أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - صحفي برتبة قواد















المزيد.....

صحفي برتبة قواد


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 21:19
المحور: كتابات ساخرة
    


لا بأس لديَّ لو أراد أحدهم تزييف التاريخ ففي نهاية الأمر نحن كبشر نملك عقولاً نستخدمها من وقتٍ لآخر..لا أنكر أن قلة مننا تجيد التفكر بما تقرأه و قلة أقل من ذلك تجيد التدبر بمعانيه الخفية و لكننا في نهاية الأمر سنستخدمها بطريقةٍ أو بأخرى..و مهما تم تزوير التاريخ ستظل هناك بضع حقائق ثابتة لن يتمكن المرء من ليَّ عنقها مهما حاول..و لكن -و لابد من لكن هذه- يوجد نوعٌ من التزوير يتسم بكميةٍ لا بأس بها من استغفال القارئ..أنه التزوير الإصلاحي و ما أدراك ما التزوير الإصلاحي.

فالتاريخ كما الإعلام في حزب الإصلاح يتم طبخه عن طريق خلط ذات المقادير..الكثير من التزوير مع الكثير من الألوان كما التلون و كل ذلك من أجل الإبهار البصري كما العقلي للقارئ اليمني..ذلك القارئ الذي يبتلع في الأغلب ما يقرأه كحقائق غير قابلةٍ للنقاش أو حتى التفكر بمصداقيتها..لهذا لا تستغرب عزيزي القارئ لو وجدت أن سفاحيَّ الأمس هم أنبياء اليوم في اليمن التعيس..و لا تستغرب أيضاً لو وجدت أن من كان يستلذ بقتلنا بالأمس أصبح أشد طهراً من يوسف الصديق بل و أكثر نقاءاً حتى من محمد..فمحمد و يوسف أنبياء تحتمل شخصياتهم النقد و لكن رموز الإصلاح هم أبناء الرب و من صلبه فكيف لنا أن نتجرأ على نقدهم!!.

و لهذا لا تستغرب أيضاً عزيزي القارئ لو وجدت أن أبرز الوجوه التي كانت من مؤسسي شريعة الغاب في اليمن أصبحت و من دون عصا موسى هي نفسها رموز الثقافة التي يتغنى بها الإعلام الإصلاحي..ذلك الإعلام الذي يرقص كاتبيه على أنغام موسيقاه المزعجة الغير شرعية..فأغلب رموز الجهل و التخلف الفكري و الانحلال الديني كما الأخلاقي أصبحت بفضل تلك النوعية من أشباه الكتاب ملائكةً منزوعة الغرائز تسير بيننا نحن الكائنات البهيمية التفكير..فأي عذاب كُتب عليهم بأن يُخلقوا بشراً في بلدٍ تعج بالبهيمة!!.

مشكلة الكتاب الإصلاحيين أن أغلبهم يتركون كماً هائلاً من القيم الهشة عند بوابة ذلك الحزب قبل التحاقهم به..لديك قيم أخلاقية؟؟..فلتضعها في الأمانات..لديك بذرة تدينٍ هش؟؟..ضعها في الأمانات..لديك حسٌ أخلاقي تحت خط الفقر؟؟..ضعه هو الآخر في الأمانات..و هكذا يتم دخولك إلى الحزب إعلامياً و لكن بعد أن تتم تعريتك تماماً لتتمكن من التكيف مع حرارة الجو بالداخل..تلك الحرارة التي مصدرها ليس العواطف الملتهبة بين أعضائه الذين لا يطيقون أحشاء بعضهم البعض و لكن التنافس الشديد على أيهم يهتك عرض القلم بشهوانيةٍ أكبر..و هكذا نجد أن إعلام الإصلاح أصبح كما الإسلام بنسخته الحديثة..أي أن المنشقين عنه توبةً أو مللاً أو بحثاً عن مصالح أخرى لا يُغفر لهم ما تقدم من ذنبهم بل يتم جلدهم و بكل وضاعة يمتاز بها الإعلام الإصلاحي تجاه أعداء اليوم و رفاق ماخور الأمس.

الكاتب الإصلاحي يندهش دوماً للرفض الذي تلاقيه كتاباته من أغلب من أُنيرت عقولهم غير عالم أن فكرة الكتابة تقوم في أساسها على التحرر من العبودية تجاه أكبر عددٍ ممكن من الأفكار المُسلَّم بها..فكيف إذا كانت تلك الأفكار التي هو يتعبد تحت قدميها تتمثل في شيخٍ كل علاقته بربه أنه أطال لحيته بضعة سنتميترات إضافية أو في أفضل أحواله تتمثل في شيخٍ قبلي كل علاقته بتلك العبارة بما كانت تعني من معاني للرجولة هو انعدام للإنسانية فيه قبل الرجولة!!.

سيقول لي البعض "الشعب أغلبه جائع و هذا الصحفي أو ذك لن يكونوا استثناءاً لتلك القاعدة"..حسناً و من قال أني أدينهم!!..أنا فقط أقوم بتشبيه حالهم معلنةً رفضي للهجتهم التي تصف كل من يخالفهم أيدلوجياً أو حتى دينياً بفتاة الهوى أو بالساقط أخلاقياً..لأن الدعارة كمهنة تتخذها على الأغلب الفتيات هي حالةٌ تمثل نتيجة شبه متوقعة للاحتياج المادي العنيف..فلماذا نستطيع أن نبرر للصحفي الإصلاحي أخطاؤه و ذنوبه بل و نغفر له و لكننا لا نقوم بذات الأمر مع فتاة الهوى!!..كلاهما فعلها بسبب الجوع..هي بسبب الجوع الحقيقي المادي في الأغلب و هو بسبب الجوع المالي و الإعلامي.

لعل لهذا السبب و غيره بالتأكيد يعاني أغلب الصحفيين الإصلاحيين من جهلٍ مروعٍ باللغة العربية..هناك أخطاء لغوية مقبولة نرتكبها جميعاً و لكن هناك أخطاء تكشف لنا أن المشكلة ليست لغوية فقط و لكنها أكبر من ذلك..فالكاتب الجيد تتواطأ اللغة معه قدر الإمكان لكي تساعده على إيصال فكرته..قد تخذله في بعض الأحيان و تتمرد عليه و لكنها لو أحبته فأنها تتراقص مع أنامله لخلق الأفكار التي يريد البوح بها..و لكن اللغة لا تخدم الكاتب الإصلاحي بل لعلها تمقته لأنها عرفت حقيقته فرفضت أن تلعب معه دور العميل المزدوج..لهذا نشزت من سريره فلا تطيعه على الأغلب..و لهذا نلاحظ أيضاً أن الكاتب الإصلاحي مهما حاول تطويع اللغة تظل كتاباته خاليةً من الروح..فما هي إلا مجرد كلماتٍ إنشائية مرصوصةٍ كالبنيان الإسلامي المزعوم تكفي هبة هواء من شفتي أي قارئ يملك الحد الأدنى من الوعي لكي يهد بنيانها.

اللغة لن تساعدك طالما أن كل علاقتك بها أن تقوم بمدح هذا و ذك..لن تخدمك أن كانت تراك تقوم تجاهها بوظيفة القواد تجاه فتاة جميلة يشتهيها الجميع..فتقودها من سريرٍ إلى آخر فقط لتحصل على بضعة دراهم تُلقى لك على الأرض إلقاءاً..لن تخدمك طالما أنك سخرتها لمدح فلان الذي قتل و فلان الذي سلب الأموال و فلان الذي هتك العرض كما الأرض..لن تخدمك طالما أن كل هذا أصبح بالنسبة إليك يُغفر لهم طالما أنهم يملكون في ألبوم صورهم صورةً مزخرفةً لهم تحمل شعاراً للقرآن الكريم و مئذنة مسجدٍ ما يقبعان خلفهم.

احترت قليلاً كيف أختم مقالي فوجدت أن أفضل عبارةٍ قد تعبر عن ما أريده هو ما قاله النبي شعيب عليه السلام:"إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"..و لو كنت كاتبةً إصلاحية -لا سمح الله- لكان أول أمرٍ أقوم به قبل أن أقابل ربي هو أن أمتثل بتلك الآية التي أصبحت شعاراً أجوف يردده الإصلاحيون دون أن يعوا معناه..ما يحتاجه الكاتب الإصلاحي ليستعيد بعضاً من إنسانيته هو التوبة على ما أقترفه قلمه قبل أن يتم استنفاذه فيُلقى إلى جهنم و التهمة "قواد"



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع
- مُهدد من -نصف- إنسان!!
- نحن و اليهود
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم
- للكرامة جدران!!
- شَبَقَ -قصة-
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع
- يمن جديد!!
- رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - صحفي برتبة قواد