أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - ليلة زفاف الغشاء














المزيد.....

ليلة زفاف الغشاء


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 07:57
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أعلم ما هو سبب الهوس الذكوري العربي بغشاء البكارة؟؟..فالشخصية العربية بشكلٍ عام لديها عقدة الأول بشكلٍ مبالغٍ فيه..ربما لأنها الأخيرة في كل شيءٍ و أي شيء..فالسلطة -باختلاف أنواعها و مسمياتها- تمكنت من سلب الذكر العربي كل ما يملكه على هذا الأرض كرامته قوت يومه إنسانيته و حتى بقايا رجولته..لعل لهذا السبب لم يبق لدى تلك الشخصية المعطوبة فكرياً إلا هذا الغشاء لتتباهى به و بخضوعه لها..فهنا و لأول مرة ستكون "ربما" الأولى في أمرٍ ما.

ستخبرني الأغلبية أن عدم وجود غشاء البكارة يعني أن الآخر قام بالخداع في مرحلة ما قبل الارتباط..و لكن هل يعتبر الصمت خديعة؟؟..و لماذا منذ البدء يجب على أي فتاةٍ أن تكون عذراء لكي تثبت وهماً ما في عقول ملايين الذكور أن الشرف و الطُهر مرتبطين حتماً بذلك الغشاء!!..و لماذا منذ البدء أيضاً يجب أن تعلن كل فتاة عن عذريتها قبل هويتها!!.

هوس الذكر العربي بالغشاء دفع الجنس المقابل إلى التحايل عليه كما دفع بالآخرين للاستفادة من ذلك الهوس تجارياً..فعمليات الترقيع أصبحت الحل السحري لإرواء ذلك الهوس و بأسعارٍ تنافسية..و هكذا تُبنى علاقاتٌ بأكملها -كما أسرٌ بأكملها- على النفاق العاطفي و الإنساني و على مهارة طبيب "الترقيع"..كل هذا التحايل و الخداع فقط لأن أحد طرفيَّ العلاقة يشغل باله هذا الأمر أكثر مما يشغله تجاه فكرة التوافق الفكري و العاطفي بعد الارتباط و مدى صموده أمام تقلبات الفرد الآخر الشخصية.

حتى على صعيد المتعة الجنسية فذلك الغشاء لا يضيف للأمر و لا ينتقص منه..أي أن وجوده كإضافةٍ للمتعة الجنسية أمرٌ غير صحيح علمياً..و لكننا كعرب تمكنا من تلخيص مفاهيم كبيرة كالطُهر الشرف العفة و حتى اللذة بين طيات غشاءٍ رقيق..و من المفارقة الساخرة أنه رقيق..أي أنه بقليلٌ من التحذلق أصبح يشبه طهرنا شرفنا و عفتنا سهل التمزيق سهل الفناء..كما نحن.

ماذا عني؟؟..أخبرتك سابقاً أني لو كنت رجلاً فأني "أعتقد" أني لن أكترث كثيراً لذلك الأمر..فبضع قطراتٍ لن تُشكل ذلك الفارق الهائل في علاقتنا..فأنا كما تعرفينني عندما أحب أفنى في جسد الآخر كمنظومةٍ متكاملة و لن أعمل على تمزيق مقاطعه بهواجسي لتفحص تاريخها..لأنك عندما تحب فيجب أن تؤمن أنك في تلك اللحظة فأنت الأول بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى..لا يهم كم آخر لمس ذلك الجسد المقابل و لكن المهم أنك "ستحاول" أن تلمسه بطريقةٍ مختلفة..ستفنى به بطريقةٍ مختلفة..ستزيل ذلك الماضي التعس الذي وُلد من مرور الآخرين فوقه..ستفعل ذلك بتلهفك عليه و كأنها أرضٌ بكر لم تطأها قدم شخصٍ آخر من قبلك..فأي فكرةٍ حمقاء سأجعلها تستوطنني لكي تفسد عليَّ كل هذه اللذة!!..لن أفسد هذه اللذة مقابل بضع قطراتٍ لا معنى لها..فأنا كما عهدتني أشتري اللذة و لن أقايضها بقطراتٍ لا تسمن و لا تغني من جوع.

لو كنت رجل لكان هذا الأمر هامشياً مقارنةً بعالم اللذة الذي ينتظرني معك..مع أكثر شخصٍ يتمكن من إفقادي لتوازني بنظرةٍ يوجهها نحوي و تحمل من الطُهر بقدر ما تحمل من الفجور..و لا أعلم حقاً كيف تمكن الذكر من اختصار كل هذه اللذة في "غشاء"!!..أليس الطُهر أن تكوني لي في تلك اللحظة دون أي اعتبار لكل الاختلافات التي تصر -إصرار ذبابةً صيفية تحوم حول قطعة حلوى -على أن تفرقنا؟؟..أليس الشرف أن أقسم لك أني لن أمر على هذا الجسد و أنا في قرارة نفسي أعتبره عاهراً لعدم وجود غشائه المقدس لدينا أكثر من تقديسنا للقرآن!!..أليست العفة أن أكون على يقين أني سأقاتل لأكون الأخير فلا تعانين من هوس الآخرين بوجوده و جنونهم في حال عدمه!!.

نحن لا نجيد الحب..نحن نجيد الادعاء بأننا نملك ذلك المخزون الهائل من الشعر العربي الذي نستهلكه إما في حديثنا مع الآخر أو في "انتحال" حالته لكي نشعر بإنسانيتنا المسلوبة..و لكننا نُخضع عُنق هذا الحب للمقصلة من أجل أمرٍ لا أعتقد أنه يشكل هذا الفارق الهائل و لا يحمل أي دلالاتٍ أخلاقية أو حتى دينية.

من المضحك كيف أن حفلات الزفاف لدينا بكل البذخ النسبي الذي يتسلل لتفاصيلها تنتهي لتكتشفي أنها ليست بحفلات زفاف لعاشقين لروحين و لا حتى لجسدين في أسوء حالاتنا حيوانية..و لكنها ليلة زفاف غشاء يجب أن يُمزق و يجب أن يترك آثار وفاته على أسرتنا في ليلتنا الأولى و إلا كنا بلا قيمةٍ تُذكر و بلا طُهرٍ مزعوم!!.

و لعل الحل الأفضل و الذي سيناسب حتماً عقلية الذكر العربي أن يضع ذلك الغشاء بجانبه في حفل زفافه فيلتقط معه بضع صورٍ و هو يبتسم و ينظر تجاهه بكل حبٍ لا أشك لحظةً في مصداقيته..أنه حبٌ يكاد أن يكون أسطوري و لكنه سيتبخر سريعاً بمجرد أن يكتشف الذكر أنه ليس بالأول!!..فهل لهذه الدرجة أصبح الحب لدى ذكورنا الغير أعزاء مبتذلاً رخيصاً لا يصمد إلا لو وجدوا بضع قطراتٍ حمراء تسيل فتلوث شراشفهم!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يُصيبه الصمم
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع
- مُهدد من -نصف- إنسان!!
- نحن و اليهود
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم
- للكرامة جدران!!
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - ليلة زفاف الغشاء