٌ على ملامحه..فهل الرب يحتاج إلى رشوةٍ مقدارها يقارب الأربعة و ربما الخمسة آلاف دولار لكي يغفر للمسلم ما تقدم من ذنبه!!..لا أعتقد أن الرب يرتشي كما يعتقد من يفعل ذلك أنه كذلك..و لعلي قاربت على الإيمان أن إسقاط ركن الحج أفضل من إنفاق تلك المبالغ الطائلة عليه..مبالغ كان من الممكن جداً التقرب للرب عن طريقها بوسائل أكثر ديمومة في مجتمعاتنا و أكثر عقلانية.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد بين الأقدام
- أوجاعٌ جنسية
- لوط
- فتاة سيئة السمعة
- عصا موسى
- مكتبٌ حكومي
- أسد السنة
- حفل تخرج
- 20 ريال
- تعاطفٌ مشروط
- الله هو شرشبيل؟؟
- وصلة رقصٍ شرقي
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد
- فيلم -غير- جنسي
- لنفرض
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي
- ليلة زفاف الغشاء
- الله يُصيبه الصمم


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - حج مسعور