أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زين اليوسف - رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن














المزيد.....

رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 08:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


طبعاً سأفترض أن نسبةً لا بأس بها افترضت أن كِلا الكلمتين لهما ذات الدلالة لغوياً على الأقل..فلقد اعتدنا الربط بين الأمرين دوماً..حتى عندما تصطاد آذاننا -بشكلٍ ليس بعارض- كلمة "رغبة" نقفز بخيالنا بعيداً نحو الغريزة الجنسية دون أن نتمكن بسهولةٍ من فصلها في أذهاننا عن ذلك المعنى..و لكن هل يتشابهان؟؟..لا و لهذا شرحٌ لن يطول كما تتمنون.

الرغبة أن تشعر بأنك تريد أمراً ما..حصولك عليه سيُشكل فارقاً و لكنك تستطيع الامتناع عنه لو تحليت ببعض الإرادة..و لكن في الاشتهاء فأنت تفقد زمام السيطرة على حواسك قبل ذاتك..ليصبح الأمر أكبر منك..يجرفك بلا أي رغبةٍ أو حتى قدرةٍ منك على المقاومة..كما "يشتهي" أحدهم أن يتم التمديد له ليحكمنا لعقودٍ أخرى طِوال و لا يوجد أي مقاومةٍ ذاتية أو خارجية لتلك الشهوة السلطوية لديه.

و لكن هل نشتهي كنساء و نرغب؟؟..آسفة أمتنع عن التصريح..فحتى في هذا الأمر ليس من المسموح لنا -كنساء- التصريح..فكيف في مجتمعات لا تسمح لنا بالتصريح عن رغباتنا الفكرية أن تسمح لنا -بكل تفهم- أن نعلن فيها عن رغباتنا الجنسية!!..فالنساء على الأغلب يتم تعليمهن منذ الصغر أن يضعن رغباتهن الفكرية قبل الجسدية في صندوقٍ أسود و أي محاولةٍ للتصريحٍ بها هو الجنون المطلق أو السقوط الأخلاقي المطلق..جنون و سقوط في عالمٍ عربي تعاني نسبةٌ كبيرة من أفراده من ممارسة العادة السرية "فكرياً" ليلاً لتصبح نهاراً كأحد شيوخ الطرق الصوفية!!.

و لكن الاشتهاء الجسدي موجودٌ لدى الجميع و إنكاره هو نوعٌ من التطَّهر من الطُهر..نعم أنه طهرٌ بطريقةٍ ما و ليس كما يتم تصويره في مجتمعاتنا بأنه أمرٌ بمنتهى القذارة..فحتى الرب لم يدن رغباتنا بقسوة..بل أنه لخَّص لنا أقصى حالات اشتهائنا في أحد أجمل مشاهد القرآن الكريم..مشهدٌ واحد لم يستخدم فيه أي لفظ يحمل أي إدانةً قاسية بل كانت صورةٌ في منتهى الجمالية و الرقة رغم غرقها بالشهوانية.

القُبح ليس في الاشتهاء و لكن في فقداننا للقدرة على مقاومته عندما يسيطر علينا..فتلك هي اللحظة التي تسلبنا إنسانيتنا فننساق وراءها بوهم القوة غير عالمين أننا فعلياً في منتهى الضعف لاستجابتنا لها..فلو استجبنا لكل شهوةٍ تعتري أجسادنا قبل عقولنا فهذا يعني ببساطة أننا أُصبنا بالانفلات و ليس بالتحرر من القيود..فالسيطرة على شهواتنا ليست قيدٌ إضافي يُضاف إلى قيودنا الكثيرة المتوارثة سلفاً و لكنه قيدٌ اختياري لكي لا نفقد حريتنا الجسدية لصالح حكم غريزتنا الديكتاتوري.

بل إننا أصبحنا نبرر ضعفنا تجاه شهواتنا بتجميلها بأكثر الأقنعة جاهزية ألا و هو قناع الحب..و كأننا من نخضع للحب و ليس الحب هو من يتم تدجينه عن طريقنا..فبالرغم من أن الوقوع في الحب من أجمل المشاعر التي قد يعيشها المرء..إلا أن الأغلبية أصبحت تؤمن بتعدديته!!..بل و تؤمن بشدة أن الحب ما هو إلا وجه آخر لسريرٍ تبدأ العلاقة به و ليست به تنتهي..و لكن حتى تعددية الحب لها أكثر من معنى لدى الآخرين..فالبعض يؤمن بأنه قد يقع في الحب أكثر من مرة و البعض الآخر قد يؤمن أنه من الممكن أن يحب أكثر من شخص في ذات الوقت.

فالذكر على الأغلب -و الذي مثل له حظ الأنثيين كما يُقال- لا تجده يؤمن بأحادية الحب إلا كإيمان السامِري..فتجده مُقتنع و بشكلٍ مُدَّعمٍ بالأدلة القرآنية أيضاً أنه قد يحب امرأتين في ذات الوقت..و لا بأس أبداً لو تنقَّل جسدياً بينهما بين ليلة أو أخرى أو في ذات الليلة..فالرسول الكريم كما أخبرنا البخاري تنقَّل بين نسائه أجمعين ذات ليلة في ليلةٍ واحدة..أي أن الرسول -كما أراده البخاري أن يكون- كان يؤمن بتعددية الاشتهاء قبل تعددية الحب!!.

فقط النساء و المثليون على الأغلب يؤمنون بأحادية الحب قبل أحادية الاشتهاء..فالاشتهاء لديهم على الأغلب هو لمرةٍ واحدة و كفى..قد تتعدد التجارب العاطفية و الجنسية لديهم و لكن من النادر أن نجد أنهم قد يجمعون بشكل عاطفي -و ليس جنسي في أسوء الأحوال- بين جسدين كشريكٍ في العلاقة..و هكذا -و يا للسخرية- ستصبح النساء تتمنى أن يتعلم ذكورها فن الاشتهاء من أكثر الطبقات تعرضاً للقمع في مجتمعاتنا..و يا ليتهم يفعلون و لكنهم بكل كبرياءٍ أجوف سيحجمون.

لا أؤمن كثيراً بتعددية الحب أو الاشتهاء..و لست وحدي في هذا الأمر كما ستعتقدون فقد فعلها الله سبحانه من قبلي..فهو من يقول أنه "لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ"..لهذا أستغرب عندما يخبرني أحدهم و بكل ثقة أنه يملك القدرة على أن يحب أكثر من امرأة و يشتهي أكثر من امرأة و أن هذه الميزة هي من الهبات الربانية له و الدليل على تلك الهِبة هو تشريع التعدد في الزواج..ذلك التعدد المشروط و الذي يتم تجاهله كما تم تجاهل بقية آية "لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ" بعد نزولها.

لماذا لم يذكرنا الله في معرض ذكره للتعددية؟؟..لأنه مثلي يؤمن أن الأنثى في الأغلب لا تتمكن من تكرار ذاتها في علاقتين في ذات الوقت..فمن الصعب على الأنثى أن تفنى أكثر من مرة في ذات الوقت و بذات الكيفية..فتشتهي رجلين في ذات الوقت و تطفئ اشتهائها بهما في ذات الوقت كذلك..و لكن الرجل يستطيع ممارسة انتحال تلك الحالة بطريقةٍ أكثر ابتذالاً منها..لهذا فحتى لو أرادت أن تُجاريه فيها فلن تستطيع.

و لكن لماذا عندما تجتمع الرغبة و الاشتهاء لدينا نكون على الأغلب نحن-نساءاً أو رجالاً- الطرف المسلوب الإرادة بينهما؟؟..لماذا من الصعب أن يتم عن طريقنا توحيد الحب و الرغبة و فصل الرغبة عن الاشتهاء؟؟..لا أستوعب الحب بلا جسد و لا أستوعب علاقة يكون فيها الحب خالصاً من أي رغبة جنسية و لكني في ذات الوقت لا أؤمن بعلاقة يكون هدفها الأسمى أن يصل طرفيها لسريرٍ ما..الرغبة أنثى و الاشتهاء رجل..فهل هذه مصادفة؟؟..و هل سأستطيع يوماً أن أمتلك مساحةً ضيقة من الحرية تسمح لي أن أنتحل موقع الرجل لثواني لأقول أني أرغب و أشتهي؟؟..لا أعتقد..لهذا سأقول أني بينهما و بعيدةٌ عن كليهما.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرباب الصِغار
- طفل البسكويت و طفل العامود
- إغتصاب هدى
- صور
- مَدِّد يا هادي و لا تُبالي
- شجرة بمنزلة نبيَّ
- رداد يمتهن النساء*
- الجمهور عايز كده
- و جُعلتَ لي مسجداً
- النوم على صدر الحُسين
- فتاة لليلة واحدة
- لهو رباني -قصة-
- الشهر الذي اُنزل فيه النفاق
- شيخ الخصيان – 5
- شيخ الخصيان - 4
- شيخ الخصيان – 3
- شيخ الخصيان – 2
- شيخ الخصيان - 1
- بنت الشيخ
- باسندوة ماشفش حاجة


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زين اليوسف - رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن