أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - الجمهور عايز كده















المزيد.....

الجمهور عايز كده


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 06:59
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس من عادتي متابعة البرامج التلفزيونية أو حتى الإذاعية العربية و لكن بسبب الانقطاع المستمر و الطويل للكهرباء قررت أن أمارس هواية الاستماع للإذاعة كنوع من العودة للجذور..و لقد كنت قد كتبت أمراً مختلفاً لليوم و لكن ما سمعته قبل عدة أيام في أحد الإذاعات اليمنية جعلني أؤجل ما كنت سأنشره لحساب ما سأقوله الآن.

فقبل عدة أيام و أثناء برنامج يقدمه مذيع لبناني الجنسية اتصلت مستمعة و انتقدت نوعية الأغاني الهابطة التي تبثها الإذاعة..إلى هنا و الأمر جِدُ عادي..و لكن ما لم يكن بالعادي هو رد المذيع عليها..فالمذيع و بصوت مرتفع يقارب أسلوب الطرد لها رد قائلاً:"لو سمحتي هذه سياسة القناة و لا نسمح لك بالتحدث عنها..بإمكانك أن لا تستمعي لتلك الأغاني الهابطة عندما تأتي و عندما تأتي الأغاني الغير هابطة استمعي لها..نحن نعمل في الإعلام منذ 40 عاماً و نعلم ما الذي يريده الناس..نحن نقدم الأغاني العالية المستوى لجمهورها و الأغاني التي دون المستوى لمن يريدها..و إذا إتصلتي مرة أخرى لانتقاد سياسة القناة سيتم قطع اتصالك"..و تم قطع الاتصال!!..لن أتوقف مع المتصلة كثيراً بل سأتوقف مع ما قاله المذيع "المحترف" كما يظن نفسه..و عبارة عبارة.

"تلك سياسة القناة و لا نسمح لك بالتحدث عنها..و إذا إتصلتي مرة أخرى لانتقاد سياسة القناة سيتم قطع اتصالك "..للمفارقة فقط في ذات اليوم كنت أصغي لإذاعة الحزب الجمهوري الأمريكية و كان موضوع أحد برامجها "المباشرة" عن قيام الجمهوريين بتعطيل الموافقة على الميزانية الأمريكية..القناة جمهورية و الضيوف جمهوريون و المُضيف جمهوري و المتصلون كان أغلبهم من الديمقراطيين..أغلب المتصلين الديمقراطيين قاموا بالهجوم الشديد على الحزب الجمهوري و تم احترام وجهة نظرهم و لم يتم قطع أي اتصال رغم أن أغلب الاتصالات كانت عنيفة في هجومها على الحزب الجمهوري مما يخالف أحد أُسس سياسة الإذاعة و هي الترويج لقوة الحزب الجمهوري و خدمته إعلامياً..و لكن لم يتم مصادرة أحد و لم يُقطع اتصال أحد.

"بإمكانك أن لا تستمعي لتلك الأغاني الهابطة عندما تأتي و عندما تأتي الأغاني الغير هابطة استمعي لها"..لن أستمع للأغاني الهابطة و لكن ما الذي يمنعك من عدم بثها!!..كلما تحدث أحد عن العفن الذي يبثه التلفاز أو المذياع طوال اليوم أتحفك أحدهم بالتعليق "الكلاشيه" المُكرر:"الريموت كنترول بيدك و القرار بيدك"..حسناً أعلم أن القرار بيدي و بيد غيري و لكنك تحاصرنا بهذا العفن طوال الوقت و مهما أعرضنا عنه سنجد أنفسنا في لحظة ما محاصرين به..حتى في وسائل النقل و في قاعات الانتظار لأي عيادة أو مستشفى..لو كنت أنا أملك من الإرادة ما يمكنني من تغيير القناة فهل ستكون تلك الإرادة موجودة لدى آلاف المراهقين الذين لا يحسنون الاختيار دوماً؟؟..أنتم كمن يُعطي مراهقاً جرعة مكثفة من كل ممنوع و من ثم تحاضرونه أثناء تناوله لها عن مضارها!!.

"نحن نعمل في الإعلام منذ 40 سنة"..إن كان المذيع بعبارة:"40 سنة" يتحدث عن نفسه فهذه كارثة صغرى..لأنه لو كان يعلم أبسط قواعد الإعلام الترفيهي لعلم أن ما يقوم به لا يمت له بصلة..فالمذيع الذي يصفق و يصيح و يتحدث بطريقة تشبه كثيراً طريقة تصوير الأفلام العربية للمتعاطين في جلسة تعاطيهم للحشيش لا يمكن أن يكون عمل في الإعلام لمدة 40 عاماً كما يدعي..من يعمل 40 سنة خلف المايك سيُقدسه في حضرته و لن يقوم بجمع زملائه في القناة و الحديث معهم في برنامج مباشر بطريقة تجعلك تشعر أنهم لابد يتناولون الحشيش في تلك اللحظة..ضحك هستيري و نكات مبتذلة بخلفية "فيروزية" أو "هابطة" حسب ما يرونه مناسباً لتلك الجلسة.

أما لو كان يقصد أنه كلبناني فهم يعملون في مجال الإذاعة منذ 40 عاماً و لديهم خبرة في هذا المجال أكثر منا نحن اليمنيون فهنا تكون الكارثة الوسطى..فالإذاعة اللبنانية تأسست في عام 1938 م أي منذ ما يُقارب الـ 75 عاماً..فلو كانت لديك مشكلة في معرفة تاريخ امتداد جذور إعلامك السمعي العريق فكيف ستقنعني أني منك سأتعلم أن كنت أنت لم تتمكن من تعلم تاريخك الخاص!!.

"نحن نقدم أغاني عالية المستوى لجمهورها و أغاني دون المستوى لمن يريدها"..و هنا الكارثة الكبرى..فتلك العبارة الخالدة كررها المنتج المصري محمد حسن رمزي في السبعينات و المنتجون من أفراد عائلة السُبكي في الألفية الثانية و كانت النتيجة أنهما دخلا التاريخ الفني من أوسع أبوابه..لا لأنهما أبدعا في مجال الإنتاج السينمائي بأي روائع بل لأنهما لم يقدما إلى الآن ما يمكن أن يصفه أي ناقد فني بعبارة:"فن عالي المستوى"..و أي ناقد للأفلام المصرية سيخبرك أن فترة السبعينات تمثل أسوء فترة في تاريخ السينما المصرية و أن أغلب أفلامها إما كانت تمتلئ بالإباحية الصريحة أو بالعته الفني الشديد..و هذه العبارة أيضاً تُبرر أمراً بأمر أسوء منه..فهي تعني أنكم كقناة لن تحاولوا رفع الذائقة السمعية للمستمع بل ستقدمون السيئ رغم معرفتكم بأنه سيء لأنه مطلوب!!..المُبكي أن القناة حتى في محاولتها لتقديم الفن الرفيع المستوى خلطته بقمة الابتذال ليفقد معناه لدى الأغلبية..فمن يبث أغنية لفيروز و يتحدث أثناء غنائها العذب عن التراب الذي يملأ الأجواء و السلطة و السندوتشات!!.

"و نعلم ما الذي يريده الناس"...و هي العبارة التي تشبه عبارة:"الجمهور عايز كده"..ثق بي "قليلاً" أنت لا تعلم ما أريده..أنت فقط تعلم ما تريد أن أريده..و هنا سأتحدث عن نفسي فقط..أنا أريد أن أستمع لفيروز أثناء استعدادي للذهاب إلى العمل و لا أريد أن تُقطع سلسلة أغانيها العطرة بأغاني هابطة تفسد صباحي..لا أريد أن أختم استماعي لفيروز ببرامج عن الأبراج و الأحلام و عن "أعرف نفسك أكثر" لأني مهما حاولت أن أعرف نفسي أكثر تهت أكثر..لا أريد أن أقضي فترة الظهيرة و أنا استمع إلى شخص يتحدث عن أحوال السياسة اليمنية و يحاول إقناعني طوال حديثه أن الفساد كان طوال 33 سنة "نسبي و نادر" و الآن منتشر بشكل فجَّ..فلا أريد أن أستمع لشخص يستخف بعقلي بتلك الأسطوانة المبتذلة..لا أريد أن أقضي فترة ما بعد العصر في الإصغاء لفتيات بلا هوية و بلا فكر و بلا الحد الأدنى من الثقافة و يتحدثن في ذات الوقت بحماس شديد عن أهمية القراءة و الحفاظ على الهوية و هن حائرات بأي لهجة "غير يمنية" يتحدثن بها للمستمعين..لا أريد أن أستمع عندما تغرب الشمس لشاب يقاتل لكي يتحدث كالزنوج في الأفلام الأمريكية فقط لكي يثبت لنا أنه أمريكي أباً عن جد دون أن يكون كذلك و دون أن يعلم أن الزنوج في الولايات المتحدة حقيقةً لا يتحدثون كما في الأفلام..لا أريد أن أختم يومي بأم كلثوم لأني صدقاً لا أحب صوتها و لكني أحب كلمات أغانيها و لكني في ذات الوقت لا أريد أن أختم ليلتي إما بمذيع يصرخ طوال الوقت بشكل مبتذل أو يغلق الخط في وجه منتقديه..أريد أن أستمع قبل النوم لهبة القواس و هي تصف عِشقاً طاهر أو رباً أطهر لا أن أختم ليلتي بأغاني معظمها أصبح يحمل في أصوات مؤدييها شبق أصوات المعاشرة الجنسية!!.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و جُعلتَ لي مسجداً
- النوم على صدر الحُسين
- فتاة لليلة واحدة
- لهو رباني -قصة-
- الشهر الذي اُنزل فيه النفاق
- شيخ الخصيان – 5
- شيخ الخصيان - 4
- شيخ الخصيان – 3
- شيخ الخصيان – 2
- شيخ الخصيان - 1
- بنت الشيخ
- باسندوة ماشفش حاجة
- لماذا زين جوزيف؟؟
- غير طبيعية؟؟..طبيعية جداً؟؟
- كل شيءٍ هاديء في الضالع
- تتزوجها؟؟
- كل عامٍ و محمد بلا نسب
- التحرش الجنسي في اليمن
- قُبلة يهوذا
- دستور و مثلَّية و سرير – 2


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - الجمهور عايز كده